«٩»

1.6K 200 122
                                    

صلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم.

*************

مر شهر بالأحداث المتكررة نفسها، لقد اتصلت بأبي أكثر من مرة أما أمي فهي ترفض التحدث إليّ لذلك كنت أترك لها رسالة صوتية تعبر عن مدى اشتياقي سماع صوتها، أما بالنسبة لإيليري فأصبحت تتحدث إليّ أكثر وأخبرتني عن عائلتها القليل وكل هذا فوق سطح المدرسة؛ فهي ترفض الخروج والتنزه معي لأن والديها سينزعجان كثيرًا إذا تأخرت على حد قولها، ولاحظت بأنها تحب وضع سماعات الأذن والاستماع إلى الأغاني بصوت عالٍ، وعندما سألتها لم تحب فعل هذا أجابت ببساطة أنه «عالمها الخاص».

 أخبرتني في يوم ما بأنني لطيف وأنني صديقها، وفي اليوم التالي أتت ونفت أقوالها بسخرية ومنذ ذلك وأنا لم أحاول التحدث إليها مجددًا. بالمناسبة، مر على عدم تحدثنا ثلاثة أيام فقط، فأنا لم أعد أصعد إلى سطح المدرسة وبذلك انقطع تواصلنا، لن أكذب، لقد اشتقت التحدث إليها.

كنت أدرس بجد خلال هذه الفترة؛ فبالتأكيد لن أضيع عامًا بسبب بعض الاستهتار والفضول.

اليوم عطلة وأخبرني آشتون بأنه سيقيم حفلة بمنزله بسبب فوز فريق كرة القدم بالمدرسة، وإذا كنتم تتساءلون لماذا سيقيم هو الحفل وهو لا يلعب بالفريق، فأريد أن أعلمكم بأن مايكل وكالوم من يلعبان به وهما أعز أصدقائه ولذلك ستقام على شرفهم، أما أنا فأجلس بإحدى الحدائق العامة ليس لاستنشاق الهواء النقي أو ما شابه، لا! فأنا في الحقيقة مختبئ من آش، أو لنكن أكثر دقة، أنا أتهرب من مساعدة آش في الإعداد للحفلة، يا لي من مخلص! أعلم، لا تلوموني فأنا حقًّا أكسل من أعدّ مثل هذه الأشياء، ولكنني لا أمانع حضورها.

تفقدت هاتفي الذي كان يحتوي على عشرات الرسائل من آشتون وكان محتوى بعضها:

«أيها الخائن! أين أنت؟»
«لوك، أرجوك، أحتاج إلى مساعدتك»
«تبا لك أيها المخادع!»
«فلترقد في الجحيم لوك!»
«أنصحك بعدم العودة للمنزل اليوم، لأنني سأقوم بحرقك ودفنك بالفناء الخلفي»

هل حدثتكم عن حجم لطافة آش سابقًا؟ 

رفعت سماعة هاتفي لأتصل به في حين أن ابتسامة غبية بدأت تغزو ملامحي:

«أين أنت أيها الخائن؟» قابلني صراخه فور بدء المكالمة، فأغلقه مجددًا. أفعل هذه الحركة منذ ساعات، أتصل به ﻷستمع إلى صراخه وأغلق المكالمة فورًا، أعتقد أنني أفعل ذلك لأشمت به أو ربما لأضحك، المهم أن هذا التصرف يمتعني بشكل ما «كم أنت عظيم لوك!» هتفت بفخر مخاطبًا نفسي بصوت مسموع فرمقني بعض من كانوا يجلسون بالحديقة بنظرات استغراب وبالتأكيد لم ألقِ لهم بالًا.

تفقدت ساعة يدي فوجدتُها تشير إلى السادسة مساء: «يا إلهي، سوف أتأخر عن الحفل!» صحت بسخرية وانهلتُ بالضحك وحدي. يا إلهي، يبدو أن الجلوس مع إليري بدأ بإعطاء مفعوله.

My own world || عَالَمِي الخَاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن