«١٠»

1.5K 197 54
                                    

صلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم.

*******

ماذا؟ أنت تمزح معي بالتأكيد! نظرت إليها بشك وعدت لأقول: «ربما نسيتِ... أيًّا يكن، لا يهم» بقيت تحدق بي دقائق وكأنها تفكر بشيء، ثم سألت بعد ثوانٍ بتردد:

«هذا يعني بأننا سنتحدث مجددًا، صحيح؟» أومأت بإيجاب وابتسامة صادقة، هل أخبرتكم كم أحب إِلِي اللطيفة؟.

«الوقت تأخر، يجب أن تعودي إلى المنزل الآن فلا أريد أن يقلق عليك والداك» أمرت بلطف وأنا أستقيم مشيرًا لها باتباعي.

قلت لها أنني سأوصلها فأومأت بهدوء ورأيتها تتقدم متحاشية الحشود وخرجت قبلي.

أغلقت غرفتي واتجهت بسرعة نحو مشغل الموسيقا، فوجدت مارك يقف عنده، طلبت منه أن يضع أغنية هادئة ملائمة للرقص ثم اتجهت إلى الخارج.

قابلتني إِلِي التي كانت تقف منتظرة إياي، فحمحمتُ وقلت بنبرة لعوبة: «لا أحد يخرج من حفل دون أن يحظى برقصة، أليس كذلك؟»

ابتسمتْ بسبب طريقتي واقتربت مني كموافقة على طلبي غير المباشر، حسنًا... توقعت بأنها سترفض بتهكم ولكنها دائمًا ما تفاجئني.

اقتربت وحاوطت خصرها بيديّ، وقد أسندت هي كلتا يديها على كتفي وتجنبت النظر إليّ هامسة: «لا أريد إحراجك برفضي ولكنني حقًّا سيئة في الرقص». ابتسمت على حجم لطافتها، تنهدت وقلت مداعبًا: «لا مشكلة، سوف أعلمك، فأنا بارع في الرقص» حركت حاجبيّ بتلاعب في آخر الجملة فضحكت بخفة.

لا أود وصف مظهرنا ونحن نرقص بمفردنا أمام باب المنزل كالمغفلين، ولكن كما قلت سابقًا: لا يجب على آش أن يراها إضافة إلى أنني لا أمانع هذا.

بدأنا بالتمايل على أنغام الموسيقى الهادئة، يتأمل أحدنا الآخر وكل منا في عالمه الخاص، لا أعلم بماذا تشعر نحوي ولكنني أعلم جيدًا بأنني معجب بها، فقط معجب.

توقفت الموسيقا لسوء حظنا، فتوقفنا كذلك عن الرقص، وكم تمنيت أن يتوقف الزمن في هذا الوقت! فكما تعلمون، هذه من اللحظات النادرة التي تكون فيها إِلِي لطيفة. أفلتت يديّ عنها فقلتُ ممازحًا: «لست سيئة يا فتاة». ابتسمت بلطف وأجابت: «شكرًا للإطراء».

سألت مقاطعًا الهدوء الذي نشأ بيننا مجددًا: «أين منزلك إذًا؟». رأيتها تنظر إليّ بتفكير، ثم تنهدت وقالت بخفوت: «أشكرك لكل شيء لوك، وداعًا الآن». غادرت وحدها بعدئذ دون أن تسمح لي بالاعتراض.

عدت إلى المنزل بابتسامة عريضة فقابلني مايكل بابتسامة أعرض وهتف وهو يسحبني ليحثني على الجلوس: «أين كنت طوال هذا الوقت؟ هيا، تعال وانضم إلينا!». جلستُ على إحدى الكراسي المصطفة بعشوائية ومن ثم اتجه نحو كالوم.

My own world || عَالَمِي الخَاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن