الفصل العاشر

2.3K 218 146
                                    

:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:

إما أن تتخطى ندوبك وتتوسل من أجل فرصة ثانية و إما أن تبقى أسيرا لعثراتك إلى الأبد ،

ستواصل النحيب على فشلك و البكاء جراء آلامك و ترفض حقيقة أن كل شيء قد انتهى و أن الوقت قد حان لتبحث عن مخرج آخر ،

سينتهي بك الحال لأن تبقى أسير ماضيك إلى أجل غير مسمى ، ستعلق في جمجمتك فكرة أن هذه هي النهاية ولا شيء بعدها ،

تنتظر بصمت إعلان انتهاء الفلم ثم لن تتمكن من النهوض أبدا ، حتى لو حاولت آلاف المرات !

ثم ستلعن حظك العاثر وتذكر كيف أن كل شيء اعترض طريقك في فترة ما ،

حينها ستفقد القدرة على التمييز بين حاضرك وماضيك و ستؤثر فيك تجاربك الأليمة في الماضي تماما كما تفعل الحالية ،

تلك دوامة الألم اللامتناهي التي وإن حدث يوما ووطأتها قدماك فلا مجال للخروج أبدا !

المسألة هنا هي بقاؤك بعيدا عن هذه الدوامة لا النجاة منها !

:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:

بخطوات مترددة تقدمت السيدة ذات الشعر الأشيب نحو باب الغرفة الصغير ، أدارت المقبض ببطء و سمحت لجزء من جسدها الضئيل بالولوج إلى الغرفة

داخل الغرفة الواسعة سارت سايا بارتباك تقصد خزانتها الكبيرة ثم سريرها ، في كل مرة مصطحبة معها عددا من الملابس تلقي بها فوق فراشها المرتب ، بدا الأمر كما لو أنها اكتفت من كل الملابس لتتوجه بعدها إلى مكتبها وتستخرج أغراضها الثمينة التي لطالما رافقتها

وضبت كل تلك الأغراض في حقيبة كبيرة بهدوء تام ، رفعت رأسها أخيرا لتقابل الجدة التي دست كل جسدها داخل الغرفة ووقفت بحيرة أمام الباب

" هل ستذهبين إلى مكان ما عزيزتي ؟"

" مهمتي قد انتهت هنا ،سأنتقل للعيش مع والدي "
ردت بابتسامة واسعة تعبر عن الامتنان الذي تحمله لهذه الجدة الطيبة ،

ماالذي كان ليحل بها لولا أنها لم تكن هناك من أجلها ، آنست وحدتها لسبع سنوات وهاهي ذي ترحل الآن

ربما أرادت الرحيل أولا ، ربما أرادت أن تكون هي من يغادر ، ماكانت لتحتمل فكرة رحيل جدتها عنها يوما من الأيام لذا بادرت بالرحيل .. ربما

حافظت سايا على ابتسامتها الطفولية لتشتتها الدهشة المرتسمة على ملامح جدتها ، كانت تتوقع أن تحب سايا ايرين قبل أن تقرر شيئا كهذا ، لم قد ترغب بالعيش مع والدها بعد كل هذا الوقت ألم تقل هي نفسها أنها ستراه مرة واحدة بعد وهي ستكون عند نقل رفاته

دَهْرٌ بِتَوْقِيتِ البَشَر || J.JK ™✓✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن