part.5(2)

7.1K 190 3
                                    

#سلسلة_حكايات_وبنعيشها
#الحكايه_الاول
#الخائنه
{الفصل الخامس} الجزء التاني من الفصل.
*بصباح يوم جديد وبمقعدها المتحرك جهزت علا بمساعدة مديحة مائدة الإفطار الشهية ونظرت من بعيد تضم شفتيها قائله :
_كل حاجه جاهزة تماما....
_تسلم ايدك ياست علا....ست بيت مفيش منك ربنا يسعدك...
*دمدمت مديحة بضحكة واسعة وهي تربت فوق كتف علا بحب....رفعت علا رأسها وهمست :
_ربنا يخليكي يا مديحة البركة فيكي انتي علمتني كل حاجه...ماما الله يرحمها كانت بترفض دايما ادخل معاها المطبخ أو اساعدها في أي حاجه.
*حركت مديحة شفتيها بحسرة وهمست:
_الله يرحمها الست الهام...كانت نفسها تشوفك عروسه في بيتك...بس الله يرحمها عمرها ما هضمت ولا حبيت الست سما ابدا...
*سحبت علا نفسا متعبا وهي تقول بخفوت:
_ولا عمرها شفتها عروسه لباسل....كنت نفسها في حلا بس النصيب يا مديحة...يووو ناسيت الفول
بسرعه يا مديحة عشان باسل يفطر....
*تحركت مديحة سريعا لتصطدم بحلا التي كانت تخرج من المطبخ تحمل طبق الفول:
_ست حلا تعبتي نفسك ليه...
_مفيش تعب ولا حاجه يا مديحة ده مجرد طبق
ولا شيفاني غريبه :
*ابتسمت لها علا وهي تراها تقترب منها بثوبها الأصفر القصير والذي يناسب نعومة جسدها الرائع
وضفيرتها التي تتأرجح خلفها بانسياب....اطلقت
علا صفارة طويله :
_واااو صباح الاصفرات والحركات...شيفاكي متألقة
النهارده.
*ضربتها حلا فوق رأسها بخفة وهي تخرج لسانها قائله :
_بلاش تهيأت انا هو انا حلا بتاعت كل يوم...مفيش حاجه جديده حصلت.
_متأكدة؟
*سالتها علا بنظرات ماكرة وهي تملأ الاكواب بالشاي الساخن.... جلست حلا وقالت وهي ترمق القادم من فوق الدرج بملامح تبدو هادئة...ظلت
ترمقه من أسفل اهدابها الناعمة فكان وسيم للغاية
في كنزته السوداء التي تظهر قوامه الرياضي وبنطاله الجينز المتهاري وشعر اسود مبلل ....كم اشتقت إليه والي رائحة عطره الخشنة...
*اسدلت رأسها حينما لمحته هو الآخر ينظر لها باشتياق وقال بعد أن تنحنح بخشونة :
_صباح الخير....
*أجابت علا مبتسمة بارتياح :
_صباح الفل حبيبي...نمت كويس؟
*وضع قطعة من الخبز بفمه....بعد أن اغمسها بطبق الفول الذي يفضله على الإفطار قائلا:
_اول مره انام براحة ديه....
*رفع عيناه الصاخبة ينظر لها...فاحترقت وجنتيها وسريعا اسدلت رأسها :
*ارتشفت علا من كوب الشاي أمامها قائلة :
_الحمد لله حبيبي...يارب دايما ايه رايك تقضي اليوم معانا هنا...
*تلقى دعوة شقيقته بابتسامة مشرقة يقل:
_معنديش ما....
*وقفت منتفضة....وارتبكت قليلا قبل أن تقرر بقولها :
_انا اسفه ياعلا.... انا لازم انزل ع القاهرة النهارده ماما اتصلت بيا قالتلي ان في جواب جايلي من الجامعة يظهر انه بخصوص رساله الدكتوراه بتاعتي.
*عكف باسل حاجبيه....بينما اقتربت علا من الآخري تقل وهي ترفع اكتافها بقله حيله:
_خلاص مش مهم يبقي نسافر كلنا سوأ مش معقول هعقد لوحدي هنا.
*كانت علا تعلم بأن صديقتها تريد الهروب بقصي سرعتها من أي مكان يتواجد فيه شقيقها....شقيقها
المسكين الذي يعني الأمرين....
*انحنت حلا بجسدها حتي اصبحت بمستواها تهمس باعتذار:
_اسفه ياعلا كان مفروض نعقد يومين او تلاته زي ما اتفقنا بس لازم اروح الجامعة...وع العموم تقدري تفضلي انتي مع...مع ب..ا...س...ل.
*همهمت بتلعثم وهي تتفادي النظر إليه...في حين وقف هو يحمل مفاتيح سيارته وهاتفه وهدر وهو عاقد الحاجبين :
_انا همشي...محتاجين حاجه.
*همست علا بحيرة وهي تناظر اخيها بقلب مفطور :
_لا يا حبيبي خالي بالك على نفسك.
*انحني يقبل جبهة شقيقته...ثم رفع رأسه فصدمت عينيه بعيناها شديده الحزن....تدلي فكها وهي تتذكر قبلة مماثلة كان يخصها بها دائما طيلة سنه وسبعة أشهر تعودت على تلك القبلة عند ودعهم
بكل مره يلتقيان فيها :
*تصلبت عضلات وجه باسل وفاض الألم من عينيه
وهو يلمح دموع تراقصت داخل مقلتيها فادرك تماما انها تذكرت....كما يتذكر هو دائما عند يلثم
جبهة شقيقته بكل يوم....
*خرج سريعا ...يركب سيارته ويقود بأقصى سرعته حتى اعتلى الغبار من خلفه...ظلت تراقبه من خلف زجاج الشرفه حتى اختفيت سيارته وأغلق بواب المزرعة الباب الحديدي خلفه....التفتت
على صوت علا وهي تقل :
_لسه عايزه نمشي...ولا تحبي نستنا.
*جثمت حلا امام مقعد صديقتها ولامحت داخل عيناها نظرة من اللوم...جثمت والتقطت يديها تربت عليها وابتسامه اعتذار اعتلت شفتيها :
_انا اسفه يا علا...متزعليش مني بس مكنش ينفع
استنى في مكان يجمعني بباسل خلاص يا علا حتى لو ظهرت الحقيقة هو بقا شخص بعيد عني
بقا جوز اختي وانا اخت مراته....اعقدنا قدام بعض
بيجدد على كل واحد فينا الألم...وبعدين لازم انزل القاهرة حقيقي في جواب جالي من الجامعة....
انا اسفه علا...
*هزت علا رأسها وهي تمسح دمعه انسابت منها حزننا على اخيها :
_متتسفيش ياحلا وبعدين يعني عشان معرفناش نفضل هنا يومين......يبقي خلاص مش حنشوف بعض في القاهرة هبقي معاكي كل يوم أن شاء الله.
*غمغمت علا دون أن تعلق على حديث حلا فيما يخص اخيها :
*بادلتها الأخرى الابتسامة..... ثم اقتربت منها واحتضنتها بقوة تغمغم بجانب اذنها.
_ربنا يخلينا لبعض يالولو.
*صاحت علا بجنون وهي ترفع جسدها تقفز كعادتها الجنونية :
_ايه رايك بكرة نروح النادي ونتغدى هناك احنا لازم نرجع زي ماكنا ياعلا لازم نقوي ببعض....انا مش هفضل هربنا من واقع حصل.... وانتي لازم توجهي الناس.
*تمتمت علا لها بصوت يأس ضعيف .
_بس انا بقالي سنين مش بروح ياحلا وبعدين اروح ازاي بكرسي ده...مش عايزه حد يقول مشل....
*وضعت حلا يدها علي فمها توقف حديثها وقالت بصلابة:
_انتي ازاي تقولي كده ياعلا....انتي انسانه مؤمنة وايمانك بربنا كبير واسمحيلي اقولك انتي السبب في اوهامك ديه...الياس وصل بيكي أن ترفضي تكملي علاجك بمجرد أن عملية فشلت... ده مش نهاية الكون.
*صرخت علا وهي تتحرك بمقعدها وتضع وجهها في مقابل إحد الحيطان :
_ازاي أرجع اعيش حياتي واعمل عمليه واحتمال امشي وانا السبب في موت بابا وبعده ماما....ازاي
ياحلا مش قادره اتحمل انانيتي وغبائي كانوا السبب في موت أقرب الناس.
_تعددت الأسباب والموت واحد....انتي بتعترضي على أمر ربنا علا حبيبتي انتي مجرد سبب عشان تحصل الحادثة وانكل يموت بس بكل بساطة ديه كانت
ساعته ووقته...ونفس الكلام مع طنط بلاش تفقدي ثقتك بالله يا علا ارجوكي....
*هدرت فيها حلا بغضب وهي تهز مقعدها بقوة حتى بكيت علا بقوة ترتمي فوق صدرها واصابعها
تتشبث بكتفيها.... ضمتها حلا أكثر إلى صدرها تربت فوق خصلات شعرها وهي تقل :
_خلينا نرجع زي زمان ياعلا خلي فرشتين النادي يرجعوا تاني....والضحكة الا خصمتنا سنين ترجعلنا من جديد.
*وافقتها وهي تشير براسها وابتسامه رغم ترددها اعتلت فوق وجهها:
*************************

(الخائنه )بقلم [ اماني رامي] فكرة(سارة سعد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن