الفصل السادس

51 0 0
                                    


عندما اغلقت الهاتف بعثت برسالة الى امي قائلة فيها " صباح الخير ، كيف حالك ؟ اتصلي بي حينما تستيقظين ارغب باخبارك عن امرٍ ما " ومن ثم غادرت الغرفة ، صادفت هيلين عند خروجي  ، قالت وهي تتجه نحوي :
_ هل ستذهبين لتناول الطعام ؟
_ لا، ارغب بشرب القهوة وحسب
_ لايجب شرب القهوة بمعدة فارغة ( سحبت يدي وقالت ) تعالي معي ، ساجعلك  صحية
_ حقاً لا اشتهي تناول الطعام اليوم
_ اذاً شاهديني وانا اتناوله وحسب
_ ومالغاية من المشاهدة ؟
_ هناك رأيان بهذا الخصوص
_ ما هما
_ ان شاهدتي شخصاً ياكل ستنفتح شهيتك اوتشعرين بالشبع
_ ويجدر بي اثبات صحة الاراء ؟
_ نعم ، امزح تعالي معي وحسب
_ حسناً...
احظرت الطعام وجلست بقربي على الطاولة وقالت بعد ان قدمت لي كعكة وكوب قهوة :
_ جامليني وتناوليها وسأشعر بالامتنان
ابتسمت لها وبدأت باحتساء القهوة ، قالت وهي تفتح علبة الحليب :
_ ماهي خططك لليوم ؟
_ التقي بسوزان لمعرفة جدول المناوبات ثم انتظر الرئيس ليخبرني مع من سأعمل
_ اهذا كل شئ ؟
_ اجل
_ ان تأخر الرئيس باستدعائك زوريني بقسم الاطفال سأطلعك عليه ، هنالك الاطفال مرحين ويبتسمون رغم كل شيء
_ لأنهم لا يعون ما يحدث
_ اتدركين كم هو محبط رؤية احدهم مصاب واخبار عائلته بنوع مرضه !
_ اجل ، سبق وان جربت هذا الشعور
_ الامر يختلف عن المرضى الاخرين ، فهم لازالوا اطفال امامهم مستقبل واسع ، وانا اتي بكلمة واحدة لاحطمه
_ ادرك ماتعنيه
_ اليس من المحزن ان يعانوا
_ هذه هي الحياة
_ وهذا مايحزنني اكثر
_ عندما كنت صغيرة اخبرني الطبيب بان والدي يعاني من مرض اشبه بالمرض الذي تسببه حشرة المن للنبتة ، لم اكن ادرك نوع الاذى الذي تسببه تلك الحشرة ظننتها كباقي الحشرات كل ماتسببه هو لسعة ولكن اتضح بانها تلتصق بالنبتة وتمتص حياتها حتى تذبل وتموت ، كان والدي  يتعالج بدواء السرطان
_ يا اللهي ، الامر صادم للغاية انا متأسفة
_ لم اخبرك بهذا لتتأسفي بل لتفهمي الطريقة التي تحاوري بها الاطفال ، رغم انني لا احب ذلك الطبيب الا ان اسلوبه في التهدئة كان ذكياً قد ينفعكِ يوماً ما ولا ارجو ذلك بالطبع
_ شكراً لكِ ، وانا ايضاً لا اتمنى قدوم هكذا يوم ولكن لكوننا في هذه الحياة كما قلتِ فلانستبعد هكذا ايام ، الانسان لايتوقع ما يحدث له في الغد
_ لايتوقع مايحدث بعد لحظة
_ نعم انتِ محقة.
بعد ان انهينا تناول الطعام ذهبنا معاً الى المصعد وتفرقنا هناك ، نزلت بالطابق الاول فالممرضة سوزان تقضي اغلب الوقت هناك ، وبالفعل رأيتها تحدث احد الاطباء لذلك توجهت نحوها وانتظرتها حتى تنهي الحديث ، قالت لي :
_ اجل ماذا حدث معكِ بخصوص العمل
_ لم يخبروني حتى الان
_ هذا افضل تمتعي قليلاً فستعملين بقدر ماتشائين
_بالحقيقة رغبت بسؤالك عن جدول المناوبات الليلية هل اكتمل ؟
_ لا ، اخبرتكِ بانني سابعثه برسالة ان اكتمل
_ خلتكِ قد نسيتِ
_ لا تخافي فلم اشيخ حتى الان
_ هذا مطمئن... هل الرئيس متفرغ الان ؟
_ نعم حسبما اعتقد ، امهليني لحظة لاتأكد ( اتصلت باحدى الممرضات وسألتها عن الرئيس ثم اجابتني بعد ان اغلقت ) هو في مكتبه الان ، يمكنك الذهاب للتحدث معه
_ حسناً ساذهب
_ حظاً موفقاً
_ شكراً لكِ.
اتصلت بي امي عند توديعي لسوزان لذلك اجبت بعد ابتعادي عنها :
_ اهلاً ، كيف حالك ؟
_ بخير الحمد لله ، الا زلتي تشعرين بانكِ لستِ على مايرام ؟
_ لا اصبحت افضل 
_ الحمد لله... اخبريني ماذا اردتِ ان تقولي لي ؟
_ بالامس ذهبت للقاء المحامية التي وكلت لها قضية الفندق
_ اجل وكيف هي ، اهي جيدة
_ اتضح بانها ناديا ياامي
_ ناديا !
_ اجل
_ ناديا التي نعرفها
_ اجل هي بذاتها
_ ياالهي كم ان الحياة صغيرة ، كيف حالها ؟ اهي بخير ؟
_ لا اعلم ان كانت بخير فعلاً ؛ يبدو ان حياتها شاقة
_ لماذا ؟
_عملها لايسير بشكلٍ جيد
_ يا لها من مسكينة ، لا تستحق ذلك
_ نعم ، اخبرتني بانها لاتستلم الكثير من القضايا
_ ان مهنة المحاماة صعبة للغاية
_مكتبها داخل المنزل وعند ذهابي التقيت بإبنها ، اعتقد بأنه في الخامسة من عمره يدعى ابراهيم
_ يا اللهي كم هو جميل ، متى تزوجت ؟
_ لا اعلم
_ من هو زوجها ؟
_ لم تتحدث عن نفسها بل كان معظم الحديث عني
_ اشتقت لها حقاً ، لنزورها معاً ذات يوم
_ حسناً
_ كيف يسير عملكِ ؟
_ امي سادخل لمكتب الرئيس الان ، ساتصل بكِ لاحقاً 
_ بالتوفيق عزيزتي .

اوتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن