part.8

7.2K 200 14
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكاية_الأولى
#الخائنه{الفصل الثامن}
*الحب وعذاب الحب....ووجع القلب احساس
بياخدنا بعيد وياه.......العمر بيفوت ويمر بين
حلو ومر ........وطريق ماشيينه اسمه حياه
ضحكتنا ودمعتنا فحياتنا حكياتنا مع ناس و
ده جنبك اقربلك من قلبك وفطيبته مفيش ده
بيكره وده بايع بالفطره ومعندوش احساس
والقلب الا مبيحبش يبقى خسارة يعيش....
*انسابت النغمات بهدوء حولها مع كلمات الاغنية عن الحب فأطلقت علا تنهيدة حارة من جوفها وهي تفكر به....كان اشتياقها إليه يشعل قلبها اعتقدت انها تناسته أو رحل من تفكيرها كماضيها التعيس ولكنها اليوم أدركت انها كانت هكذا تفتعل بأنها تناست عشق لم يبقى طويلا....
*لم يهتفاها...ولم يكلف خاطره من يومان عناء الاتصال بها غبية حلا اهدته رقمها بكل سهولة وها
هو لم يعيرها اي اهتمام.......ثارت علا على نفسها
بقوة فرفعت صوتها قليلا تقل:
_علا انتي حصل في مخك حاجه هيتصل بيكي ليه اكيد اخد الرقم من حلا مجاملة...اوف يا حلا اوف
أعمل فيكي ايه؟
*حلت عقدة شعرها وانفضته بقوه وهي تزفر غاضبة من شده توترها وانتقلت بمقعدها المتحرك إلى شرفة غرفتها لتجلس وتكمل قراءة روايتها الرومانسية....وفي وقت طويل وقد بدت الشمس في المغيب غفت عيونها قليلا ولكنها تململت على هزت هاتفها فوق الطاولة الخرزانية....فانتفضت من
نومها قائلة :
_باسل...
_ايوه لولو حبيبتي....انا حبيبت اطمن عليكي انتي بخير.
*دمدم باسل وهو بسيارته وبجانبه حلا والتي تناولت معه طعام الغداء وفي طريقها إلى موقف السيارات الخاص التي تركت به سيارتها مصفوفه
وذهبت معه:
*همست وهي تنتقل بمقعدها إلي داخل الغرفة :
_باسل انت بخير...اصلك كنت خارج من البيت متعصب جدا.
*نظر باسل إلى حبيبته الجالسة بجانبه ورفع كف يدها الصغير يثلمه بشفتاه ورد على شقيقته قائلا
لها :
_الحمد لله انا بخير جدا متقلقيش عليا وعلى فكره حلا جنبي...
*شهقت علا تخفي ثغرها ودمدمت متفاجئة :
_ايه انت وحلا مع بعض هو انتم؟ انا مش فاهمه حاجه اديني حلا بسرعه.
_لا بعدين يا علا....
*هتف باسل بعناد مرح وهو يغمز لحلا التي لا تقل عن الأخرى لهفة في أخذ الهاتف منه والتحدت مع
صديقتها....صاحت علا متذمرة على اخيها :
_باسل من فضلك اديني حلا بسرعه...يلا يا باسل
عشان خاطري.
*واخيرا استطعت حلا أن تسحب الهاتف من بين يده بعد اقتراب حميمي بينهم كادت فيه شفتيهم
أن تتلامس....ابتعدت عنه سريعا وهي تلهث اما هو فقد تعالت شفتاه بابتسامة مغرية شغوفة:
_علا انا معاكي....وقبل ما تقولي اي حاجه هحكيلك بس اروح البيت واشحن الفون زمان بابا وماما قلقنين عليه.
*تمتمت حلا سريعا قبل أن توجه لها علا الأسئلة وتغضب منها:
*همهمت علا وهي تبتسم بسعادة على صديقتها التي يقرع صوتها بطبل الفرح:
_هممم ياست حلا الله الله في حاجات بتحصل من ورايا امال فين لا مش بحبه لا خلاص ناسيته واضح جدا ع العموم هستني تليفونك ولو مقولتيش الا حصل بالحرف هيكون ليا معاكي تصرف تاني فاهمه.
*ضحكت حلا ورمقت باسل القابض فوق كفها بقوة
لا يتركه وهمست :
_فاهمة يا لولو..
*جلست تلك المرة علا فوق سريرها تقرأ وقد بدءت تندمج مع الرواية ومع بطلها الذي شعرت وكان الكاتب يتحدث عنها وعن حبيبها فيها.... وصف جعلها تبتسم بخفه ثم ابعدت الكتاب من يدها ورفعت راسها تنظر لأعلى ثم هتفت بصوت هادئ مسموع:
_انسيه بقي ياعلا هو اصلا استحاله حيبصلك تاني او يفكر فيكي بعد ما شافك كده يا غيبه انتي اعقده علي كرسي.
*اغمضت عينيها باللم واستندت براسها علي وسادتها بعد ان اغلقت كتابها بين يدها وتذكرت ماضيها عندما كانت تقم بمراقبته يوميا بالنادي وهو بالجيم تارة او مباراة تنس تارة أخرى.....
زفرت انفاسها بحدة و تمتمت لنفسها وهي تتأوه بألم تشعر به بداخلها.
_اااااااااه ...لو تعرف قد ايه بحبك وعمري في حياتي ما حبيت او ححب بعدك بس خلاص مبقاش ينفع حتي افكر فيك انت طول عمرك بعيد عني زي النجمة اللي في سما عمري ماحقدر اطولها بس يكفيني اشوفك واعرف اخبارك وانك بخير .
*دمعة حزينة انسابت من جانب عينيها حزنا و تذكرت حديث امها لها قبل ذلك الحادث الذي تسبب بضياع كل احلامها:
_علا ياحبيبتي نفسي افرح بيكي واشوفك عروسه وجنبك عريس زي القمر زيك.
*ابتسمت لها علا بخجل وتمتمت بهمس.
_هو فعلا زي القمر ياماما.
*اعتقدت بان امها لم تسمعها لكنها لم تدرك بان صوت همسها وقد اخترق اذان امها وجعلها تبتسم
بهدوء وهي تقل:
_ربنا يفرحني بيكي ياحبيبتي ويحققلك كل اللي بتتمنيه.
*لتضربها بخفه علي انفها بعد ان اقتربت منها تقف امامها.
_بس برضوا حستناكي تيجي تحكيلي عن القمر ده بعد ما تيجي من عند بابا.
*شهقت علا سريعا وانتفضت ترتدي حذائها وهي تصيح كعادتها:
_فكرتيني ياماما انا اتخرت على بابا حبيبي ده وعدني انه حنجيب حاجات وبعدها نلف شويه بالعربية.
* تقطيبت حاجبي امها وتهجم وجهها بالقلق لم يفارقها ابدا وقتها ضمتها تربت علي اكتافها وهي
تقل لها بصوتها الحنون:
_علا حبيبتي عشان خطري بلاش موضوع السواقة ده مش عرفه ابوكي وفقك عليه ازاي اصبري لما تتعلمي أفضل في مدرسه تعليم القيادة وبعدها اعملي اللي مصممه عليه.
*رفعت يدها تحوط رقبتها وهمست بنعمه وهي تقبلها :
_مامتي قلبي متخفيش انا خلاص اتعلمت سواقه وبقيت احسن من سواقين الميكروباص الا فيكي يامصر كلها.... انا متأكدة ان ده كلام باسل وانا عارفه باسل ديما محبكها ازاي...حتى كان بيعمل
كده مع حلا...
*نظرت والدتها إلى أعلى الدرج وهتفت بغضب :
_واطي صوتك لأحسن تسمعك الهانم الا فوق
اخوكي مش ناقص مشاكل معاها كفايه النكد الا هو فيه....مش عارفه ياربي ايه الواقعة السودة الا وقع
نفسه فيها بس نقول ايه الشيطان شاطر.
*ضربتها امها فوق راسها بخفه .
*لوت علات شفتيها بنزق وقالت لها وهي تحمل حقيبتها فوق ظهرها :
_كل إنسان لازم يتحمل غلطه يا ماما وابنك غلط
مع سما وده الا كان لازم يحصل.
*عكفت امها حاجبيها وجلست فوق الاريكة وهي
يبدو عليها الحزن تقل:
_انتي كمان زي ابوكي مصدقه...مستحيل ابني يعمل كده باسل وقع في فخ الحية الا فوق ديه
وعرفت توقعه كويس.
*هزت علا رأسها بقلة حيلة وتمتمت لأمها الحزينة:
_ازاي بس يا ماما كل حاجه كانت قدامي....ع العموم نتكلم لما ارجع علشان الحق بابا حبيبي
سلام ياقمر...
*تنهدت امها وصاحت فيها وهي تضحك:
_سلام يابنت ابوكي.
*قبلتها سريعا وركضت للخارج وهي لم تكن تعرف بان ذهابها ذلك اليوم سيكون نهايته حياة والدها مصيرها المحتوم فوق مقعد متحرك:
*شهقت بنحيب وهي تتذكر كل ما حدث....و اعتدلت في جلستها تلتقط احد المحارم الورقية تجفف دموعها المنهمرة وقبل ان ترفع محرمه أخرى علي وجهها قاطعها صوت رنين هاتفها لتقل سريعا قبل ان تنظر تري من المتصل.
_ معقول تكون حلا وصلت بسرعه كده.
*لكنها تفجئت برقم غير معروف تلبكت ترتجف وهي تشعر أنه هو المتصل:
*فتحت الهاتف وهمست بصوتها الذي جعله يترنح من اشتياقه لها.
_الوووو...الووو.
*ثم همست مرة أخرى بتلعثم:
_مين مع...ايا...
*ظل يستمع لصوتها وهو مشتاق....مشتاق إلى نبرتها الهادئة مثلها لقد اشتاق لدلالها وشقاوتها التي لم ينساها ابدا ليجدها تقل بحدة.
_انا هقفل لو مقولتش أو قولتي مين بيكلم.
*وقبل أن تنفذ تهديدها المبطن بقلق و تغلق الهاتف همس بصوت رجولي اجش والذي تعرفه جيدا وتميزه من بين مئات الاصوات.
_ثواني يا علا انا تيم...
*اتسعت عينيها ورمت الهاتف من يدها تضع كفها فوق قلبها الذي يقرع مثل طبول الحرب وهي تهمس:
_هو ...اه هو صوته.. ..معقول يتصل بيا هو انا بحلم ولا اتجننت.
*أمسكت بهاتفها مره اخري وقبل أن تنطق كان هو يعتذر بشياكة رجل متحضر :
_انا اسف... يظهر اني اتصلت في وقت مش مناسب بس اعمل ايه كنت محتاج اسمع صوتك جدا وبصراحة بقالي يومين متردد اتصل بيكي الأول ولا باخوكي باسل.
_باسل...تتصل باخويا ليه انت تعرفه.
*كان ذلك ردها المفاجئ له بعد فترة من الصمت دامت طويلا...رد جعله يبتسم ابتسامة رزينة متعقلة:
_علا من غير لف ولا دوران....ومن غير كلام كتير
بصراحة انا عايز اتجوزك.
* شهقت شهقة شقت سمعه....ورغم سعادتها التي تكاد تجعلها تقفز علي ساقيها الان....ولكن ذلك المقعد أمامها الذي يقبع بجانب فراشها جعلها تغمض عينها وتتذكر انها عاجزة....عاجزة حتى عن الفرحة.... لتقرر اخيرا اجابته وبصوت قوي مرتجف
وربما يكون عنيف قالت:
_استاذ تيم يظهر أن حضرتك غلطان في الرقم مش
انا مش للتسلية.
*بلع غصه بحلقة مؤلمة ودمدم هو الآخر بصوت قوي شديد اللهجة :
_انا مش بتاع تسالي يا آنسة وأظن أن عرفني كويس...لو بحب اتسلي كنت اتسليت من أربع
سنين....انا جدي جدا في كل كلمة بقولها يا علا
انا بحبك وعايز اتجوزك...
*قطبت حاجبيها وتحدثت سريعا وهي تلهث بانفاس متقطعة :
_بتحبني فجأة كده ومن غير مقدمات...ولا صعبت عليك لما شوفتني فوق كرسي بعجل لا حول ليا ولا قوة وقولت اكسب ثواب واتجوزها.
_انتي غبية....ويظهر انك لسه علا العيلة الا بتجري في النادي مع أطفال أصغر منها...وبصراحة مش ناوي ادخل معاكي في وجع دماغ كلامي هيكون
مع اخوكي.
*فتحت عيناها وفهما معا.... وظلت ترمش سريعا
حتى قالت بطفولة مثلما وصفها منذ قليل:
_انا عيلة....العيلة يا استاذ الا تصدق التخاريف الا
انت بتقولها ديه قال بتحبني قال...كان فين الحب
ده من أربع سنين لما جريت ورائك وق....
*قطعها بحدة ممزوجة بحب وهمس :
_كان في كل حاجه يا علا....بس انا للأسف من نوعية الرجاله الا بتحب تاخد القرار بعد ما اتكد
من مشاعري ويوم ما أتكدت لاقيتك اختفيتي
عارف انك مش هتصدقني لما اقولك اني دورت
عليكي في كل مكان من وقت رجوعي من البعثة
وسألت عنك بس للأسف مكنتش اعرف غير اسم
علا وبس حتى اسم حلا لسه عرفه....انا بحبك يا علا وعايزك تكوني شريكة حياتي بغض النظر عن كلامك الفارغ عن حالتك الا شايفها أهون بكتير من
حالات تانية ملهاش علاج ومفيش امل فيها...
*انه صادق يتحدث من منبع قلبه كل كلمة ينطق بها تتسلسل بداخلها تجعلها تؤمن بصدق حديثه
تلمسها تتعمق بداخلها تجعل قلبها يزهو بالسعادة
والأمل....بكيت حتى وصله صوت بكائها فقال بنعومة وقرار لا رجوع فيه :
_الحاج والحاجة عايزين يفرحوا بيا قريب وبصراحة الحاجه لما شافتك قالتلي هي ديه
عروسة ابني الا كنت بتخيلها....وانا بسمع كلام
امي ومش عايز ازعلها..
*ضحكت من بين دموعها وهي لاتكاد تصدق بالتأكيد تحلم لولا امها تسمع صوته والهاتف فوق اذنيها لاعتقدت فعلا امها تحلم:
_وهتسمع كلام مامتك ازاي.
*سالتها بنعومة ورقة جعلته يقف منتصب وهو ينظر إلى أمه التي دلفت إلى داخل غرفته مبتسمة
تسأله وهي تهز رأسها فهمس لها :
_بكره هتكلم مع باسل اخو عروستي...بس الاول خدي حماتك الحاجه سهام عايزه تسمع صوتك.
*ارتجفت بشده تقل :
_لا تيم استنى....
*لكنها تفاجئت بصوت أمه الحنون وهي تهتف بفرحة :
_اهلا بعروسة ابني الغالي.
*****************************
_حلا استنى عندك...
*ناداها والدها بصوت غاضب كالهب....وقفت ناديه أمامه وهي تبتلع ريقها هامسا :
_سالم ارجوك.
_اسكتي انتي.
*صاح بنفس الغضب وهو يقترب من حلا التي تجمدت في مكانها خوفا....فقد اعتقدت أن والدها رآها مع باسل ولذلك فهو غاضب بهذا الشكل المخيف ولكن أين؟
*فركت كفيها وهمست بخفوت:
_نعم يا بابا.
*بنظرة واحده غاضبة من سالم ابتعدت نادية من جانب ابنتها التي تلقت صفعة قوية فوق وجهها أدارت وجهها للجهة الثانية من قوتها وجعلت الدموع تخرج من عيونها من دون إرادة منها
بينما وقفت أمامه ناديه وصرخت فيه:
_سالم ايه الا انت عملته ده افهم من بنتك الأول سما بتكدب...بتكدب عشان بتكرهني وتكره اختها
حرام عليك.
*شعر سالم بان قلبه يطرق بشدة لأول مرة في حياته يمد يده على ابنة من بناته ومن حلا الرقيقة
ناعمة المشاعر:
_لين الا بينك وبين باسل يا حلا....صحيح انتي...
انتي كنتي بتحبي جوز اختك وعايزه تتجوزيه
وانتي عارفه انه بيحب اختك....اتكلمي يابنت.
*رفعت عينان حادتان إلى والدها ودموعها تسترسل دون توقف منها ولكنها كانت قوية....شراسة حينما
أجابت بكل شجاعة وصدق:
_مش انا إلا اخدته منها....مش انا يا بابا هي إلا اخدته هي إلا لبست باسل تهمة عشان يتجوزها
بنتك واختي كانت عارفه ان انا وبأسل بنحب بعض وهو كان ناوي يخطبني منك ولا عرفت كده عملت
الا عملته عشان يتجوزها....هي الحقير مش انا.
*صرخ سالم فيها:
_اخرسي....اخرسي.
*جذبها من ذراعها بكل قوه وهو يعرفع يده إستعداد لصفعة اخري ولكن ناديه أمسكت ذراعه تلك المرة وقالت ببكاء :
_لا لا ياسالم مش هتمد ايدك على بنتي تاني انا كنت عارفه كل حاجه وسكته عشانك بس انك تتهم
بنتي في كده لا...باسل كان بيحب حلا ومازال وهو
اعترفلي بكده بنفسه لما كان هنا....سما دايما بتغلط فيا وانا بسكت بتغلط في حلا وبسكت تتهمني دايما أني سرقتك من امها وبستحمل عشانك بس
حلا لا ياسالم لا فاهم.
*قال من بين أسنانه وهو يتشدد على أسنانه:
_انتي بتقولي ايه يا نادية؟ليه سما هتقول كده على اختها؟ ليه هتيجي لحد عندى وتعيط باسل
متغير من يوم رجوع حلا وعايز يطلق اختها بسببها
بسبب بنتك يا هانم.
_علشان بيحبني انا يا بابا عشان كان ليا انا مش لسما....طول عمر حضرتك دايما بتصدقها....بتصدق
افترها عليه ومش بتسمعني انا اسفة يا بابا بس
احب اقولك ان سما اكتر شخصية حقوده عرفتها
وهي الا فرقت بيني وبين باسل.
*سألها سالم بوجه متهجهم شاحب :
_يعني ايه الكلام ده يا حلا...
*انت رأسها تقل بتصميم :
_انا مش موافقة على اكرم انا وباسل هنتجوز.
*ضربت ناديه فوق صدرها وغمغمت في ابنتها بغضب :
_انتي اتجننتي يعني ايه الكلام ده؟ انتي موافقة على طلاق اختك من جوزها الناس هتكلم علينا يا
بنتي الكل هيقول سرقة جوز اختها محديش هيصدق انه كان بيحبك وعايز يتجوزك انتي.
*مسحت دموعها و َرفرفت رموشها ببطء وهي تقل :
_بس ده حقي يا ماما....حقي يا بابا الا اخدته مني سما ليه هي دايما لازم تكون الضحية وانا حقي فين من الإنسان الوحيد الا حبيته....من فضلكم
انا مصممة على رأيي.
*أشار سالم علي ابنته وبيده الأخرى فك أزرار قميصه وقد شعر بالاختناق وهمهم بصوت
متقطع :
_ شايف....يفه... بنتك...
لو....لو عايزني ام...موت استمري في إلا انتي بتعمليه لازم...تبعدي عن جوز اختك لازم.
*صرخت ناديه وهي تمسك بزوجها الذي كاد أن يقع:
_حلا اتصلي بالدكتور رائف بسرعه يظهر ابوكي
هتجيلو الأزمة...بسرعة يا حلا...
*بكت حلا وهو ترمق ابيها وظلت تمسد صدره
وهي تصرخ :
_بابا انا اسفه...هعمل الا انت عايزه بس خليك معانا بابا....بابااااااااا.
***************************
*دخل باسل من باب المنزل ثم القي بهاتفه ومفاتيح سيارته علي احدي طاولات التفت حوله ليجد اضاءة المنزل هادئة الا من عدة مصابيح جانبيه ايقن بان اخته قد اخذت دوائها وكالعادة غرقت بنوم مبكرا.....خطي بممر الغرف ثم دلف الي غرفه علا التي وجدها مستغرقة بنومها وتبتسم كالملاك في أحلامها....حدق بوجهها للحظات يهمس
وهو مبتسم:
_الحمد لله نامت مفيش تحقيق...تصبحي على خير
حبيبتي.
*لينحني يطبع قبله علي راسها برفع غطاءها ويدثرها جيدا التفت بعدها يخرج بهدوء من غرفتها وهو يغلق الباب خلفه:
*ظل واقفاً خارج غرفه شقيقته للثواني ثم رفع ساعه يده ليجدها بانها قد تخطت الحاديه عشر ونصف بخطواته الهادئة علي الأرضية الرخامية خرج للبهو مرة اخري لكنه تفاجي بسما تخرج من الشرفه وتبتسم وهي تتحدث بهاتفها و ما أن شعرت به وراءته امامها حتى اخفضت صوتها بطريقة غريبة ثم أغلقت الهاتف سريعا مماجعله يقطب حاجبيه بدهشه وقد بدأ الشك يتسلل إلى قلبه قليلا يومان وهي لا تترك الهاتف تكرر خروجها وغيابها عن المنزل والغريب بالأمر انها تبتعد عنه ولا تفتعل المشاكل كل تلك التصرفات جعلت الفار يتلاعب بداخله وينبش:
_يأتري مين سبب الابتسامة والسعادة ديه كلها يا ياما.... بتتكلمي مع مين في الوقت ده.
*سألها وهو يتكئ ع المقعد ذراعيه ويتفحصها :
*شعرت بانها علي حافه الهاوية وتكاد تسقط بها لكنها حاولت السيطرة علي ضربات قلبها السريعه وتمتمت بابتسامه ساخرة بطرف فمها:
_تفتكر حتكلم يعني مع مين يا باسل...د د د ي وووحدة صحبتي...ميادة مانت عارفها.
*تمتمت اخر كلماتها بتلعثم لتقل بعد ان شعرت بنظراته الحادة لها....مع حركة يدها المتوترة أكدت شكوكه في العادة سما قويه ردها يكن بقسوة و
تبجح ولكنها الليلة هادئة شديدة الرقة:
_وبعدين سيبك مني ممكن تفهمني كنت فين طول اليوم ومجتش علي غدا ليه حضرتك؟
*اشار براسه ساخرا يبتسم ثم دار حولها َوخلفها وقف يهمس بجانب اذنيها ببرود :.
_من امتي يهمك رجوعي ما انا اوقات كتير كنت بتاخر وكمان بتغدي برة مكنتيش يعني بتسالي اكلت ولا ماكلتش ايه اللي حصل.
*ثم اكمل وهو يبعد خصلات شعرها وأكمل بنفس الهدوء القاتل :
_وبعدين انا هنا الا بسأل مش انتي يا مدام....وملكيش فيه ياريت تخليكي في حالك.
*التفتت تقف أمامه امامه تلف يدها حول خصره وغمغمت من بين اسنانها:
_الكلام ده كان زمان قبل ما ترجع البرنسيسة حلا بنت امها....عشان تاخدك مني
*شعر بطوفان من غضب يندفع بكامل جسده فور تفوهها باسمها وهتف:
_سما ياريت مسمعش صوتك وتسبيني في حالي.
*ضحكت بصخب ضحكه جعلته يقبض علي كفه بقوة جعلت عروقه تبرز بشدة:
_اسيبك في حالك اظاهر ان الهانم قايمه بالواجب قوي عشان كدة جي مش طايق حتي صوتي...بس احب اقولك حاجه مهمة.
*توقفت للحظات عن حديثها وخطت امامه وهي ترتدي قميص اسود من الحرير قصير و مثير لكنها ويلا العجب مهما ترتدي له....لم يكن يشعر اتجاها باي نشوة رجل إلى زوجته....فابقي ينظر إليها بعينان باردة وانتظرها تنهي عرضها المبتذل في
اغرائه باريس جسدها التي لم يلمسها الا مرات
قليلة فقط:
_انا النهارده كنت عند بابا وقولتله على كل حاجه على الهانم الا عايزة تاخدك مني.
*اتسعت عينيه امامها وبدء قلبه يقصف بقوة ليتمتم بخفوت بعد ان اقترب منها يلتقط ذراعيها بحدة بين قبضته :
_قولتيله ايه عن حلا اتكلمي؟
*نفضت يده من فوق ذراعها وتحدثت بصوت اشبه بالصراخ:
_قولتله عن الهانم اللي عاوزة تعمل زي ما امها عملت من خمسه وعشرين سنه وسرقت بابا من ماما عشان تتجوز.....قولتله على الهانم الا دايرة ورائك ومستعدة تسلمك نفسها....اذا مكنتش سلمتك من الأساس عشان تاخدك مني.
بس لا يا باسل استحاله اكون انا بضعف واستسلام امي واسيب جوزي تأخذه مني وحده تانيه ابدا.
*صرخ بوجهها بقوة جعلها تبتعد خطوات للخلف وهي مفزوعة من صرخته التي ايقظت كل من بالمنزل:
_انتي اتجننتي مين اللي خطف التاني هي اللي خطفتني ولا انتي اللي لعبتي لعبت القذرة عشان مبقاش ليها وانتي كنتي عارفه بحبي ليها....انا عمري ماحبيتك ولا هحبك انتي أقذر واحقر انسانه
انتي ايه غولة.
***************************
*بنفس الوقت وفي منزل السيد سالم رحل الطبيب بعد أن اطمنت ناديه وحلا عن النوبة الصدرية التي
أصابت سالم جراء الحديث بينه وبين ابنته ولكن تحذير طبيب العائلة كان واضح عندما قال:
_ياريت ميتعرضش لأي ضغوط نفسية أو عصبية المرة الجايه النوبة ممكن تقلب لذبحة صدرية و مكن لقدر الله منلحقوش....لازم يرتاح ويبعد عن أي انفعال بالمرة.
*دلفت نادية إلى داخل الغرفة تجلىَس تحت أقدام سالم الذي همس خفوت :
_حلا...فين حلا؟
*هرولت سريعا ترتمي فوق صدره وهي تجثم أمام فراش والدها وتهمهم :
_انا اسفة اسفة بابا مكنش قصدي أعلى صوتي سامحني حبيبي اسفه...
*ابتسم سالم وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة وتكلم بعد أن أخذ نفسا عميق جعل نادية تقل له وهي تقبل يده :
_سالم متتعبش نفسك ارجوك حبيبي ارتاح.
*هز راسه رافضا وأكمل :
_مش...مش هرتاح...اب...ابدا غير لما....حلا توافق على أكرم...عشان خاطري يابنتي..
*رمقت امها التي تبكي وتهز رأسها....ثم والدها الذي يلتقط أنفاسه بصعوبة....وكلمات الطبيب التي تدق كالنقوس برأسها :
ممكن منلحقوش...ممكن منلحقوش...
*صوت باسل وهو يقل بحنو:
_بحبك يا حلايا...انتي ملكي...انتي ملكي...حلايا
حلايا...
*صوت يعذبها قلبها يؤلمها...تريد الصراخ لو بيدها لاخترت الموت و اراحت الجميع ولكن والدها يمكن أن تفقده وتصبح مثل علا....هزت رأسها حتى تفيق من تلك الحالة ووقفت تلثم جبهة والدها قائلة :
_انا موافقة على اكرم يا بابا...هتجوزه.
***************************
*ضحكت ضحكه اصبحت تتعالي بقوة امامه جعلته يقطب حاجبيه كبركان ثائر لتقل له بعد ان توقفت عن ضحك:.
_وتفتكر ان بابا حيصدقك انت وهي وحيكدب بنته اللي راحت تقوله اختها خانتها ولعبت علي جوزها عشان تخطفه.
*قطبت حاحبيها ثم أكملت بغرور:
_لا يا باسل بيه......انا سما سالم اللي عمر ماحد قدر يقف قصادها ومش وحدة زي حلا تقدر تغلبني بخطط امها اللي عملتها في امي:
_انتي مريضة....اما بكرهك.
*قالها بحدة وهو يقبض على ذراعيها حتي شعرت بان عظامها تحطمت بين يده ليكمل من بين اسنانه المصتكين:
_انتي مش ممكن تكوني بني ادمه انتي شيطان ياسما بس يكون في علمك انا استحاله اعيش مع شيطانه تحت سقف واحد من بكرة انا حروح لا بوكي عشان انهي غلطه عملتها من ثلاث سنين
لازم اطلقك....واخلص منك.
*تذكرت سما حديثها منذ قليل مع رامز وهي تقل له:
_حبيبي انا مش حقدر ابعد عنك تاني انا حطلب الطلاق من باسل اصلا انا مش طيقه العيشة معاه
ده انسان معقد وقال ايه بيحب الست حلا.
*انتفض سريعا من جانب تلك الممددة عاريه بجانبه فور سماعه لكلمه طلاق ولفظ بغضب وكأنه يبصقها بكلماته :
_اوعي تعملي كده....اياك تتطلبي الطلاق فاهمة.
*تهدلت جفونها واحست انه غاضب فقالت له:
_بس انت قولتلي لازم نتجوز يا رامز.
_سما حبيبتي افهميني....طلاق ايه انتي ازاي تفكري بكدة اللي زي باسل ده كنز لازم نستغله وناخد منه اكبر قدر من الفلوس مع فلوس ابوكي
اقدر افتح مشروعي ونعيش بقا انا وانتي بعيد
عنهم اصبري يا حلوه..
*زفرت الآخري انفاسها بقوة رافضه حديثه.
_بس ياحبيبي انا معايا دهب يعدي المليون وربع اخد ايه تاني منه.... ده غير فلوسي من بابا.
*اتسعت عينه سريعا والتقط سرواله ليرتديه وهو يريد التركيز جيدا مع كل حرف تقوله.
_انتي قولتي معاكي دهب بكام....مش معقول والله ده انتي طلعتي داهيه ياسما امال انا بحبك ليه.
*ابتسمت وهمست بمكر:
_من بعض ما عندكم ياحبيبي انا يادوب تلميذة يا استاذي......ارجوك يارامز خلينا نبعد عنهم بس قبل مااطلق لازم امثل دور الاخت المقهوره اللي خانتها اختها مع جوزها عشان اقدر اخد حقي من بابا برضا و مخليش اللي زي حلا دي تتهني في حياتها مع الكنز اللي قولت عليه وكنز ابوها.
*ارتسمت ابتسامه علي ثغره ثم اشعل سيجارته بخارج غرفه نومه:
_ماشي بس برضوا حاولي يومين دول تأخذي كل إلا تقدري عليه ياحلوتي.
*قاطع شرودها دفعه لها بخفه :
_ابعدي ياسما عن حلا انتي فاهمه والا انا اللي حقف قصادك ومن بكرة حروح اكلم والدك وننهي كل شي وهتخدي كل حقوقك مني ولاوني ثمن الألماس الا معاكي حقك وزيادة بس مش مشكلة انا خلاص تعبت.....انا مش هابت هنا.
*وجدته يوليها ظهره ليخرج من باب الذي امسك بمقبضه لكن صوتها اوقفه حينما صرخت وهي عاقده يديها حول صدرها:
_يااااه كل ده عشان خاطر ست حلا.....وكمان مش عاوز تعد معايا تحت سقف واحد
*التفت يناظرها بحدة دون أن يتفوه بكلمة واحدة
وصفق الباب خلفه بقوة ما جعلها تقفز بفرحه بمكانها لتلتفت تلتقط هاتفها بعد ان تناكدت بان علا مازالت نائما وباسل خرج لتعاود الاتصال برامز مرة أخرى وهي في قمة سعادتها:
_ايوة ياحبيبي...... كل شيء تمام هو مستعد انه يطلقني واخد اي حاجه اطلبها...
*ضحك رامز من الطرف الاخر وهو يطرق كاسه مع كاس تلك الجالسة امامه ترتدي قميصه الابيض فوق جسدها:
_حلو قوي قوي ياسما حاولي تأخذي كل مجوهراتك وفلوس المؤخر بتاعك الا هو كان كتبلك كام يا حلوة :
*داعب بيده جسد حبيبته من فوق قميصه و وضع قبلة فوق شفتيها...
* اما الأخرى بنزق لوت طرف فمها وهمست :
_ربع مليون بس...
* ضحك رامز وهو يفرك صدره و همس يرفع كاسه علي فمه يحتسيه دفعه وحدة.
_حلو قوي قوي كده جبرت تمام ولسه ابوكي....اقصد باباكي ايوه كده يا حلوه خلينا نتجوز...
*بتلك اللحظه ضربته تلك الفتاه علي صدرة بقوة جعلته يتاوة..لتقل سما بقلق :
_مالك ياحبيبي فيك ايه.
*تمتم بتلعثم وهو يرفع يدها يلثمها بالقبلات:
_لا ياحبيتي مفيش اصل من كتر الفرحة مش قادر أقف على بعضي حاسس ان جسمي مولع...
*قالها وهو يضحك َوفتاته تخلع عنه سترته الذي يرتديها....فقال وهو يضحك :
_هستناكي بكره هاتي كل إلا تقدري عليه يبقا عندي في الأمان ومنه اشوفك واستمتع معاكي ونحتفل.
_حاضر ياحبيبي مش حتاخر عليك...الصبح هكون
عندك قلبي.
*أغلقت الهاتف وهي تدور من فرحتها غافلة عن عيون متوهجة بالنيران مصل الصقر فقد كان هو
باسل يقف بنفس الوقت يستمع لكل حرف تفوهت به بعينين متسعه بعد ان استدار ودلف للمنزل متذكر هاتفه الذي القاه علي الطاولة بالبهو:
****************************

(الخائنه )بقلم [ اماني رامي] فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن