الممرضة سوزان
في اثناء توجهي للاشراف على عمل الممرضات لمحت لوجود طبيبة مستلقية على الارض توجهت نحوها بتعجب وسألتها " أأنت على مايرام " فوجئت عند رؤية وجهها واسرعت لفحصها وانا انادي " صوفيا اتسمعيني ، ايتها الطبيبة...افيقي " قست نبضات قلبها فوجدتها ضعيفة ونفسها كان ضعيف للغاية وربما فقدت الوعي ، اخرجت هاتف الطوارئ من جيبي وناديت على الاطباء ليسرعو بجلب الاوكسجين وسرير متنقل لاسعافها ، بعد مرور لحظات قمنا بضخ الاوكسجين لها ومن ثم نقلناها الى غرفة المرضى ،استمريت بتفقدها بين الحين والاخر الى ان استقر وضعها، تركتها بصحبة الطبيبة هيلين واخبرتها ان تتصل بي حالما تفيق ثم ذهبت لاكمال عملي .
صوفيا
رأيت والدي وبكيت كثيراً وانا بصحبته كنت في المدرسة ولا يزال هو على قيد الحياة ، افقت واختفى كل ذلك المنام الجميل في اقل من لحظة .
ابعدت قناع الاوكسجين لاسأل هيلين عما حدث علها تجيبني بانني فقدت وعيي اثناء العمل وامر ادهم كان حلماً كوالدي لكنها اعادت القناع لوضعه الطبيعي وقالت "لاتبعديه جسدكِ يحتاج اليه" ومن ثم اردفت قائلة " وجدتكِ سوزان فاقدة للوعي ،أُصبنا بالذعر...اتمنى ان تكوني على مايرام " امسكت بيدي واردفت قائلة " اهتمي بصحتكِ ارجوكِ ، نحن نقلق كثيراً " ثم دخل كمال وهو يقول " ايتها الطبيبة... حمداً لله انكِ افقتي" جلس بالقرب من هيلين وقال " أاجريتي فحصاً لها ؟ اوضعها مستقر ؟ " ابعدت القناع وقلت " لاتبالغو انا بخير " قالت هيلين " اي مبالغة بالله عليك ، كنتِ كالسمكة خارج الماء لو لم نلحق لما تمكنا من انقاذكِ " تساءل كمال قائلاً " كيف اختنقتِ ايتها الطبيبة ؟ " اجبته " واجهت صعوبة بالتنفس بشكلٍ مفاجئ " اردف قائلاً " اجري فحوصات للمجرى التنفسي لربما تعانين من ضيق " اجبته بالموافقة ثم قالت هيلين "ارتاحي الان وانا ساذهب لاطمئن الممرضة سوزان". بعد ان غادرت هيلين قال كمال " ايتها الطبيبة أيعقل إن ضيق التنفس الذي اصابكِ كان بسبب حالة نفسية ؟!" نظرت اليه بتعجب وقلت
" لماذا !" اجاب " لا اعلم ولكن من المحتمل ان يصيبكِ مرة اخرى لذلك انا قلق ، يجدر بكِ معرفة السبب لعلاجه... امل ان يكون مجرد حادث ولا يتكرر مجدداً ، اتمنى ان تنهضي بسرعة وتعودي لصحتكِ الجيدة ، يجدر ي الذهاب لاكمال عملي سازورك مجدداً وداعاً ".
بعد مغادرته استغرقت بالتفكير بما قاله ، نعم يبدو بانني لم اعالج بشكلٍ نهائي يجدر بي العودة الى طبيبي النفسي ، تنهدت وغطيت وجهي بعد ان شرعت عيني بالبكاء ، مرت حياتي ببرمتها امامي شعرت بكم انني ضعيفة وليس بمقدوري فعل شيء غير البكاء والتألم .
فقط انا من يعاني ، شددت الوسادة بقوة عند بكائي وحدثت امي في سري قائلة ( امي انا بحاجة ماسة لكِ ، اريدكِ ان تعانقيني ان تخبئيني بعيداً ، ان تضميني الى صدرك ) اسرعت بمسح دموعي فور سماع صوت الممرضة سوزان وهي تدخل الى الغرف وتظاهرت بالنوم لذلك غادرت على الفور، لست مستعدة لانتشار الاحاديث عني ولا ارغب بان يراني احد بهذه الهيأة فكل مااريده الان هو ان يتجاهلني الجميع...
بقيت على حالتي هذه حتى شروق الشمس ، مستلقيه واتظاهر بالنوم لتجنب الجميع رغم انهم يروني في وسط نومٍ عميق الا انني لم اغفو ابداً.
بعد ان بلغت الساعة السابعة اتت الممرضة سوزان لايقاضي ، قالت وهي تقف بقربي " انهضي ايتها المريضة الكسولة الم يسأم جسدكِ من النوم ، انهضي وتناولي الفطور وراقبي شمس الصباح لتحاربي المرض "
نظرت لها وقالت مبتسمة " نرغب بتناول الفطور معكِ ينتظروكِ الاطباء في الاسفل ".
قالت الممرضة سوزان عند مغادرتنا للغرف " وجهكِ شاحب جداً ، لكن لاتقلقي ساعيد ضخ الدماء به... قمت باخذ اجازة لكِ ، اليومٍ اريدكِ ان تروي جسدك وترتاحي لتبدأي يوم غد بطاقة عارمة " اجبتها قائلة " نعم سافعل ذلك " قالت بتعجب " ياللهي ماهذا الصوت ! أكان يجدر بي اخذ اجازة ليومين " قلت " ساكون بخير لاتقلقي " قالت " حسناً هذا مطمئن ، بالمناسبة اليوم ساخذكِ لاجراء الفحوصات للمجرى التنفسي في الساعة العاشرة لذلك لاتغادري المشفى في هذا الوقت " اجبتها " لا داعي لذلك ، انا احل الامر ، شكراً لكِ " اصرت قائلة " لايوجد مجال للرفظ " وبعد ذلك وقف المصعد وارتقيناه ، كنا بمفردنا في المصعد لذلك قلت لها " سبق وان عانيت من ضيق بالتنفس " قالت بتعجب " حقاً !" اجبتها " انه نفسي ، تعالجت منه لكنه عاد فجئة " صمتت لوهلة ثم قالت " لم اكن اعلم بانكِ كنتِ تتعالجين نفسياً ! " اجبتها " لا احد يعلم " قالت " لم عاد إن كنتِ قد تعالجتي ؟
هل الامر متعلق بذلك المريض !" استغربت من كلامها لذلك قلت
" اي مريض !" اجابت " الجميع يتحدث عن صدمتك في غرفة الجراحة " تفاجأت كثيراً فلم اتوقع ان الامر كان واضحاً وادركه الجميع ، نظرت لها ولم اجيب وحالما فتحت بوابة المصعد قلت لها "هذا حوارٌ خاص ، اتمنى ان يكون بيننا وحسب " قالت بابتسامة " بالطبع هو كذلك " ثم اكملنا سيرنا نحو طاولة الاطباء .
أنت تقرأ
اوتار
Romanceطبيبة تقع حياتها المهنية على المحك بسبب مخالفتها لقواعد المشفى ، ماذا سيكون مصيرها ؟ وماذا ستواجه في ذلك المصير ؟