الفصل الخامس عشر

2.2K 207 328
                                    

:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:

أما آن الأوان لأن تنهض بعد ؟ أتود أن يذكرك الناس إذا ماتقاعدت عن الحياة يوما كبائس استغذته نوائب الحياة بعد أن سئمت مكابرته الزائفة

أعرف أنك تريد النهوض ! تدرك ذلك في صميمك أيضا ، أعرف تمام المعرفة بأنك لست مستعدا بعد إنما عليك العثور على ذاتك

لن يجدها أحد من أجلك فلابد أن ترتكز على عاتقيك و تتشبث بكفك ، تشد أواصر العزم الخاملة فيك وتصلح نفسك من جديد !

تجاهل صفعات الحياة ، تخاذلك الدفين ، خوفك من كل شيء ! تناسى اللحظات الصغيرة التي وأدت بها روحك ظلما وبث الحياة فيك من جديد ! ولئن عاندت ذاتك فأقسرها !

لأنك مازلت على قيد الحياة ! ... ماتزال تتنفس وما تزال تسمع نبضك الثقيل

ألا تحب أن تحدج شروق الشمس من جديد ؟ بعيون أخرى ، بروح جديدة ب "أنت" لن يتداعى من جديد !

رمم نفسك ، أعد بناء ذاتك ... كقطعة فنية تستحق كل الجهد لتستقر بجمالها على أحد رفوف المتاحف العظيمة

لأنك أنت ! ... وأنت لاتهزم !

:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:

ماعاد تعاقب الليل والنهار يغير أي شيء بالنسبة لها ، ماعاد لشروق الشمس أي فائدة ، لقد توقف الزمن وعلقت الأيام فجأة بشكل غريب ، غير اعتيادي ، بارد ومهيب !

سحبت نفسا عميقا غمر حلقها بالمرارة وجرح صدرها لخشونته ، من المضحك كيف أن الهواء أيضا بات يجيد تقمص الأدوار وارتداء الأقنعة ليزيد الوضع سوءا لا أكثر ، يتنكر فجأة للراحة التي لطالما منحها إياها برحابة صدر

" سأكون هادئة جدا حتى أنك لن تشعر بوجودي ~
لن تشك بأي شيء لن تراني بالمرآة ~
عندما تقودني قدماي إلى جسدك المتروك بإهمال ~
أندمج مع روحك الباردة لنصبح واحدا ~
لاداعي للقلق سأجعلك فقط تسمع غنائي ~
البحث عني لايصب في مصلحتك لذا فلتفكر بحكمة
الموت ليس شيئا وستطالب به قريبا ~
حينها سألبي رغبتك برحابة صدر ~
ثم سأختفي ~
سأختفي ~
ثم سأختفي ~ "

بغض النظر عن فحوى الكلمات ، تهويدة حانية تداعب أسماعها لتدعوها إلى الإغماض رغما عنها ، دون الاكتراث إلى الظلام الذي استفاقت غائصة به فجأة

تستلقي بجسدها الضئيل في حضن المنتعلة للرداء الأسود الدافئ ، تشعر باهتزاز الكرسي برفق امتزج مع صوتها الرقيق

تميل بإذعان لتربيت كفها على سواد شعرها ، تخلل أصابعها بين خصلاته وتلفها حول بنانها ثم تعود لإفلاتها لتتمرد على جبينها الشاحب بانصياع

دَهْرٌ بِتَوْقِيتِ البَشَر || J.JK ™✓✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن