الفصل العاشر

60 2 0
                                    

هل تعلم لم اعترف يوماً بالضعف حلاً ، انا على اتم استعداد للحروب ولكل عثرة تقف امامي لكنني لا اركض للخنوع حتى لا اتأذى ، وكثيراً ممن انحنوا ماتوا احياء وكل من حارب ظلت اسمائهم حيه رغم فنائهم
هي لا تعي ماذا يحدث حولها كل شئ يحدث بسرعة اخافتها لكنها  لم تعد تفكر في خوف حينما اصبحت بين يديه وهو يراقصها علي النغمات والاضواء تعلو وتلتمع بسعادة كأنه يراقص قلبها ، وكأن جراح قلبها كانت تنتظر عودته ليقبلها كلها مُطيباً اياها
سليلن وهي تكاد تقع صريعة من هول السعادة التي تلف روحها ، ليمسك خصرها بقوة : انت عاوزه تقعي ويقولوا العروسة اللي وقعت وهي بترقص ده انا حتي ملفتش بيكي يعني
سيلين وهي تسدد لكتفه لكمة صغيرة بيدها : انت اتجننت صح ، لتكمل وهي تنظر له بطرف عينيها : وبعيدن كفاية اني سياك ترقص معايا اصلا
ليمسك رأسها ويوجهها نحو والدته : بصي زوزو مبسوطة ازاي بينا اضحكي بدل مانتي مشدودة كده
سيلين وهي تحدث بتفكه : اهي الضحكة اهي
أسر وهو يحتضن خصرها وهو يتمايل معها كأنه لو تركها قليلاً سوف تتسرب كالماء من بين انامله ، ليتناسى ماحدث في الماضي ويتذكر فقط تلك اللحظة ، ليسرق معها لحظة هادئة بعيداً عن كل الم مروا به..

في اليوم التالي..
لتستمع السيدة زينب لصوت ضحكات كلاهما وهما يقتربان من غرفة الجلوس ، لتبتسم بدورها سعيدة لما وصلا اليه الاثنان من مرسى بعدما ارهقتهم الحياة .
أسر وهو ينظر نحوها كالمسحور : مكنتش اعرف انك هتوافقي بالسهولة دي
لتعلو الحمره الشديدة وجهها حتي كادت تذوب امامه من خجلها ، لتتذكر تطاول تلك الحرباء الرقطاء فاقعة اللون وهي تتدل امامه ، ليتبدل حالها لغضب مشتعل وهي تقصفه : ليه شكلك انت اللي مضايق انك اتدبست في جوازتنا ، وعاوز الحربايه الصفرا دي ، ذوقك بقا مقرف حقيقي
أسر وهو يمسك يديها برقة رغم تشديده عليها : انا عندي ليكي مفجأة بس معرفش هتتبسطي بيها ولا
سيلين ونظراتها تتوتر من اثر كلماته وتدعو ان تكن تلك المفاجأة سعيدة ليست صادمة : ربنا يستر ، قول ياحبيبي واصدمني
أسر وهو يتنحنح بهدوء : انا قولت بما انك هتكملي لسه دراسة هنا ومفيش وقت نسافر نتجوز في مصر فحجزت لعيلتك يجوا هنا ، ليتوقف وهو يرى تعاقب الدهشة على وجهها
سيلين وعينيها تدمع بسعادة : كنت بفكر هقولك ازاي اني عاوزاهم يبقوا هنا معايا
اسر وهو ينظر نحوها بغموض : كمان باباكي هيبقا موجود
ليري عينيها الجميلتين وهما تتتسعان بشدة من اثر الصدمة التي القها علي مسامعها كأنما يخبرها احدي نشرة الاخبار لا بحضور اكثر الاشخاص الذي بني معه عداوة : بتهزر يا أسر صح ، بابا وافق عادي كده
اسر وهو يبتسم برزانته المعتادة : لا مبهزرش وهما كمان كام ساعة وعلي وصول جهزي نفسك يلا
سيلين وهي تتحرك نحو عمتها بسعادة : صاحية قبلي لا لا مش معقول طب كنت استني احضرلك الفطار
السيدة زينب وهي تتلمس خصلات ابنة اخيها بحنان وهي تجيبها بتوجس : انتي عارفه مش عاوزه اتقل عليكي
سيلين وهي تصدر شهقه مستنكره : انتي بتقولي ياعمتي تتقلي عليا ، ده انتي امي ومفيش ام بتتقل علي بنتها ، لتكمل وهي حزينة علي ظن عمتها : ولا انتي خلاص اللي تعبتي مني
السيدة زينب وهي تشدها نحو احضانها : متقوليش كده ، انتي اللي نورتي وحدتي لم مكنش حد معايا ، انا اللي خايفه دلوقتي تشوفي اني حمل عليكي
سيلين وهي تتدفن رأسها في احضانها وهي تنتحب : لا زعلتيني ازاي تفكري في كده بعد ماكنت انتي دنيتي لسنين
ليقاطعهم أسر بمزاح : امي وخطيبتي وفي بيتي ياللعار الشرف ياناس ، ليقترب منهما مقبلاً رأس كلتاهما تباعاً : انا واحد تاني يوم خطوبته وقلبتوها عياط يعني مش باقي علي حاجه ، في الفطار ولا هتموتوني جعان
لتقف سيلين بسرعة : لا طبعا الاكل هيبقا جاهز في ثواني
أسر وهو يرسل لها غمزة خبيثة : تمام وهحلي كمان ، لتنهره بعينيها وهي تشير نحو عمتها ، لينظر لها بلا مبالاه
السيدة زينب وجبينها يتجعد من الحيرة : لسه واقفه ليه ياسولي
سيلين بارتباك : لا مفيش ياعمي رايحه اهو
لتضرب والدته ذراعه : بطلت تكسفها وتضايقها ماشي انا اه عامية بس مش غبيه
اسر وهو يقبل يدها : متقوليش كده محدش يقدر يستغباكي بس انا بحب استفزها ، ليكمل بهدوء : وبعيدين انتي خلاص هتعملي العملية هنا وهتبقي احسن من الاول
السيدة زينب وهي تغمغم برفض لتسحب يدها لتقف : مين قال هعمل العملية ، انا راضية بنصيبي ياحبيبي متتعبش نفسك
ليقف بعصبية : يا أمي مينفعش نلاقي فرصو ولو بسيطة تخليكي تبقي احسن ونرفض عشان خوف
لتقترب منه بابتسامة مرتعشة : لو هحكون عاوزة افتح عشان اشوفك وانت عريس واشوفك ولادك ، بس انا مش قد امل ضعيف اتشعلق فيه ويضيع
ليمسك يدها : لا ياأمي هتبقي كويسه وهتشوفي كل حاجه نفسك فيها ، بس امشي ورايا
دقائق والتفوا حول مائدة الطعام ليشاهد سيلين وهي تساعد والدته علي تناول طعامها دون اشعارها بعجز او ضيق ، لتعلو امنية وحيدة داخله ان تظل حياتهم هادئة سعيدة هكذا للنهاية
-وكأن خوفنا هو مايتحقق ، وامنيات قلوبنا تبتعد اميالاً .
على بعد اميال في مطار كندا ..
كانت ليالي تبتسم بسعادة وهي تخطو نحو بوابات المطار الخارجية ، لتبحث بعينيها علي شقيقتها لتراها لتلوح لها وهي تصرخ : سولي
لتركض نحوها بسرعة : روفي وحشتيني
ليالي وهي تشدد من احتضانها لشقيقتها : وانتي كمان وحشتيني ، لتمسك وجهها بيدها : وشك باين عليه انك مرتاحه اخيرا
سيلين ووجهها يتخبض بالحمرة : ايوه مبسوطة اوي ، مكنتش متوقعه كل السرعة دي اصلا
ليأتي صوت ساخر من خلفهما : وياتري ابن زينب عرف يسعدك كويس
ليرد صوت خشن حاد وهو يمسك سيلين من خصرها : ايوه عرفت والاعمي يشوف ده
السيدة رهف وهي تمسك كتف عز بقوة لتهمس : اهدي شوية ، انت وعدتني هنيجي من غير مشاكل انت فاهم
عز وهو يبتسم بقوة حتي ظهرت اسنانه باستفزاز : اهو كويس كده سكت  ، ليلتفت نحو اسر بهدوء : وياتري هنقعد فين بما انك سفرتنا علي ملا وشنا بسبب ولا حاجه
سيلين وملامحها تمتقع من حديق والدها الفظ غير مراعي ان اللاشئ هو زفافها ، لينظر لها اسر بغضب حاول تهدأته لاجلها فقط : متقلقش ياخالي هتفضلوا في بيتي ، ومتخافش بيت كبير مش صغير
السيدة رهف وهي تحاول التلطيف من حدة الجو : ياحبيبي في اي مكان المهم نكون معاكوا في تحضيرات الفرح ، لتكمل وهي تشرد بعينيها : صحيح فين زينب مجتش معاكم
اسر وهو يبتسم براحة نحو تلك السيدة العطوف وداخله يتسأل كيف اجتمعت هي وخاله قاسي القلب : قالت هتقعد تحضرلكم اكل عشان اكيد جايين مرهقين وجعانين
السيدة رهف وهي تبتسم : ليه سيبتها تتعب نفسها بس
ليقاطعهم صوت انوثي : ياماما تعبت احنا هنفضل واقفين
لترد عليها سيلين بشوق : مسلمتيش عليا يارحمة
رحمة وعينيها تلمع : لا وحشتيني اوي كمان ، لتكمل بتعب : بس رجلي وجعتني وانتو عمالين ترغوا
لتمسكها سيلين وهي توجه حديثها لأسر : يلا بينا عشان منتأخرش علي عمتي ، ليمسك يدها الاخر وهو يتحرك نحو السيارة ...
في القاهرة امام مجمع المحاكم ..
المحامي وهو يحدثه بضيق : استاذ احمد ياريت ميحصلش مشاكل تاني لان المره الجايه مش هعرف اخرجك المره دي ومكنش فيه سبب قوي وخرجت بكفاله
احمد وهو ينفث دخان السموم من فمه في وجه المحامي بلا مبالاه : انت بتشتغل عندي واخد بالك مش العكس يعني انا اللي اقول تعمل اي ومتعملش اي ، ليكمل وهو ينظر له باحتقار : وامشي من قدامي لحد ما اطلبك تاني
ليتحرك نحو سيارته المصفوفة وهناك صورة واحده تلوح امام عينيها ، كالراية الحمراء التي يلوح بها المسابق امام الثور ، محبوبته العنيدة لو ظنت انها فرت فانه سوف يأتي بها من اخر الكون
ليحدث احدهم في الهاتف : اي رايك لو شاركتني في صفقة جديدة هتعيشك ملك بعيد عن صاحبك اياه
ليأتيه الرد الذي يرضيه لتعلو وجهه ابتسامة شيطانية وهو يقود سيارته بسرعة نحو اهدافه بخطى ثعلب يعلم اين نقاط ضعف خصمه ليقضي عليه ..
لا وجود لاشخاص تؤتمن سوي الذي تراه كل صباح امامك في البلور وفي الليل علي حائطك ..
#نورا_عبدالرازق

قضبان من نار (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن