من مات أبوه فقد الأمان
ومن ماتت أمه فقد الحنان
اسبوعين علي تلك الحاله بين البكاء الصامت احياناً والهستيري احياناً اخري حتي استطاع الأطباء ان يجعلوعها تتكلم وتخرج قليلاً من شرنقة حزنها كانت عمتها تلازمها اول ايام فيهما ومن ثم تعبت من كثره بكائها لأنها كانت تبكي معاها دائماً فرحلت وتركوها جميعاً بمفردها لتواجه الحياه لأول مره وحدها بدون عائله بدون سند وأمان وحنان بدون حتي صديق فلم يعرف أحد ما حدث إلا القليل خرجت من المستشفي أرادت الذهاب لبيتها ولكنهم رفضوا واصروا ان تذهب معهم
(تقسيم المنازل كانوا ثلاث منازل في نفس الحي
أولهم كان منزل جدها كان اربع شقق اول دور كان للتجمع العائلي فقط اما الثاني فقد كانت تسكنه عمتها والثالث والرابع مغلقين وكانوا لوالدها اما المنزل الثاني فقد كان اربع شقق يسكنه عمها عثمان واولاده الثلاثه والمنزل الثالث كان شقتان فقد إحداها لعمها عادل والاخري لمحمد)
عند وصولها الحي
عثمان: يلا يا بنتي تعالي اقعدي معايا
فرح: لا ياعموا شكراً انا هقعد في شقتنا المقفوله
عثمان: لا يا بنتي مينفعش تقعدي لوحدي
فرح :ارجوك يا عمي انا جيت مع حضرتك زي ما طلبت فسبني اقعد في الحته اللي عايزها
عثمان: يا بنتي
فاتن مقاطعه: انا عندي حل انتي تقعدي معايا في شقتي يا بنتي واهي أقرب شقه لشقتكوا القديمه
فرح: يا عمتو بس
عادل بزعيق: خلاص بقى يابت اسمعي الكلام
فرح: حاضر يا عمو
في داخل شقه عثمان
عادل: البت دي شكلها كدا وارثه دماغ اخوك النشفه وهتتعبنا
عثمان: بس براحه عليها شويه يا عادل راعي ظروفها
عادل: انا خايف دلعنا فيها يبوظها ومتنساش انها بقت مسؤليتنا وفي وشنا لحد ما تتجوز
عثمان: اه مش ناسي ربنا يقدرنا ونبقي اد المسؤليه
عادل: ومتنساش كمان فلوسها
عثمان: فلوس ايه
عادل: انت ناسي انه اخوك كان فاتح شركه مع صحبه غير التلات شقق بتوعهم
عثمان: واحنا مالنا يا عادل دي فلوس اخوك وحق بنته
عادل: ما هي عشان فلوس اخونا لازم نحافظ عليها احسن عيل من بتاع اليومين دول يلف علي البت و ياخد كل حاجه
عثمان: عندك حق طب والعمل ياخويا
عادل بابتسامه خبيثه: انا عندي الحل
في شقه فاتن
تجلس فرح علي السرير ودموعها تنهمر علي وجنتيها بصمت وعقلها مليئ بالذكريات وتحمل صوره لهم الاربعه
فرح ببكاء: وحشتوني اوي وحشني حوارتنا اللي ماكانش بتخلص ياماما وبابا علي طول اللي كان يسكتنا ووحشتني فرحتي منك يابابا مش هلاقي حد يقولهالي من بعدك ووحشني هزرنا يانينو اللي كان بينتهي دايما بزعيق ماما عشان نبطل وحشتوني كلكو اوي
ثم تضع رأسها علي وسادتها لتنام وتهرب من أحزانها كحالنا جميعاً عندما نحزن لم تكن تستيقظ إلا لتصلي فروضها وتنام مره اخري
بعد عصر اليوم التالي
ارتدت فرح ملابسها التي تتسم بالسواد وخرجت من غرفتها
فاتن: راحه فين يا بنتي
فرح: راحه ازورهم
فاتن: طب قولي لعمك الاول اوعي تنسي
فرح: حاضر يا عمتو
في شقه عثمان دخلت فرح
فرح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك يا عمو
عثمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بخير الحمد لله يا بنتي انتي عامله ايه
فرح: الحمد لله انا كنت جايه اقول لحضرتك اني هروح ازور اهلي
عثمان: هتروحي لوحدك يافرح لا مينفعش يا بنتي المغرب كلها ساعتين وهيأذن خدي حد معاكي
فرح: عادي يا عمو انا كنت بشتغل وبرجع بعد العشاء كمان من برا متقلقش عليا
عثمان: لا يافرح خدي محمد معاكي زمانه جه من شغله
فرح: يا عمو انا
عثمان: خلاص يافرح هي كلمه
فرح: حاضر يا عمو
اتصل عثمان بمحمد يخبره ان يذهب مع فرح وبعد نص ساعه حضر محمد
فرح: معلش يا محمد هتعبك معايا بس والله عمو اللي أصر
محمد: انتي هبله يابت انتي اختي يلا
فرح: معلش يا محمد ناخد تاكسي
محمد: بردوا مش هتبطلي تفكيرك دا حاضر ياستي
خارج المقابر
فرح: معلش يا محمد خليك هنا انا عايزه اقعد معاهم لوحدي
محمد بحزن: حاضر
ودخلت فرح وهي تردد (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا ان شاء الله تعالي بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافيه) حتي وصلت للقبر المكتوب عليه اسم أمها وابيها واختها فأول ما وقعت عينيها علي أسمائهم حتي انهارت باكيه ونزلت علي ركبتيها كأنها الي الان لم تكن تصدق ما حدث ولكنها تيقنت فقط برؤية أسمائهم هنا
فرح ببكاء: ااااااااااه ياااااااارب ماخدتنيش معاهم ليه ليه خلتني لوحدي يااارب هما ليه سبوني لوحدي انا مليش غيرهم انا حتي مشفتهمش قبل مايدفنوهم حتي مش عايزين تودعوني هونت عليكم يا بابا انت وماما هونت عليكي يانينو يارب خدني ليهم وريحني
ثم رقدت علي جانبها موجهه وجهها للقبر واغمضت عينيها فشعرت بالأمان لوجودهم بقربها وذهبت في ثبات عميق
وربما يكون أكثر الأماكن رعباً ولكن لوجودهم قربك فيصبح أكثرهم أماناً بالنسبه لك
وبعد مرور ساعه ومع اقتراب أذان المغرب شعر محمد بالقلق لتأخرها فذهب ليطمئن عليها ويأخدها ليرحلوا وعندما وجدها نائمه امتلئت عيناه بالدموع واقترب منها ليوقظها
محمد: فرح يافرح
فرح: ههه ايوا يا محمد
محمد: انت نمتي كدا ليه
فرح وسقطت دموع عينها: وحشوني اوي حسيت كدا هبقى أقرب ليهم
محمد: ادعلهم يافرح
فرح ببكاء: سبوني لوحدي ليه يا محمد محستش بقيمتهم غير لما راحوا مني انا ولا حاجه من غيرهم
محمد: ارضي بقضاء ربنا يافرح وبعدين احنا كلنا معاكي وانا مش اخوكي برضو عارف اني مقصر معاكي بس غصب عني والله
فرح وهي تمسح دموعها: ولا يهمك وبعدين انت اخر حد باقيلي انت عارف غلاوتك عندي
محمد: طب يلا بقا احسن الدنيا بتليل وانا بخاف انا مش عارف انتي جالك نوم هنا ازاي
فرح مبتسمه: يلا يا جبان
محمد بضحك: بت احترميني انا الكبير
فرح: امشي ياض من هنا
ورحلا إلي المنزل
في شقه التجمع العائلي
فرح تصعد السلالم وجدت عثمان ينادي عليها
عثمان: يافرح
فرح: ايوا يا عمو
عثمان: تعالي يابني خالك حامد هنا
(حامد خال فرح الوحيد رجل في أوائل الخمسينات لديه خمس أبناء صغار يعيشون معا في شقه صغيره حيث ان حالته الماديه متعسره)
فرح: خالو وارتمت بأحضانه
حامد: ازيك يافرح يا بنتي عامله ايه
فرح: الحمد لله ياخالو
حامد: البقاء لله يا بنتي شدي حيلك واجمدي كدا
فرح: ربنا يقويني بقى ياخالو
حامد: انا جتلك المستشفي بس مكنتيش داريه بحد اول اما عرفت انك خرجتي جتلك علي طول
فرح: ربنا يخليك ياخالو
وبعد مكوث حامد ما يقرب من الساعه مع فرح ودعها ورحل وعندما كانت علي وشك الصعود لأعلي وجدت صديق والدها الوحيد وشريكه أيضا قد حضر مع زوجته ليطمئنوا عليها
(صادق صديق أحمد والد فرح منذ زمن بعيد لذلك فرح تعرفه جيدا وأيضا تعرف زوجته حنان فقد أتت إلي منزلهم بصحبته أكثر من مره لديهم ابن وبنت وقد تعرفت فرح علي ابنتهم في أحد المرات)
صادق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا ازيك يا عمو اتفضل
عثمان: اتفضل ياصادق عامل ايه
صادق: الحمد لله بخير
فرح: ازيك يا طنط
حنان: الحمد لله يا بنتي انتي عامله ايه
فرح: الحمد لله بخير
صادق: البقاء لله يا بنتي
فرح: الدوام لله يا عمو
حنان: ادعيلهم كتير يافرح الدعاء الحاجه الوحيده اللي بتوصل للميت بصي انا هقولك دعاء كويس
(اللهم ارحمهم واغفرلهم وأكرم نُزلهم ووسع مدخلهم ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلهم بالبرد والماء والثلج اللهم أبدلهم داراً خيراً من دارهم واهلاً خيراً من أهلهم وزوجاً خيراً زوجهم اللهم أدخلهم الجنه وأعذهم من عذاب النار وعذاب القبر)
حنان مكمله: لو عايزه اكتبهولك هاتي ورقه وقلم
فرح: حاضر يا طنط ربنا يخليكي
صادق: خدي دول يافرح
فرح: ايه دول يا عمو
صادق: دول فلوس ابوكي من الشركه في الشهرين اللي فاتوا ولو عايزه تبعتي حد الشركه يتابع معايا او تيجي انتي فدا حقك يا بنتي
في هذه الأثناء حضر عادل وقد أستمع لما قاله صادق
فرح: لا ياعمو بابا الله يرحمه كان بيثق في حضرتك جدا وانا كمان بثق في حضرتك
عادل: يافرح يا بنتي دي ملهاش علاقه بالثقه كدا الشغل هيتقل علي عمك صادق وبعدين دي فلوسك لازم انتي اللي تشغيلها
فرح: لا يا عمو انا مش عايزه اشتغل دلوقتي
عادل: خلاص هخلي محمد يروح هو
فرح: اولا محمد عنده شغله وانا مش عايزه اعطله ثانيا هو ميعرفش حاجه في شغل بابا وعمو خالص
عادل: ان كان علي الشغل ياخد اجازه او حتي يسيبه ايه يعني وبعدين عمك صادق موجود يعلمه الشغل ولا ايه ياصادق ياخويا
صادق: اه طبعا
فرح: خلاص هفكر واشوف محمد بردوا
صادق: طب تمام نستأذن احنا بقى
وبعد رحيلهم
عادل: استني يافرح انا وعمك عايزينك
فرح خير يا عمو
عثمان: طبعا يا بنتي انتي عارفه احنا بنحبك ازاي وعايزين مصلحتك
فرح: اه طبعا يا عمو
عثمان: عشان كدا قررنا بعد موافقتك ط
عادل: مقاطعا قررنا نجوزك
فرح بصدمه وهي تنهض من مكانها: تجوزوني......
أنت تقرأ
ليتني قابلتك اولا
Любовные романыنكن متفائلين محبين للحياه ثم يأتي ألما يدهسنا يعصر قلوبنا عصرا يحطم كل جميل فينا حتي نظن ان الحياه انتهت وان الموت افضل من تلك الحياه البائسه ...ومن ثم يبعث الله لنا نورا املا جديدا شمسا وسط الضباب تكن الجابره لكسرنا المنقذه لأرواحنا المصلحه لقلوبنا...