«١٩»

1.3K 166 104
                                    

صلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم

أرجوا قرأت التوضيح بالأسفل و عدم تجاهله .

***********

طرقت الباب بخفة بينما ما يزال الهلع يغزو ملامحي، فتح الباب فاستقبلتني والدة كايلي بملامح منزعجة بسبب وقت الزيارة المتأخر.

حسنًا، لقد تركت إليري بصدمة ولم أعِ ما علي فعله سوى الذهاب إلى كايلي فهي على الأرجح الوحيدة التي ستقدم تفسيرًا.

قالت مصطنعة الود: «مرحبًا بني، كيف أستطيع خدمتك؟»، فأجبت بأكثر نبرة جادة قد استخدمتها يومًا: «أود التحدث إلى كايلي من فضلك».

نظرت إلي بشك واستطردت: «ولكن، أنت تعلم حالتها ولا أعتقد بأنها سترغب في رؤيتك».

كذبت لأجلب استعطافها: «أتوسل إليك، إنه أمر بالغ الأهمية يتعلق بآشتون» وبالفعل أومأت لي بتردد: «حسنًا، سأخبرها بقدومك».

كانت ستذهب ولكنني أوقفتها بقولي بنبرة راجية: «سوف ترفض رؤيتي، أرجوك دعيني أقابلها بنفسي».

نظرت إلي برهة وأظن بأنها لاحظت حالتي الهلعة فنطقت بهدوء: «تعال معي» ثم بدأت بالصعود نحو غرفتها وعندما كانت ستفتح الباب لتدخل قاطعتها مستأذنًا بلطف: «أريد التحدث إليها بمفردي من فضلك»، فأومأت بتفهم وأردفت: «سأنتظر بالخارج بني، وآمل أن تتمكن من التحدث إليها».

شكرتها بنبل: «ممتن لك»، ومن ثم دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي بهدوء. جذب انتباهي صوت كايلي وهي تقول: «ساعديني أمي» كانت تحاول الجلوس على الكرسي المتحرك وحدها فشعرت بالشفقة عليها.

تقدمت وساعدتها في الجلوس على كرسيها وبالتأكيد تجاهلت نظراتها المتفاجئة من حضوري.

همست مطأطئ الرأس فور جلوسي على الأريكة المقابلة لسريرها:«أنا أعلم الحقيقة كايلي».

شعرت بها تحدق إلي بصمت تام ورأيت في عينيها نظرة الشفقة، يا للسخرية. رفعت رأسي لأنظر إليها، تنهدت وأردفت: «أعلم بأنها مجنونة».

لاحظت دموعها التي بدأت بالتكون بينما نطقت بضعف: «سوف تؤذيك».

صمت دقائق ثم سردت لها ما حدث معي وأن إليري كانت تتحدث مع اللاشيء على أنه والدتها، بل وتريد مني إلقاء التحية! نعم، هي كانت تتكلم مع الفراغ، كان المنزل خاليًا تمامًا!

طلبت بنبرة راجية: «هل يمكنني أن أحصل على تفسير؟ أرجوك» لأن عقلي سينفجر إذا لم أعرف ما الذي يحدث، وأنا متأكد بأنها تملك التفسير المنطقي لكل هذا.

رأيتها تتنهد بعمق ثم قالت بحزن ونبرة باكية: «هي السبب في جعلي مقعدة»، صمتت وهلة كأنها تتذكر ما حدث ثم أكملت بانتحاب: «لقد التحقت بالثانوية في العام الثاني، كانت من النوع الهادئ الذي لا يحب الاختلاط كثيرًا ولهذا كانت الأكثر عرضة للتنمر في الثانوية، في الحقيقة دائمًا ما كانت تتجاهل أفعال الطلاب بهدوء غريب، وعندما زاد الوضع عن حده قررت التدخل بصفتي قائدة فريق المشجعات بالإضافة إلى أنني شعرت بالشفقة عليها، لقد كنت الأكثر غباء صدقًا! أبعدت المتنمرين عنها فأصبحنا بذلك صديقتين، ويومًا بعد يوم ازدادت صداقتنا متانة، وتبين لي بأنها ودودة جدًّا، لا أنكر أنها تتصرف بغرابة في بعض الأحيان وأنها تنسى ما تقوله أو تفعله في أحيان أخرى، ولكنني أحببتها وعاملتها كأخت لدرجة أنني نسيت صديقاتي الأخريات، فكل شيء بدأ يتمحور حول صداقتي بإليري اللطيفة فقط».

My own world || عَالَمِي الخَاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن