part.2

9.3K 243 8
                                    

#سلسله_حكايات_وبنعشها
#الحكايه_الاولي
#الخائنه
الفصل الثاني

*بغرفة استراحة الأطباء جلس الدكتور تيم صلاح الدين استشاري العلاج الطبيعي يستريح بعد مجهود قاسي قام به اليوم في المشفى الحكومي العام الذي يعمل به......
*فرك جبهته بتعب شديد وهو ينزع نظارته الطبية يضعها بهدوء فوق زجاج الطاوله أمامه...يضع راسه بين راحت يداه للاسترخاء قليلا....وفجأة انتفض جسده من يد ناعمه تلمس اكتافه برفق شديد وهي تهمس :
_انت مكانك مش هنا ياتيم....
*ابعد يدها بقوة ووقف مستقيم بوجه يعتليه الغضب :
_اولا اسمي دكتور تيم....ثانيا وده الأهم يا دكتوره
مرام انا مش بحب اي حد يحط ايده عليه.
*ضحكت مرام زميلة تيم بالمشفي والتي تحمل له بداخلها بعض المشاعر العاطفيه:
_تيم اهدا احنا زملاء و بتشتغل مع بعض وان.....
*قاطعها بإشارة من يده أن تتوقف :
_مش معنى اننا زملاء اسمحلك تتمادى معايا يادكتوره...اما مسألة شغلي في مستشفى حكومي
أو خاص ده شيء ميخصكيش.
*اختفيت ابتسامة مرام....وتخوفت ملامحها وهي تهمس :
_بابا عايزك تشتغل معاه في المستشفى وطلب مني اتكلم معاك...تيم احنا أصدقاء وانت عارف كويس
مشاعري اتجاهك بس للأسف مش بتشوف غير الا انت عايزه.
_دكتوره....من فضلك الزمي حدودك معايا انا مش بتاع كلام فارغ من ده وياريت تتفضلي تخرجي من هنا علشان هصلي.
*دمدم تيم وهو يوليها ظهره بجسده العضلي المنتصب بجمود...رفعت رأسها في فى خيلاء
وقالت بهدوء مبتسمة :
_عارفة انك شخص ملتزم جدا ومعجزة انك تتكلم معانا في أوضة بابها مقفول بس مش معنى كده انك تتعامل بشكل ده الدين ترغيب من ترهيب يا دكتور.
*زفر أنفاسه وتكلم تيم اخيرا بنبرة أكثر جموداً:
_شكر على المعلومة دكتوره...جزاك الله خيرا تقدري تتفضلي يا دكتور اعتقد قدامك خمس دقايق على استقبال اول حالة.
*هزت مرام رأسها بكبرياء وقالت وهي تضع كفيها داخل جيوب معطفها الطبي :
_تمام يأدكتور انا هخرج ولو سحت فكر في عرض بابا اعتقد يستحق منك التفكير.
*............................................ *
*ظلت سما تشتعل بالغضب
ودلفت لغرفتها تصفق خلفها باب غرفتها بقوة وهي تدمدم :
_حتى علا المشلولة كمان بتتعمد تنرفزني.
*ظلت تدور بغرفتها وهي مازالت تتمتم بكلمات غاضبه حانقة أكثر وأكثر:
_بقي كدة ياست علا...اوك بس يشرف اخوكي لازم يشوف حل معاكي.
*ابتسمت بطرف فمها وصاحت بسخرية :
_اخوكي...
_اخوكي اللي اول ماعرف بوجود الهانم صاحبه الصون والعفاف في مصر...وهو مبقاش على بعضه ولا عارف يتكلم....
*جزت فوق اسنانها وهدرت بغيظ شديد:
_اعمل فيكي تاني ياحلا انتي و الهانم امك صحبت المبادئ والأصول اللي خطفت راجل متجوز وبعدته عن مراته وبنته...نادية الحقيرة....
ااااه ياماما سبتيني ورحتي ليه استسلمتي للموت وسبتي ناديه وبنتها يعيشوا ويتهنوا في بيتك اللي انطردتي منه بسببها.
*دموع الغضب تجمعت لتلمع بحدقه عينيها لترتمي بجسدها علي مقعد امام مرآة زينتها تزفر انفاسها وهي ترفع خصلات شعرها لاعلي بحدة....حتي وقعت انظارها علي فنينة عطرها:
مما جعلها تتوقف فجاءة وتشرد به...... وبيدها التقطت القنينة تقربها من انفها و تستنشقها بقوة لتتذكره هو.
هو فقط من كان يعشق ذلك العطر الذي لم تستطع ان تتخلي عنه.....العطر الذي يشعرها بوجوده دائما حولها.... اغمضت عينيها بنعومة واصابعها تتحسس ذراعيها ببطء شديد وهي تتذكره وصوته يدق داخل اذنيها :
~~قبل ثلاثة سنوات~~
_رايحه فين سما حبيبتي.
*سالتها ناديه وهي تقف خلفها عندما لمحتها تخرج من المنزل فوق أطراف أصابعها....فتوقفت سما
والتفتت بهدوء ظاهري فقط ولكن بداخلها جمرة مشتعلة من الغضب يتاكلها وهي تتسمع إلى تلك المرأة التي تكرها :
_رايحه الشركه عند بابا في مانع عندك.
*تكلمت بنبرة جافة...جعلت نادية تبتسم بهدوء ودفء :
_لا طبعا حبييتي انا بس....
*قاطعتها سما وهي تقل ساخرا :
_بس ايه؟تحبي امضي على ازن خروج قبل مااتحرك من البيت َ.
*لم تندهش ناديه بتاتا من اجابتها وطريقه تحدثها الحادة دائما معها.......لتقترب منها وابتسامه حنونه تظهر علي محياها فرغم قسوه سما في تعاملها معها او مع حلا الا انها دائما ما كانت تقف امام زوجها تدافع عنها :
_ لا طبعا حبيبتي براحتك حبيبتي انا بس مستغرابة الساعه اتنين الضهر ولبسك يعني.
*انحدرت عينان سما علي فستانها القصير ثم ابتسمت بطرف فمها:
_ماله لبسي عجبك اوي كده.
*رفعت ناديه كفها وملست علي ذراعها العاري..... لكنها تفجاءت بها تبتعد عنها سريعا وكان حيه لدغت جسدها:
*مالك ياسما ياحبيتي انتي بتتكلمي ليه كدة معايا انا عملتلك ايه بس انا زي مامتك.
بس بسالك حتروحي لبابا ازاي بلبسك ده اللي ديما بيعلقلك عليه.
*التفتت تقف امام المرأة بالممر المؤدي لباب المنزل تمرر يدها بخصلات شعرها الأسود وقالت وهي تكور شفتيها بنزق :
_مليش واعتقد كمان قولتلك اكتر من مره ياريت محدش يدخل في خصوصياتي البس ايه او اروح فين.
*التفتت إلى نادية واسبلت اهدابها تغمغم لها بسخرية:
_وفري كلامك ده لبنتك ام ضفيرتين انا عرفه كويس جدا انا بعمل ايه؟
وبلاش تمثلي دور الأم ده وبعدها اتفاجي ببابا عارف كل حاجه.
*ابتعدت عنها وقبل ان تفتح باب شقه التفتت لها مرة أخرى تضحك تحت نظرات ناديه المزهرية :
_عن اذنك يا مرات بابا.
*...................................... *
*بمكان اخر وتحديدا امام منزل رامز الاسيوطي ابن محمود الاسيوطي اكبر تاجر ومستورد لقطع غيار السيارات بمصر بل وبالشرق الأوسط.... توقفت سما أمام منزله وهي ترتب خصلاتها وطرقت بابه عدة مرات لكنه لم يجبها لتلتقط حقيبتها الانيقه تبحث عن مفتاح شقته وفتحت الباب بهدوء شديد :
*دلفت للداخل تبحث عنه لكنها تفجئت بشابين يتمدد كل منهم في نوم عميق....احدهم علي اريكه والاخر علي الارض وبجانبهم فوق الطاوله عدة زجاجات من الخمر فارغه وزجاجات كثيرة من الستيلا (البيرة) واعواد ثقاب السجائر بكل مكان.
*اتسعت عينيها مما تراه وايقنت بان رامز كان يقضي بالامسي امسياته التي اعتاد عليها ضربة
قدمها بالأرض الصلابة تكتم صرخاتها والتفتت
براسها تبحث عنه بكل مكان حتي دخلت لحجرة نومه وتفجئت به يتمدد علي فراشه عاري يغطي فقط جسدة باحدي الافرشه البيضاء وعلي الارض ملقي احدي ملابس داخليه نسائيه:
دارت مقلتيها تبحث عن تلك المرأة بعينان تشتعل لكنها لم تجد ما تحبث عنه.... لتقترب منه تقظه بنبرة صارخه:
_انت يااستاذ رامز...اصحي وكلمني.
*تململ قليلا والتقط احدي وسائده يضعها فوق راسه ماجعلها تشهق متفاجئة من تصرفه الوقح:
_بقي كدة يارامز....طبعا حضرتك مقضيها هنا سهر وشرب وانا طول الليل بتصل بيك ومش بترد عليا
ولا سأل فيا.
*التفتت براسها لتجد احدي زجاجات البيرة التقطتها ثم سكبتها فوق رأسها مماجعله يشهق وينتفض من نومه يصرخ بها:
_انتي اتجننتي ياسما ايه اللي عملتيه ده....ايه التخلف ده.
*تركت الزجاجه من يدها تقع أرضا ووقفت تعقد ذراعيها حول صدرها تغمغم بصوت ساخر غاضب.
_اه اتجننت يااستاذ رامز تقدر تقولي مين كان هنا امبارح وليه مش بترد علي تليفوناتي.
*ضيق رامز عينيه وهو ينظر لها وبحركه سريعه منه ابعد غطاء الفراش عن جسدة العاري تماما وانحني ليلتقط سرواله يرتديه....اغمضت سما عينيها ثم فتحتهما بحذر تنظر اليه فهي ليست المرة الاولي التي تراه عاري أمامها وقبل ان يبتعد عنها التقط سجائره واشعلها امامها ثم ابتعد من جانبها ببطء يزفر انفاسه من بين دخان سجائر.
_ايه يخصك كنت مع مين أو مين كان هنا.
ولو حتتكلمي عن تليفونك مسمعتوش هه حاجه تانيه.
*اجابها ببرود اشعل غضبها اكثر لكن رغم ذلك شعرت بغضبه الناري منها وذلك الوجه الصارم الذي قابلها به جعلها تسعل بقوة تحاول تهدئه نفسها باخذ بعض الهواء بين صدرها فرغم غضبها الشديد منه فهي تعشقه لا تريد اغضابه حتي لا يبتعد عنها ويتركها....اقتربت منه بخطوات بطيئه ووقفت امامه تقل بصوت يكاد مسموع:
_حبيبي انا قلقت عليك جدا امبارح.
*اجابها سريعا وهو يبتعد مرة اخري عنها يطفئ سجارته التي بين أصابعه وهو يضحك :
_قلقتي ليه شيفاني عيل صغير مش لاقي امه و بعيط.... انتي مش حتبطلي تصرفاتك الغبية ديه.
*اقتربت سما مرة اخري منه تغمغم بصوت رقيق تلك المرة وهي ترفع يدها تملس فوق ذقنه الناميه:
_رامز قلبي انت عمرك مكلمت سمسمتك بالشكل ده قبل كدة....انا اسفه روحي حقك عليا اعمل اللي انت عوزة بس ارجوك بلاش متردش عليا انا كنت حهرب باليل واجيلك اطمن عليك.
*لم تستكمل حديثها حتي لاحظت بعده من امامها وهو يزفر انفاسه بملل ثم التفت ينظر لها بحدة:
_سما انتي عرفه كويس انا مش بحب طريقه الحنيه ديه.... انا رميت ميت وحدة قبلك لما حسيت انها حتخنقني فبلاش توصلي نفسك لكده وتكوني زيهم.
*غابت ابتسامتها عندما علمت مايقصد ثم اجابت عليه بتهكم:
_حبيبي ارجوك متزعلش انت عارف اني مقدرش علي زعلك...شوف انا جيبالك ايه.
*ابتعدت عنه بخطوات قليله والتقطت حقيبتها تفتحها امامه جعلته يتململ بوقفته بعد ان لفتت انتباهه لها يعلم جيدا بما جاءت به:
_خد ياحبيبي دول خمس تالاف جنيه اخدتهم من بابا بحجه اني حشتري شويه حاجات بس مقدرتش اصرف جنيه واحد منهم.
*مد يده يلتقط تلك الاموال وبنظرة خبيثه رمقها بها ثم القي بهم فوق الطاوله بمنتصف غرفته يبتسم يرفع زواية فمه ودمدم بسخريه وهو يجلس فوق فراشه يفرك ذقنه... بينما هي اقتربت من النافذه المطله علي اهرامات الجيزة تنظر بحزن
فهي تشعر بانه يتعمد اهملها:
_انتي شيفه أن الخمس تالالف جنيه دول فلوس انتي نسيتي انا مين ياسما وكنت بصرف بس في اليوم كام... لولا أن الحاج عادل غضبان عليه مكنتش احتاجت ملليمك دول.
*جلست من خلفه تملس فوق ظهره العاري صدره المشدود بعضلات ظاهرة بوضوح باناملها المطليه بطلاء احمر مثير ثم طبعت عدة قبلات علي ذلك الجسد البرونزي.
_عارفه ياحبيبي انت مين وابن مين؟ بس ده المبلغ الا قدرت أدبره من بابا متنساش اني سحبت منه فلوس كتير الشهر الا فات... اوعدك اامرة الجايه حجبلك مبلغ أكبر.
*سحبها من ذراعيها حتي جعلها تقف امامه ثم ابتسم ابتسامته المتهكمه التي ارتسمت علي شفتيه جعلها تقف جامدة بمكانها تنظر اليه متامله ملامح وجه الوسيم ليهمس وهو يمرر أصابعه فوق مفاتنها العلوية:
_فين دهب امك....
*همهمت وهي تحرك عنقها بنشوة شديدة :
_بعته كله...
_فين دهب مرات ابوكي الولية الا دايما منكده عليكي أو اختك انتقامي منه بكده.
_ازاي اخدهم....
*لتجدة فجاة يطبق علي شفتيها بقبله مثيرة جامحه جعلتها تترنح من مذاقها وابتعد قليلا عنها يكمل:
_اسرقيهم الموضوع سهل حبيبتي...عشان خاطر رامز سيمو تعمل الا هو عايزه.
*.......................................... *
*دلف من باب شقته وضع هاتفه ومفاتيح سيارته والتفت ينظر حوله.... بعد اندهاشه من الهدوء الذي يسود المنزل نظر حوله حتي ليجد مديحه الخادمة تقوم بمسح احدي مرايا الاثاث وعند شعورها بتواجده نظرت له وابتسمت باحترام:
_اهلا وسهلا يا باسل بيه....الست سما في اوضتها
*تجاهل حديثها عن سما واقترب قليلا منها واضع يده بجيبوب سروال بدلته الفخمه ثم غمغم يسالها عن شقيقته بحنو:
_امال فين علا....يا مديحة.
*اجابته بكل احترام وهي تشير برأسها علي غرفتها
قائله:
_الست علا في اوضتها يا باسل بيه تحب اروح اندهلها.
*هز راسه لها ثم التفت بجسده متوجه لغرفه شقيقته بخطوات متمهلة....وضع يده علي مقبض باب الغرفة وقبل ان يدلف لها اخذ نفساً عميقاً يحتفظ به بداخل صدره.... وهو يحاول ان يجمع بداخل عقله حديثه مع شقيقته التي تفهم عليه من نظرة عين:
*وبعد دخوله لها وجدها تجلس بداخل شرفه غرفتها تتحدث بهاتفها اقترب منها وطبع قبلته المعتاده فوق جبهته وجلس امامها وهو يرمقها تبتسم له دوي صوتها الرقيق تقل :
_خلاص ياستي كل شي جاهز الصبح حعدي عليكي بالعربيه نروح سوا....هتوحشيني لحد ما شوفك حبيبتي.
*اغلقت هاتفها وهي حريصة على عدم ذكر اسمها رغم يقينه بانها تتحدث معها هي ثم نظرت له وجدته شارد للامام ظلا هكذا لعدة دقائق رغم صمته المفعم بالكلمات بينهم صمت معبر عما يريد قوله الا انها تجاهلت كل ذلك وقاطعت ذلك الصمت تهمس:
_باسل جيت بدري يعني النهاردة حصل حاجه حبيبي....انت بخير.
*رمقها بنظرة متسائلة وفوق طرف شفتيه تتلعثم حروفه.... يريد سؤالها عنها وعن أحوالها و لكنه يعلم جيدا اجابت شقيقته:
*سعل سعله خفيفه ونظر لها وهو يحاول رسم ابتسامه علي محياه لكنها كانت كفيله لتظهر حزنه وألمه دمدم وهو يمرر انامله بين خصلات شعره
الناعمة :
_مفيش حسيت باني مرهق شويه قولت اجي البيت ارتاح واشوفك علشان ارتاح اكتر.
*اتكئ بمرفقيه علي ركبتيه يفرك يده ببعضهم ثم همس بصوت خرج بغصة متعلثمة :
_اااانتي رايحه بكرة في مكان....اقصد رايحة فين.
*اعتدلت علا بمقعدها وابتعدت بخطوات قليلة للامام تلتقط دلو ماء لتروي زراعتها وهمست بحزن شديد حاولت اخفاءه امام شقيقها النادم بحسرة
مما اقترفه من خطا في حق نفسه :
_ايوه حبيبي.... بعد اذنك طبعا حروح بكرة ع العزبه حقضي اجازة الويك اند هناك.
*أؤما راسه بالموافقه وقال وهو يرفع راسه ينظر لها:
_تمام ياعلا بس... انتي رايحه هناك لوحدك.
*وضعت الدلو من يدها ثم التفتت بمقعدها تنظر له وابتسامه اعتلت ثغرها لكنها لم تصل لعينيها:
_لا ياحبيبي رايحه مع وحدة صحبتي ومعايا مديحه وعم مصطفي ااسواق.
*ابتلع غصه بحلقه ثم وقف واقترب منها يقبلها مرة اخري فوق جبينها جعلها ترفع راسها تنظر له لكنه ابتعد سريعا يخفى وجعه عن نظراتها المتوسلة له بان يتماسك....عينيها التي قراءة سريعا وايقنت ما يريد قوله:
*وقبل ان يبتعد من امامها ليخرج من غرفتها همس مبتسم :
_متنسيش ادويتك علا من فضلك خديهم بانتظام من عايز اي إهمال....وانا حكلم الامن هناك ياخدو بالهم كويس....خالي بالك من نفسك قطتي.
*التفت يظهره يخرج واغلق باب غرفتها بهدوء شعرت بالاختناق والدموع تجمعت سريعا بداخل مقلتيها حزنا علي رؤيه شقيقها هكذا رفعت يدها ووضعتها فوق وجهها وانسابت بهدوء دمعتها الحزينة.
*...................................... *
*بصباح يوم جديد ومع نسمات الصباح المنعشة توجهت علا بسائقها العم مصطفي ومديحه التي جلست بجواره ينتظران حلا اسفل بنايه منزلها وبعد عدة دقائق فتحت باب السيارة ودلفت لداخلها وتعالت صرختهم سويا وارتمت كل منها بين احضان الاخري يعانقان بعضهم البعض بحرارة اشتياق ثلاث سنوات من الغرفة ماجعل عم مصطفي ومديحه يلتفتا ينظرا لتلك الطفلتين الذي اعتلت وجوههم سعادة وفرحة من رؤيه بعضهم البعض.... وبعد لحظات ابتعدا باجسادهم عن بعض لكن يداهم مازالت متعانقه حتي وجدوا مديحه تتحدث وهي تنظر لهم:
_بسم الله ماشاء الله زي ما وصفتك الست علا بالظبط انتي قمر ياست حلا.
*شعرت حلا بالخجل واحمر وجهها سريعا امامهم مما جعل علا صديقتها تضحك بصخب عليها وهي تغمغم بمزحة:
_بس يامديحه علشان حلا من نوع الخجول جدا شفتي اديكي احرجتيها.
*ضربتها حلا بخفه علي يدها ثم همست بصوتها العذب لهم:
_صباح الخير عليكم... شكرا ليكي يامديحه انتي كمان علا كلمتني عنك كتير جدا وبتحبك جدا.
*التفتت علا براسها تنظر لها ثم ضمت خصرها تقل:
_وبعدين ياست حلا ايه تاخير ده كله.
*اعتدلت حلا بجلستها ثم نظرت لها بتحدي تهتف:
_من بعض ماعندكم ياست علا سبيني مرة اعملها معاكي.
_وحشاني يا حلا....مش هسمحلك تبعدي عني تاني ابدا.
*دمدمت علا بعينان دامعة وهي ترتمي فوق صدرها وكأنها طفلة صغيره تتشبث بامها.

*تعالت ضحكات الجميع طوال الطريق وغناءهم سويا حتي عم مصطفي الذي لم يصمت وظل يدندن معهم شعرت مديحه وعم مصطفي بسعادة علا بوجود صديقتها.... سعاده لم يروها تعتلي وجهها منذ وقت عملهم من ثلاثة سنوات:
.بعد ساعتان وصلت السياره امام بوابه الفيلا الصغيرة بالفيوم وقبل ان يفتح حراس الامن بوابه الفيلا أحست علا بقبضه صديقتها القويه علي يدها نظرت بتجاهها وشعرت بما تمر به حلا من ذكريات مؤلمة اعتقدت انها تلاشت مع الوقت.... لترفع يدها تربت على ظهرها بحنو وهو تحاول رسم ابتسامة ناعمة :
_حلا تحبي ترجع نروح اي مكان تاني.
*رمقتها بطرف عيناها الساحر وهمست بتوتر :
_لا طبعا حبيبتي انتي عارفه انا برتاح هنا ازاي
وبعدين انا معاكي يا حلا يعني مع أغلى حد في
حياتي.
*بداخل الفيلا الصغيرة دلفت علا وخلفها مديحه تسحبها
بداخل الفيلا الصغيرة دلفت علا وخلفها مديحه تتقدم بمقعدها ثم التفتت تنظر لتلك الجامده التي مستمرة امام باب المنزل الكبير المكون من طابقان تنظر حولها وكانها كانت بالامس هنا معه وبحانبه
صوته يدوي باسمها وانفاسه تداعبها:
*هتفت علا بمرح تصتنعه :
_ادخلي يا حلا.... طبعا المكان وحشك جدا.
*نظرت الاخري لها بعيون متسعه جامدة لا تعلم بما تجيبها ارادت الصراخ والهرب بعيدا عن ذلك المكان التي قضت به اجمل ايامها شعرت ببروده ورجفه تسري بكامل جسدها لتقترب من تلك الارجوحة الصغيرة بداخل البهو تتاملها للحظات ثم ملست عليها وهي تسمع صوت من الماضي......

#يتبع

(الخائنه )بقلم [ اماني رامي] فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن