صوفيا
لم يسمحو لي باجراء الجراحات بسبب المجلس التحقيقي الذي سيقيموه بعد فترة وجيزة لذلك كنت جالسة بانتظار المجلس .
دخلنا الى غرفة الاجتماعات وكانت معنا ناديا والممرضة ومجموعة من الاطباء والرئيس ، بعد ان انهو الاحاديث الجانبية نظرو الى ناديا وسألوها قائلين " لم لم ينظم زوجكِ الى المجلس ؟ " اجابت بنبرة مرأة مسكينة كما لو انها تطلب الرحمة منهم " انه مريض لايمكنه الحضور " انكسرت قلوبهم عند سماع صوتها الشجي لذك تقبلو الامر ووجهوا سؤالهم الاخر الى الممرضة " بامكانكِ اخبارنا عما حدث في غرفة المريض " بدأت الممرضة بسدر قصة محكمة الاحداث نالت اعجابي لتفاصيلها الدقيقة ومن ثم توجهو بسؤال ناديا للتأكد من كاتبة القصة ان كانت الراوية قد غفلت عن حدثٍ ما ، فاجابت ناديا مع دموعٍ جياشة -اعجز عن فهم قدرتها العجيبة في التمثيل لو تركت المحامات ولجات الى التمثيل لما تعرضت الى الافلاس - بعد ان انهوا كتابة القصة توجهوا الي لياخذو بصمتي ولتنشر على حساب حياتي الخاصة !
بدأو بسؤالي :
_لم ذهبتي للقاء المريض ؟
_ للحديث معه
_ عن ماذا
_ عن امورِ شخصية
_ امور شخصية ؟ وضحي اكثر ؟
_ امور خاصة بيننا
_ مثل ماذا ؟ تحدثي ؟
_ امن الضروري ان اتحدث ؟
_ انتِ معرضة للاتهام ، اترغبين بالبقاء مع هذه التهمة الا ترغبين بالدفاع عن نفسكِ
_ نعم ارغب ولكن لااريد ان افصح عن حياتي امام كل هذه الحشود
_ اخبرينا ماهي الامور الخاصة التي تجمعكِ بالمريض
_ (تنفست الصعداء وبعد مهلة قلت ) كنا على علاقة في السابق
_ ماحجم العلاقة ؟
_ امن الضروري الاجابة على هذا ايضاً
_ نعم
_ كنا متزوجين لفترة
_ انفصلتم ؟
_ اجل
_ اكان الانفصال اختياركِ انتِ ام اختياره هو ؟
_ ( ضحكت وقلت ) اهذا ايضاً سؤال ؟
_ اجيبي رجاءاً
_ اختياره هو
_ اكنتِ تحملين ضغينة لدرجة الانتقام ؟
_ لا
_ لم هددته
_ لم اهدده
_ ماذا حدثتيه اذاً ؟
_ حسناً ساخبركم لاصراركم الشديد فلا اهمية لاحترام الخصوصيات في هذا المجتمع
_ اخبرينا
_ انفصل عني دون ان يخبرني بسبب وبعد ان اجريت له الجراحة اتضح بانه متزوج من صديقتي لذلك انفصل عني ، انا رغبت بانها كل شيء وحدثته ولكن اتضح بانهم لايفهمون الحديث لذلك لجأو لنشر تهمة علي !
_ ( تحدثو احاديث جانبية ومن ثم قالوا ) لكونه تزوج صديقتكِ فلا بد بانكِ فكرتي بالانتقام
_ انا لا انتقم ، لا اتعب نفسي بالتفكير بطرق للانتقام اتركهم امام الله فهو ياخذ حقي على اية حال
_ اذاً لم تهدديه ؟
_ انا لم اهدده
_ ولم تهددي زوجته ؟
_ لم احدثها اصلاً
_ اهذا جوابكِ النهائي ايتها الطبيبة
_ نعم
تناقشو فيما بينهم وقطع نقاشهم عند طرق الباب ودخول ادهم بصحبة احد الممرضات وهو يجلس على كرسيٍ متنقل ، قالت الممرضة بعد دخولها " اصر على الحضور " تحدث ادهم قائلاً " ارغب بالانضمام الى التحقيق ان امكن ؟ " نظرت له ناديا ومن ثم قالت للاطباء " انه مرهق اتمنى ان تتساهلو معه " اجاب الاطباء " بالطبع ان كنت ترغب فيسرنا سماع شهادتك " قامت الممرضة بوضع ادهم بالقرب منا ومن ثم اشرعوا بالتحقيق معه ، قالوا
" سيد ادهم ايمكنك اخبارنا عما دار بينك وبين الطبيبة من حوار ؟ "
قال بالطبع وبعد ان صمت لوهلة انطلق بالحديث ، قائلاً " حديثنا لم يكن طويلاً كما كنت أأمُل ، بل كان قصير لدرجة انني لم يتسنى لي الاعتذار بشكلٍ صادق اكثر لتسامحني...حدثتني الطبيبة وقالت بانها لن تنساني بل سابقى عالقاً بذاكرتها كالذنب وقالت بانها تتمنى ان اكون والداً جيداً وان اتخلا عن طبائعي السيئة وقبل ان تغادر تمنت لنا الحياة السعيدة والا نلتقي مجدداً ، هكذا جرى حديثنا "
نظرت له بدهشة فلم اتوقع بان يكون صادقاً ولا يشارك في لعبة زوجته ! قال الاطباء " اذاً انت تقول بان الطبيبة لم تهددك ؟ " اجاب ادهم " نعم لم تهددني " سألوه قائلين " اذاً ماسبب كلام زوجتك ؟" قبل ان يجاوب ادهم تسرعت ناديا بالحديث قائلة " انه يدافع عنها لانه يحبها " اجاب ادهم " نعم انا احبها لكنني اقول الحق الان " نظروا الى الممرضة وقالوا " حينما سمعتي حديث السيدة ناديا اتحدث السيد ادهم ايضاً ؟ " اومأت بالموافقة فقالوا " اخبرينا بما قاله " اجابت " تحدث بغضب طالباً منها الاتتفوه بالحديث الذي وصفه بالهراء " طرحوا سؤالاً اخر "وماذا قالت السيدة ناديا ؟ " اجابت " قالت بانه يدافع عنها لانه يحبها " نظروا الى ادهم وقالوا " ما رايك بما قالته الممرضة ؟ " اجاب " انها قالت ما رأته في ذلك الوقت ولكن ارجوكم صدقوني انا فزوجتي مستاءة وحسب...اقسم لكم امام الله بانني لا اكذب وان صوفيا لم تهددني " كانت ناديا غاضبة للغاية ولم تنبس ببنت شفة فزوجها قد اعترف بخطأئها امام الجميع وحتى امامي وهذا ماازعجها بالتاكيد.
قالوا بعد ان انهوا حديثهم وقرروا ختام المجلس " لكوننا حصلنا على شهادتك واديت القسم فنحن نعلن الان عن براءة الطبيبة من الاتهام "
وجههوا نظرهم الي وقالوا
" نعتذر ايتها الطبيبة عن سوء الفهم الذي حدث ".
عند مغادرة الجميع رأيت ناديا وهي تشاجر ادهم وتذهب خارج المشفى لذلك توجهت للتحدث مع ادهم ، امسكت بمقبض كرسيه المتنقل وبدأت بدفعه ببطئ التفت بتعجب ليراني ، ابتسم وهو يتلفظ باسمي ، اكملت دفعه وقلت
" ان كنت قلق لان حوارنا لم يكن طويلاً كما تأمل فلا حاجة لذلك "
قال بتعجب " لماذاً ! " قلت " كنت مستاءة منك للغاية وكان وجودك مزعجاً في ذاكرتي " قال بتعجب " وماذا الان ؟ اتغير الامر ؟ " في تلك الاثناء ضغطت على رقم الطابق الذي توجد به غرفته واغلقت بوابة المصعد وكان مليء بالاشخاص لذلك لم يتسنى لي اجابته الا بعد مغادرة المصعد ، حيث كرر سؤاله " اتغير الامر الان ؟؟" كان يترقب سماع الاجابة لذلك قلت
"سامحتك كما كنت تأمل " التفت الي بدهشة والابتسامة تملء وجهه
" حقاً ! " قلت له " لم اعد ارغب بحمل كراهية في داخلي ، اريد ان اعيش فارغة " قال " لم افهم ماتعنيه ؟ اولم تسامحيني ! "
وصلنا الى غرفته لذلك اشرت الى الممرض لياتي ويساعده في العودة الى سريره ، وادخلت ادهم الى غرفته وفي تلك الاثناء حدثته قائلة " نعم سامحتك ولكن هذا لايعني بانني امتلكت مشاعراً تجاهك من جديد ، اخبرتك مسبقاً انت أب عائلة لذلك عش معها بسلام وتقبل الواقع كما سافعل انا " ومن ثم دخل الممرض وغادرت .
اكملت سيري وانا اشعر بقوة جهلت وجودها بداخلي ، ولم اكن لاصدق بوجودها بالاصل.. كنت سعيدة بل اشعر بالراحة لان جميع مداخل العواصف في حياتي قد اغلقت واخيراً سانعم بالهدوء والسكينة .
أنت تقرأ
اوتار
Romanceطبيبة تقع حياتها المهنية على المحك بسبب مخالفتها لقواعد المشفى ، ماذا سيكون مصيرها ؟ وماذا ستواجه في ذلك المصير ؟