الفصل الخامس والعشرين

2.9K 115 22
                                    


حاسة فيه جزء ناقص منها ، انها مش كاملة وهي بعيدة ، بيناتهم الآلاف من الأميال ، الا انه جارها ، القلب بالقلب ، تصبح عليه ، وتمسي عليه ، مفيش فايدة ! ، وبعد مرور سنة هو مزال في دماغها ، هو مزال يحبها ، لو كان يحبها ، لكن في احلامها ، كانت تمشي بالعكازات ، لما جاها ، وقداش ما بكت هذيكا الليلة ، الليلة اللي تمنت فيها لو يرجع الزمان شوي بس ، وتقوله كل شي ، تقوله على أملها اللي كان على شفا حفرة ، وشوفته ردتلها الروح والأمل والصحة والبسمة وكل شي ، كادت تقول انه قلبها رجع ينبض ! ، جاها وياريته رجع ، ياريته حاول ، ليش ماحاولتش ياحمزة ؟ ، على خاطرها ؟ ، ليش ماحاولتش ؟؟.


عند بداية شهر ماي والجو دافي في فرنسا ، كانت تتمشى في الشانزليزيه ، بعد ماخذت صور مع قوس النصر ، اللي كانت تشوف فيه من ورا شاشة هاتفها ، لما قطعت نصف المسافة ، شافاته ، بينه وبينها تلاتة أمتار ، وماقدرتش تلفت وجهها او تنزل عيونها ، كانو عيونها عطشانات لملامحه ، هالاته كانو ينادو ، يشرحو في قصة نوم هرب وخلا العيون في رحمة صاحبها ، يديه في جيوبه ، ويشوفلها بهدوء وتأمل ، رغم التعب اللي على وجهه ، الا انه مزال قنين ، الرحمة ياحمزة ! ،
وحمزة بدوره كان ساكن ، امتا بدت تتمشى ؟ ، وعكازات ؟ ، يعني ح تمشي ! ، وخلعها بضحكته ، ضحكة من القلب هداهالها ، وبدت تبكي ، ولا واحد منهم حدد موقفه ، لاهو جاها ، ولا هي هربت ، زي المجانين واحد يضحك والتانية تبكي ، ماحد ح يلوم عليكم ، ماحد .

لما خطى خطواته ، لاء ، خطى سريعة ، ولولا انها حرام عليه راهو ضمها ، وقف وهو يحفظ في ملامحها ، ياغبي ، ياسطحي ، سمارها حلو ، وسمارها زايدها جاذبية ، ملامحها كذلك ، كانت عبارة عن وردة ، وردة مزالت تتفتح ، لكن هو قطفها ! .

دموعها جمدو ، لما شافت حمزة يبكي ، انت ياحمزة ؟ ، انت اللي قلت على نفسك "ثلج صلب عنده رئتين "! ، باهي الثلج يبكي ياحمزة ؟ ولا بدي يذوب ؟! .

خدي نفس عميق ، وقال بصوت نساته ، صوت كل ليلة استاحشاته ، صوت كان ودها لو ملكاته :
غفران .

وطلعت منها همهمة خفيفة ، وهي تشوفله ، وتشوفله بنظرة : انت شن ادير هنا !؟ ، كل شي تخلط عليها ، حتى انها نست انها واقفة في مكانها ، بدل ماتكون حاليا واخذة تاكسي وللشقة ، كانت متوقعة كل شي ، الا انه الباشا حمزة ، يلحقها ، ولا . . يدور عليها بين شوارع باريس ! .

ردّد ثاني :
غفران .
وتابع :
استاحشتك .

اليوم شن ؟ خلوها تتأكد من التاريخ ، لانه فيه يوم محدد ديمة للصدمات ، وهي لازم تعلّمه عشان تستعد مرة اخرى ، شافتله بضياع ، وحمزة استاحشها ؟ ، لعبة تانية ؟، ذكروها في اسم اللعبة اللي تخلي شخصية زي حمزة ادور عليها في شوارع البلاد ! ، ويضحكلها ، قرصت روحها ، انتي تحلمي ي غفران !، قرصة تانية خلتها تئن وترفع عيونها، مشي اتجاهها وماحستش بيه ، لكن حست بـروحها قريبة منها، روحها اللي حصدها حمزة واحتفظ بيها ، عن نفسها، خل تقعد عنده ماتبيهاش، تبيش تفرح لأي شي وحمزة مش معاها ، وللاسف، حمزة مايستاهلش كل هذا يا غفران.

أعطيني فرصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن