الفصل التاسع

128 6 2
                                    


مع تزامن سقوط أخر ورقة من شجرة في الشتاء تظن أن التلبد مستمر والبرودة تسكن الاجواء ، ترى أمامك حديقة عمرك ميته ليسكن حزن دفين ورغبة في أحراقها ، ومع فجر يوم جديد تجد الأرض القاحلة بقلبك أصبحت غابة من الزهور 💞
_________________________________
تزامن صوت صفعتها على وجهه مع صرخه سعيدة في القاهره....
كانت تدور حول ذاتها بسعادة لكن لاح في عينيها مسحة حزن علي رفيقة دربها الغائبة لتركض تزف لها الخبر لتشاركها تلك الفرحة
جيداء بحنق : مبتردش ليه بس ياربي خلاص هكلمها بعدين
.....................................
علي الجانب الآخر...
بعد ما فاقت من صدمتها بصفعه كانت الدموع تحول رؤيتها لتحاول الفرار من أمامه لتجد يد صلبه أحاطة بخصرها تُثنيها عن الذهاب لتلتفت لترى وجهه الذي أستحال بين حمرة الغضب وقتامة غامضة تخشي معرفة ماخلفها لتجد نفسها ترتد شاهقة علي الحائط خلفها
ليأتي صوته بهدوء أربكها : انا مش هعمل رد فعل علي اللي عملتيه ده بس دلوقتي هتروحي مع السواق عشان تجهزي لخطوبتنا
ليطالع المصدومة بين يديه لتهتف بشراسة : ومين قال اني موافقه
ليرتفع حاجبه بمكر : انتي ياسولي قولتي بنفسك وسط الموظفين اه وقدام لمار ليضغط علي أحرف أسمها ولا عاوزه تباني كدابه قدام الناس انا ميخلصنيش يحصل كدا يلا روحي أجهزي عشان بليل قدامنا حفلة
وقبل أن يتركها طبع قبل علي صدغها لتظل تطالعه بصدمة قد شلة عقلها
حتي فاقت علي طرق احد الموظفين مكتبه
مع دخول الموظف المكتب كانت هي قد غادرت راكضه
لينظر لأثرها بخبث
....................................
ليأتي الرد صادم من والدها : بس انا بنتي مخطوبة لابن عمها
لينظر بعيون متسعه للجالسه امامه لتلتفت بجنون لوالدها
جيداء : بابا انت عارف اني مش موافقه علي تامر وبعدين انا موافقة اني اتجوز علي
ليتحدث علي من بعدها : وانا عاوز أكتب كتاب علي طول مش هنعمل فتره خطوبة
والدها : وانا مش عاوز حاجه غير راحة بنتي وسعادتها
لتصدح الزغاريط من فم والدتها لتشع الفرحة علي المنزل...
......................................
كان يعلم أنها لن تذهب للبيت لذلك أرسل أحد ليراقبها وفي أثناء ذلك كان يخطط كيف يسعدها
لتداهمه بالدخول
لمار : انت بجد خلاص هتتجوز
أسر : ايوه
وهي تقترب منه : يعني بتحبها
أسر وهي يحاول الإبتعاد : ايوه بحبها
وهي تكاد تلتصق فيه وهو جالس : فيها اي زياده عني محبتنيش ليه انا اديك عمري ومالي وجمالي
و أسر وقد وصل للباب : لمار انتي انسانه رقيقة وجميلة بس احنا مبنتحكمش في قلبنا وانا قلبي معاها من زمان وبحبها اتمني تلاقي اللي يستاهلك
لتفر وهي تذرف دموعها علي كرامتها التي داست عليها لتتقرب منه وعلي قلبها الذي داس هو عليه

أحياناً يكتب لنا في الحياة أن نلعب دور الجلاد بدون قصد ندهس قلوب أحبتنا ولم نستطع أن نبادلها ، ليس شراً منا إنما هو قانون الطبيعة..

............................. ََََ
على بعد كيلو مترات من الشركة كانت تسير علي غير هدى فقد كانت حبيسة صدمتها ، كيف لها ان تدرك ان قلبها لم يتوقف لحظة عن النبض انه مازال حياً أكان وجوده هو سبب أزهارها أم انها لم تتوقف عن حبه لحظه حتي عند رحيله
لتنظر لساعة يدها وللسماء فالنهار أوشك علي الرحيل
لتستقل أول تاكسي يقلها للمنزل...
عند وصولها للمنزل وجدت عمتها تنهض لتستقبلها
السيدة زينب : يلا بسرعة البسي الفستان اللي علي سريرك عشان نلحق العربية لم توصل
سيلين بأستغراب : في اي ياعمتي وليه البس اصلا وننزل ماصدقت جيت
السيدة زينب بعناد وهي تأخذها لغرفتها : متزعليش عمتك حبيبتك والبسي انا معرفتش اشوفه بس الشغاله قالت انه حلو وانا عارفه ان أي حاجه عليكي انتي هتحليها
سيلين بدموع وهي تحتضن عمتها : انا بحبك ياعمتي
عمتها وهي تبادلها العناق : وانا بحبك ياقلب عمتك
.........................
وهو يحادث صديقه : متوتر خايف متعجبهاش المفجأه
ليطمئنه : لا متقلقش وبعدين المهم اهدا بقا شويه
................................
في وقت سابق..
يعلم ان الخبر صادم لكن لا وقت لديه لشرح اسباب يكفيه ما ضاع من وقت
: ياعمي الموضوع بسيط طالم عندكو باسبورتات والحجز هيتم بس تجهزوا
...................
عندما تجهزت ذهبت لتلحق بعمتها...
سيلين : عمتي يلا عشان ننزل هي العربية وصلت
السيدة زينب : ايوه ياحبيبتي وصلت يلا بينا
.........
الشغف احساس جميل لا ينقطع وليس له نظير
فأستمتع بوجوده وبأحساسه فأنه سيترك لك أثر بقلبك لا يُنسي
هذا ماكنت تشعر به كانت متحمسه شغوفه بما ينتظرها فقد ثقتها بالحبيب العائد هي من تُشعر بها التخيلات السعيدة برغم الخوف الذي يسكنها فأن القلب غلب العقل اليوم ، فتاة ضاعت وتاهت بين يدي أب ظالم وزوج طالح وحياة دهست زهور شبابها وأشخاص سلبوا حقها في التنفس ، حتي القلب الذي أحبته أرهقوه ففر بعيداً يلتمس النجاة ليعود أقوى أمامهم ،
في طريقها له ظلت تدعوا ﷲ أن يديم سعادتها فقد تعبت من الركض في الصحراء فالتنعم بالقليل من النعيم ....
..................................
ماهي الا ثواني وقد وقفت السيارة أمام ممر مظلم لتسير مع عمتها
لحظات من الصمت المشوبه بهمهمات ضعيفه تراه يقف هناك بعيداً أمامها كأنه أمير هبط من حكايتها لا شبيه له لتذهب عمتها وتجلس وماهي سوي لحظات وأضاءة أنوار وردية وزرقاء مع ضوء القمر المنعكس علي صفحة وجهها ليكتمل أمامه هو وحده كالبدر الذي طالت ظلمته
لحظة صمت مهيبه ليخر راكعاً علي ركبه واحده
سيلين وهي يسيطر عليها الذهول : أسر بتعمل اي
أسر بلمعة عشق لمليكة وملكة قلبه منذ الاذل : بحقق حلمك ياسولي
لتعود للحظة كثيرون ظنوا انها بعيده وحدها شعرت أنها كانت الأمس..
سيلين وهي تناظره بلمعه : عارف نفسي لم تيجي تتقدملي تعمل حاجه مبهرة أفضل فكراها العمر كله تبقا ذكرى جميلة بينا كل ما أفتكرها احس اني بعيشها فاهمني ولا
أسر بضحك : عايزه اي مثلاً
سيلين بحالمية : عايزه أحس وقتها أني جائزتك اللي تعبت عشان توصلها ، اني وقتها نجمة هتقدملها السماء عشان تعيش معاك
ليطالعها بحب وقد واعد بينه وبين نفسه علي أن يحقق لها ماتتمناه يكفيه أن قلبها ينبض له..
لتعود وهي تناظر الجاثي امامها
لتضحك عينيها وتغلقها وتستتشق عبق رائحته لتشعر بلحظتها أن الحياة لم تنتهي أن لها حق وغاية لم تنالهم بعد
ليصدمها أكثر ما تفوه به
أسر : تسمحي تشاركيني الباقي من عمرنا لحد مانعجز وتفضلي سانده عليا لحد مانموت ونحارب الدنيا سوى للنهاية
ليصدمه أنهمار الدموع من عينيها لينهض وهو يقول بقلق : بتعيطي ليه
لتنقض عليه وهي تحتضنه وتنهال الهتافات والتصقيف من حولهم تزامناً مع موافقتها لعرضه : موافقة اعيش الوحش والحلو الباقي من حياتي معاك وانا أيدي في أيدك ❤️
______________________________________

لا توجد نهاية فلم تكن نهاية الورقة سوى بداية ورقة جديدة
الزهور التي سقطت ما هي الا دليل علي أنبات زهور أجمل منها

"الزهرة اللي بتنبت في الصخر هي أجمل وأندر الزهور." - مولان 🌹

الحياة لا تقف لا تموت لا تنتهي مازال هناك نفساً يتردد بداخل صدرك
لا يوجد شحوب دائماً هناك نضارة تليه ، لا سقوط بدون نهوض
لا دمار بدون تعمير ، هناك في جوف الألم أمل وحياة تولد
فالتبتسم وتحتضن الحياة ، يكفيك حزناً..
(أريد أن أستند عليك فيما تبقى لي من نفس)،
#قضبان_من_نار
#نورا_عبدالرازق

قضبان من نار (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن