الفصل الحادي عشر

35 0 0
                                    


لو ادرك البشر ان السعادة كالحزن لا تدوم لما تعلقوا بها كحبال النجاة في كل مرة

كان يجلس منذ عاد في مكتبه الضخم الفارغ من كل شئ فمنذ الحادثة قد فرغا كل اعماله، عاد لنقطة الصفر بل يمكن ان يكون تحته حتى، لقد اكتسب سمعه قد تجعله دون اموال كالشحاذين
رنين هاتفه الذي لم يصمت منذ عودته، كل ذلك يحدث وهو لم يتحرك قيد انملة،
صوت سكرتيره المزعج : استاذ احمد في اتنين برا عاوزين يقابلوك حضرتك لما سألتهم عن سبب الزيارة قالوا ان حضرتك مستنيهم،
ليشير له ليدخلهم في صمت، رفع نظراته بسخرية نحوهم : بالسرعة دي ياحمايا الغالي طب اصبر ولا فكر شوية ... تؤ تؤ واضح ان النسب الجديد مش عاجبك
عز وهو يجلس بضيق وهو يرمق الاخير من طرف عينه : مش انت برضو اللي كلمتني عشان نتفق على صفقة جديدة .. ليكمل بسخرية لاذعه : بس واضح انت اللي مفكرتش كويس ومعندكش حاجه تقدمها
ليستعد للنهوض هو ومحاميه فيوقفه صوت الاخير وكلماته تدوي كالحجر بالمكان : مش انت عايز تخلص من أسر انا هقولك ازاي بس انت عارف المقابل،
ليلتفت بخبث : كد اتفقنا يا احمد بيه
________________________

في الوقت الحالي ...
كانت تنظر لجلستهم معاً لقد اجتمعوا لاول مره منذ سنوات فقط لسعادتها هي، هل هناك من هو افضل حظاً منها في تلك الحياة،
كان يقترب من وقفتها الساكنة هامساً : لو كنت اعرف ان كل ده هيبسطك كنت عملته من زمان .. كنت نسيت كل حاجه وحليت مشاكلنا ومكنتش خسرت كل الوقت ده في غيابك
لتهمس بدورها : وانا لو كنت اعرف ان اخر العذاب جنه كنت اتمسكت بالامل واستقويت اكتر من كده
ليقطعهما صوت والدته : ياولاد يلا عشان الاكل هيبرد .. والكل يلحق يستريح قبل حفلة بكره
ليجلس جوارها على المائدة وهو ينظر بغموض اتجاه خاله العزيز : منورين ياجماعة .. طبعاً لو حد ناقصه حاجه يعرفني عشان الحق اجهزها بعد الغدا ان شاءالله
لتجيبه رهف سريعاً : ايو ياابيه ملحقتش اجهز الفستان، لتزجرها ليالي بعينها : لا مفيش حاجه ناقصه يا اسر سيبك من التافهه دي معاها دولابها كله
سيلين وهي تبتسم على شجار اختيها كمن يمتلك الدنيا بيده ، لتنظر نحوه بتساءل : رايح فين دلوقتي مش انت واخد اجازة
ليقبل جبينها بهدوء : هخلص مشوار مهم عشان دماغي متتشغلش ... انتي عايزه اي حاجه او في حاجه نقصاكي
لتضع يدها على موضع قلبه وهي تبتسم باتساع : لا ياحبيبي بس متتأخرش عشان انت بقالك يومين مستريحتش
اسر وهو يقبل يدها : كده ممكن اقعد ويولع المشوار عادي
سيلين وهي تدفعه بجدية زائفة : لا شكراً يابشمهندس اتفضل خلص كل مشاغلك عشان من بكره اجازة كبيرة حبتين تلاته اوك
ليتحرك ضاحكاً من جديتها التي لا تناسبها : طبعا طبعا ماعدا لو دراستك بدأت هنرجع وانسي اي كسل
لتبتسم بمكر : هنبقا نشوف وقتها يمكن الاقي يشرحلي اللي فاتني صح
ليغادر مولوحاً بمرح : هنبقا نشوف ياسولي
لتتمتم بالدعوات للذي لا ينام حتى يرجعه سالماً ...
__________________________

قضبان من نار (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن