part. 1

24.2K 356 10
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الاولي
#الخائنة
الفصل الأول ❤️
بأحدي محلات بيع المجوهرات وتحديدا بالفرع رئيسي كان يجلس خلف مكتبه الانيق يرتدي بدلته الفخمة وفوق عينيه تلك النظارات التي تخفي لون عينيه الخضراء بلون الزرع مع ذقن مرتبه نزيد من وسامته يقوم بتوقيع عدة اوراق قدمتها له سكرتيرته خاصه....مد يده له لأخذ بعض فواتير البيع والشيكات التي يجب أن يتم توقيعها ليقل :
_كل دي فواتير يا مني ليه مدخلتيش بيها من بدري.
*اجابته سكرتيرته باحترام وتلعثم بسيط:
_اسفه ياباسل بيه بس حضرتك الصبح كان عندك اجتماع مع مديرين الافرع ولما خلصت لقيت حضرتك مرهق قولت استني شويه عليها.
*اشار براسه لها وهو مازال متكئ بجسده يوقع باقيه الاوراق حتي وقعت عينه علي احدهما والتقطها ثم رفع راسه لسكرتيرته ينظر لها بعيون متسعه:
_ايه ده يا منى؟
*بتمتمة تحدثت مني بعد ان لاحظت التوتر الذي حل على ملامح مديرها لتغمغم سريعا:
_دي يافندم كشف حساب فاتورة مدام سما.
*طرق طرقه قويه بيده فوق مكتبه يقل بصوت اشبه بالصراخ:
_ماانا عارف ان دي زفت كشف حساب بتاع المدام! ايه ده وامتي اخدت كل ده.
*ابتعدت السيدة ثلاثنية العمر بخطوة للخلف وهي تحتضن باقي الملفات كنوع من الحماية لتقل بصوت يرجف:
_اخدتهم اول امبارح يافندم... حتي حضرتك لم وصلت قولت لحضرتك ان مدام سما في فرع المعادي قولتلي طيب وبس معلقتيش باولا كلمة.
_مني روحي دلوقتي.
*تمتم وهو يغمض عينيه بتعب:
_بس يافندم لسه في.....
_مني قولت ايه سبيني دلوقتي قولتلك.
*صرخ وهو يقف والغضب يجتاحه ليشير لها بيده بالانصراف.....ثم خرج من خلف مكتبه يمرر أصابعه الطويلة  بعنف بين خصلات شعره يتمتم:
_بقا كده يا سما...هي وصلت لدرجة دي وخدالي بضاعه بربع مليون جنيه علي اساس معندكيش وانا حرمك:
*التقت هاتفه غاضباً وبعد عدة اتصالات على هاتفها...اجابت بصوت ناعس:
_ايوة ياباسل خير في ايه بتتصل بيا ع الصبح كدة ليه؟
*رفع يده ينظر بساعته الذهبية الأنيقة ليقل بنبرة حادة:
_بتصل بيكي ع الصبح الساعة اربعه ونص ياهانم صبح ايه اللي بتتكلمي عنه...وبعدين سيبك من الصبح و الليل خلينا في إلا الزفت الا سيادتك بتعمليه.
*عدلت من وضعيتها وجلست تحك شعرها المشعت وهي تشعل سيجارة...ثم لوت شفتيها تسأله بسخرية :
_ايه ياترى الزفت الا عملته ومخلي جوزي حبيبي زعلان مني بشكل ده.
*صاح فيها من بين أسنانه:
انتي ازاي تسحبي كل الشغل ده....وبمبلغ كبير بشكل جدا ومتقوليش اتجننتي يا سما ولا هو طمع وبس .
*سمع صوت زفير انفاسها الحاد لتهمس.
_وايه يعني ماانت عارف اني كل شهر باجي اخد شغل من الكتالوج الجديد...فين المشكلة بقا.
*اشار راسه برفض من تصرفها الوقح ومبررها الاوقح...فأدمدم يقول بصوت يسقط غلاً:
_بس مش بربع مليون جنيه يا مدام.
_وبعدين كل شهر انتي بتتكلمي كانك بتشتري فستان حتلبسيه مرة ويترمي ده دهب والماظ ياهانم....شغل وتجاره انا مش صحبها لوحدي ليا شريكة فيه....غيرك مش طايل يجيب دبلتين والمدام تشتري بربع مليون.
*صوتها تحول معه بنبرة اشبه بالصراخ...واصبحت تنفس سيجارتها بعصبيه:
_انت بتقارني باي حد...انت عارف انا مين وبنت مين.
*ابتسم ساخرا بطرف فمه ثم ارتمي بجسده فوق مقعدة مرة أخرى...وهو يهز راسه بندم شديد :
_لا طبعا ازاي انا مقدرش اقارنك باي حد... لان الحمد لله لو اكتر من وحده زيك كان على الدنيا السلام...مفيش فايده من الكلام معاكي انا زهقت.
*شعر بفحيح صوت ابتسامتها وحركتها فوق الفراش ثم تنهيداتها الحارة وهمست بخبث :
_عرفه ياحبيبي اني غير اي حد وبعدين بلاش التكشيرة دي انت بقيت بخيل ولا ايه.
_حسبنا بعدين يا سما...اوعدك مش هعدي الا عملتيه على خير.
*صاح وهو ينوي أن يتجاهل حديثها ويغلق الهاتف ولكن صوت ما وصل الي مسمعه عندما استمع لبعض ضجيج حولها ليسالها بحذر :
_سما انتي فين....وايه دوشه اللي جنبك دي؟
*بابتسامه ساخرة تحدثت معه بعد ان القت غطاء فراشها ووقفت امام مراتها تقوم بتعديل شعرها:
_ديه علا هانم اختك ياسيدي....عامله فرح من امبارح عشان قال ايه صحبتها جيه هتشوفها النهارده.
*ضربات قلبه المتسارعة ازدادت فور سماعه لكلماتها ليهمس بصوت هادئ رزين :
_صحبتها...تقصدي مين؟
*اعتلت شفتيها ابتسامة قاسية مغرورة و بطرف فمها تحدثت:
_وفي مين غيرها ياباسل صحبه اختك وحبيبتها...اقصد حلا طبعا.

(الخائنه )بقلم [ اماني رامي] فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن