الفصل الثاني

116 6 0
                                    

(تردد بالقرار) :

لتتفاجأ مطروح بشمس الصباح في ذلك اليوم كأنها تطيب جروح السماء التي ذرفت دموعها مطراً طوال الليل كأن السماء تشاركها حزنها وكابوسها الذي يتطاردها سنوات
فلاش باك...
لتسمع السيدة زينب صراخ أبنة أخيها لتُهرول هي والخادمة لغرفتها ،
عمتها : سيلين فوقي ياحبيبتي انتي بتحلمي بسرعة يادادة هاتي مايه
سيلين وهي منهارة بدموع : كابوس ياعمتي كابوس بشع كل يوم مبعرفش انام
عمتها وهي تقرأ علي رأسها القرآن لتهدأ : متحكيش ياحبيبتي خلاص انتي كويسه اهو
سيلين : خلاص انا بقيت كويسه ياعمتي هنام روحي ارتاحي ونامي
عمتها : متأكدة ياسولي لو عاوزه هنام معاكي
سيلين بضحك زائف : انتي جايه تشاركيني في سريري لا ده بتاعي
عمتها بأبتسامة : خلاص لو معرفتيش تنامي تعالى نامي عندي
بعد رحيل عمتها.....
ااكابوس:
كانت مربوطة اليدين والقدمين معلقه في الهواء تستمع لصوت سوط في الهواء ليرتجف جسدها خوف ان يهوا عليها انها تسمع صوت أقدام تقترب لتراه في الظلام شيطان بشع الملامح تخرج ألسنة النار من عينيه وفمه ليقترب ويخنقها بيديه ويلقيها في حفرة لا هواء بها لتحاول الصراخ فلا يخرج من جوفها صوت لتسقط داخل ألسنة النار
لتنهار في بكاء مرير وتشاركها السماء بالمطر لتقف في نافذتها لتختلط دموعها مع دموع السحاب
باك.....
لتستيقظ علي أشعة الشمس المتسللة من نافذتها لتشعر ان روحها قد شُرخت كأن ماضيها يركض مُهرولاً خلفها لا يترك لها فرصة التناسي ولا للمداوه
ليخرجها من شرودها خبط علي بابها...
سيلين بتركيز : اتفضل
عمتها : حبيبت عمتها عامله اي دلوقتي
سيلين : انا تمام يازوزو
عمتها : أي رايك نفطر علي البحر النهارده اهو نغير جو والدنيا حلوه ودافيه
سيلين بأبتسامة : ياسلام يلا هلبس وننطلق يازوزو
في الأسفل.....
سيلين : الاكل كله جاهز ياداده
الخادمة : ايوه ياسيلين هانم
سيلين بضيق : اي ياداده البسي عشان هتخرجي معانا قوليلها حاجه ياعمتي
عمتها : يلا ياابتهال البسي متزعليش سولي
الخادمة أبتهال : والله انا لو عندي اهل مش هيعملو اللي بتعملوه معايا
سيلين بهزار : اي ياداده الكلام العميق ده يلا عشان نلحق نلاقي مكان هادي
__
كأن للقدر رأي أخر في تلك  المحاولة للسعادة
ليأتي صوت جرس المنزل...
سيلين : ايوه يلي بتخبط الصبر
سيلين بصدمة : أنت!!
...........................
في كندا :
لتقتحم مكتبه أنثى شقراء فاتنه
السكرتيرة : انا اسفه يافندم بس حاولت امنعها لحد ماابلغ حضرتك بس رفضت
أسر : خلاص اتفضلي على شغلك ، وانتي ازاي تدخلي المكتب بالشكل ده
لمار وهي تجلس واضعة قدم على الاخري بكل أريحية : منا لو استنيت لم تفضي يبقا مش هنتقابل
أسر : وهو رفضي وانشغالي مش سبب إني مش عاوز ادخل في أي علاقه
لمار وهي تحدق في عينيه التي سحرتها من أول وهله : بس انا مش شايفه سبب مقنع يخليك ترفض عرض اننا نبقا أصدقاء ولا خايف تحبني
أسر بهدوء : أولا معنديش مانع وثانياً إنتي عارفه رأيك في الحب يا لمار مش هعيده تاني
لمار وهي تنهض وتقترب منه وتنخفض لمستوى أذنه : مش يمكن خايف أثر عليك وانسيك اي حد قبل كده
لتعتدل : عمتا هنتعشا سوا بليل في مطعم....  هستناك تيجي تاخدني
لترحل وتتركه ليسرح بذاكرته ويقارن بينها وبين محبوبة قلبه البريئة البعيدة عن عينيه والقريبة من قلبه ساكنة أحلامه مؤنسة وحدته وغرُبته
عودة لمطروح......
الصوت الرجولي : مش هتدخليني ولااي
سيلين بأقتضاب : اه اتفضل
عمتها من الداخل : مين ياسولي اللي علي الباب
الرجل : انا يازينب
عمتها بصدمة : عز اهلا وسهلا خير في حاجه
عز والد سيلين بهدوء : اي غريب اجي اطمن علي اختي وبنتي
عمتها : بنتك هو انت لسه فاكر ان ليك بنت بعد مارميتها بدل ماتقف جمبها في وقت ماهي مكسوره ومحتجاك تسندها وتحتويها ، بقا بكل بجاحه تقولها ترجع لجوزها بعد ماعذبها وانت شوفت بعينك وبدل ماتعمله محضر وتسجنه تروح تطردها لم ترفض ترجعله عشان هتعملك فضايح انها مطلقه
اطلع برا ياعز وانسى ان ليك بنت واخت
...
سيلين وهي تستمع لكلمات عمتها وتشعر كأنها سكاكين تطعن قلبها وروحها وتجعلها تهوا للماضي
لتسقط في دوامه ويُغشى عليها
الخادمة : سيلين وقعت يازينب هانم الحقوني
عز وهو يحمل ابنته :
لينتقلوا للمشفي.......
الدكتور : الانسة جالها انهيار عصبي وهي دلوقتي تحت تأثير المهدأ لم تقوم هنطمن عليها لو محتاجه تتعرض علي دكتور نفسي ولا عن اذنكم
عز وهو يجلس والدموع في مُقلتيه : انا السبب اللي وصلتها للحالة دي
زينب : ادعيلها ياعز ادعيلها وكل ده مقدر ومكتوب يحصلها بس ربنا بيسبب الاسباب بس متبقاش هي محتاجه ايدك وانت بدل ماتحضنها تتضربها بالقلم راجع نفسك بنتك محتاجاك انت وامها وأخواتها ولازم ترجع لحياتها الطبيعية بعيد عن العزلة دي
........
في اليوم التالي :
عز : لو سمحت يادكتور هي هتفوق امته
الدكتور : هي خلاص ربع ساعه ومفعول المنوم يروح وهنطمن عليها
بعد ربع ساعة من الآفاقة
الدكتور : أنسة سيلين حاسه بأي
سيلين بهدوء : انا تمام بس حاسه بصداع
الدكتور : خلاص انتي تمام بس هنعمل شيك أب وهنطمن عن اذنكم
عز وهو يحتضنها : بنتي حبيبتي الحمدلله انك بخير
سيلين بجفاء : شكرا
عز : انا مستعد اعمل اي حاجه عشان تسامحيني
سيلين بتفكير : انا عاوزه اكمل دراستي برا
عز : بس يابنتي
سيلين : انت مش قولت هتعمل اي حاجه عشان اسامحك انا عاوزه اسافر اكمل تعليمي
زينب : خلاص ياعز وافق انها تسافر وتشوفي حياتها ومستقبلها
عز بأبتسامة : خلاص يابنتي زي ماتحبي بس لم نطمن عليكي

بعد مرور أسبوعين....
سيلين بسعادة : يازوزو انا اتقبلت في جامعة كندا ارقصي وزغرطي لووووووووووووووولي
عمتها بسعادة اكبر : ياقلب عمتك من جوه
سيلين : كلمي بابا قوليله
عمتها في محاولة لتلطيف المشاحنه بينهم : طيب ياسولي ماتكلميه وتتفقي معاه انتي
سيلين : بتدبسيني يازوزو مش مهم المهم انا مبسوطة
الو يابابا
عز بفرحه : سيلين ازيك
سيلين بثبات : كويسه انا بكلمك عشان تجهزلب إجراءات السفر عشزن اتقبلت في جامعة كندا خلاص
عز بتردد : لسه مصممه برضو
سيلين بانفعال : بابا انت مش قولت هتنفذلب طلبي
عز بهدوء : حاضر ياحبيبتي هتمم الاجراءات وهجيلك بالبسبور والتذكرة
_________________________________________
أحياناً تعطينا الحياة الفرصة لنعيش بالطريقة التي طالما حلمنا بها ليكن الماضي وأوجاعه مفتاح السعادة والمستقبل الذي طال تمنيه
فلا تقنتوا من رحمة الله 💙

#قضبان_من_نار ♥️🔥
#نورا_عبدالرازق

قضبان من نار (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن