الفصل الخامس

95 1 0
                                    

واذا قُلبت حياتك فجأه فإعلم ان الله لم يقلبها إلا ليعيد ترتيبها بأحسن مما كانت عليه
فرح: انا موافقه
ثم سقطت دمعه من عينها لم ينتبه لها إلا هذا الذي كان ينظر إليها لأول مره بعد أن وافق على زواجه منها
عادل بزعيق: يعني هي بقت كدا ما انا قولت انك شايفالك شوفه ما كنتي قلتي من الاول
اما هي فنظرت له بصدمه وخرجت تجري من الغرفه
يوسف بحده: ايه اللي حضرتك بتقوله دا
فنظر إليه عادل ثم خرج وتركهم
فالتفت يوسف إلي عثمان وقال
يوسف: ابعت هات المأذون ياعم عثمان
وبعد انتهاء كتب الكتاب أخذت فرح حقيبة ملابسها وودعت عثمان وفاتن ورحلت مع صادق ويوسف
في السياره
كانت تجلس في الخلف ودموعها تجري علي وجنتيها وهو كان يراقبها من خلال المرآه ثم التفتت لصادق وقالت
فرح: عمو لو سمحت روحني بيتنا اللي في ........
صادق: لا يا بنتي مينفعش تقعدي لوحدك
فرح ببكاء:  بالله عليك يا عمو
صادق: خلاص يا بنتي انتي حره انتي اجوزك
فصمتت ولكنها ظلت تبكي بصوت عالي
بعد عده دقائق
يوسف بصوت حازم: لو بطلتي عياط هروحك
فصمتت علي الفور ولكنه كان يري انها مازالت تبكي
وبالفعل اوصلها إلي منزلها فأخذت حقيبتها وشكرت صادق وصعدت ولم تُعيره أي انتباه حتي انها إلي الان لم تنظر له
في السياره
صادق: ليه يا بني سبتها تقعد لوحدها
يوسف: بص يا بابا انا عايزها تيجي بمزجها وانا بكره هاجي اخدها بمزجها
صادق: دا ايه الثقه دي
يوسف بإبتسامه: لاني فاهم هي بتفكر ازاي دلوقت هي حاسه ان اهلها طردوها فكرمتها وجعاها لازم تبقي لوحدها شويه
اما هي فكانت في حاله يرثي لها فصوت بكائها يملئ الشقه وهي تفكر في كلام اعمامها
-تكتب الكتاب علي طول وتتحمل انت مسؤليتها 
-كتب الكتاب يبقى النهارده وتخدها معاك
الهذه الدرجه اعمامها يروها عبء عليهم الهذه الدرجه لا يريدونها بينهم اذا لما أصروا ان تبقي معهم ثم توقفت عند جمله عمها عادل الاخيره
-انا قولت انك شايفالك شوفه ما كنتي قلتي من الاول
الهذه الدرجه يراها فتاه سيئة وماذا عن ذلك الغريب الذي تزوجته كيف سيراها بعد أن قال عمها عنها هذا ولم تتحمل أكثر فظلت تبكي هي وافقت علي زواجها منه حتي لا تكون عبء على احد ولكي تستطيع تركهم ليس إلا ولكن لما وافق هذا الغريب علي زواجهم ظلت تفكر حتي أذان الفجر فقامت وصلت فرضها ونامت مكانها
في اليوم التالي
استيقظت علي طرق الباب فخافت لأن لا أحد يعرف انها هنا فإقتربت من الباب وتحدثت بصوت هامس
فرح: مين
يوسف: انا يوسف ثم سكت قليلا وفكر انها ربما لم تنتبه لاسمه امس فأكمل انا يوسف صادق .......جوزك
فتحت فرح الباب بتردد ثم نظرت لذلك الواقف امامها هي لم تكن متأكده اذا كان هو ام لا فهي امس لم تنظر إليه أبدا وكأنه قرأ ما يدور داخل عقلها فوجدته يخرج محفظته ويريها بطاقته ثم قال
يوسف بإبتسامه: اتأكدي انه انا ممكن ادخل
فرح بتردد: انا هنا لوحدي
نظر إليها بإستغراب ثم قال بشئ من الحزم
يوسف: اولا انا جوزك ثانيا ممكن تسيبي الباب مفتوح
ولم ينتظر ردها ودخل نظر لها وعلم انها بكت كثيراً من عينها المتورمه
اما هي فكانت تقترب منه بشئ من الخوف فهي لا تعرف هذا الشخص الذي تزوجته وجدته ينظر إليها فأخفضت رأسها ارضاً ثم وجدته يقول
يوسف: ممكن تغسلي وشك و تيجي نتكلم
فرح بقليل من الدهشه: حاضر
وعندما ذهبت للحمام ووجدت عينها متورمه علمت لما أخبرها بذلك ثم جاءت وجلست علي كرسي بعيد عنه فأشار لها ان تجلس علي الكرسي بجانبه فأطاعته لخوفها منه
شعر بخوفها فإبتسم ثم قال
يوسف: ممكن تبصيلي
فرفعت وجهاها إليه بخجل
يوسف بإبتسامه: ممكن نبدأ من الاول احنا نعتبر دي رؤيه شرعيه
فنظرت إليه بإستغراب
يوسف موضحاً: يعني احنا اتجوزنا ومنعرفش حاجه عن بعض دلوقت كل واحد يبدأ يعرف التاني عن نفسه
لم يتلقي منها رد فضحك وقال
يوسف: واضح اني هتكلم لوحدي انا يوسف صادق الراوي عندي ٣٠ سنه متخرج من كليه هندسه اشتغلت خمس سنين في شركه اشتغلت اخر سنه ليا في الكليه تدريب واتنعينت اول اما اتخرجت وبعدين فتحت شركه هندسه صغيره من تلات سنين والحمد الله بتكبر كل يوم عن اللي قبله وعندي شقه جاهزه اه وعلي فكره  بابا فاتح باباكي في موضوع جوزنا قبل الحادثه بكام يوم وباباكي قال انه هيفتحك في سفركوا
وهي بذكره اباها امتلئت عيناها بالدموع فأكمل
يوسف: انا بقولك دا عشان تعرفي ان انا كنت عامل استخاره اكتر من مره وكنت حاسس براحه وخصوصا لما سمعت كلام امي واختي عليكي انك محترمه ومؤدبه بس طبعا الكلام اتقفل بسبب اللي حصل لحد لما بابا فاتحني في الموضوع اول امبارح و امبارح اما شوفتك حسيت براحه اكبر وان انا اخدت قرار صح لما قولت لعمك اني موافق اتجوزك يعني انا متجوزتكيش لا جدعنه ولا شفقه ونفسي تدي لجوزنا فرصه
اما هي فكانت في حاله صدمه شديده فكل ما قاله الان هي بالفعل فكرت به وآخر قرار اتخذته ان تنتظر قليلا ثم تنهي هذا الزواج ولكن بعد كل ما قاله هي حقا لا تعرف ماذا تفعل
يوسف: فرح انتي سمعاني
فرح بصوت هامس: اه
يوسف: طب ممكن اطلب طلب
هزت رأسها بمعني اجل
يوسف: ممكن تلمي حاجاتك و تيجي معايا انتي دلوقتي مراتي يعني من واجبي حمايتك وقعادك هنا لوحدك هيقلقني عليكي
رفعت نظرها إليه وجدت الصدق في عينه وعندما وجد هو بعض التردد في عينها فأكمل
يوسف: انا اكيد عارف انك لسه مش متقابلاني في حياتك عشان كدا انتي هتقعدي مع بابا وماما ونور وانا هقعد في شقتي اللي فوقيهم علي اما تخدي قرارك في موضوع جوزنا ونكون ادينا لبعض فرصه نعرف بعض اكتر وكدا هكون مطمن عليكي
فرح عندما وجدت كل هذا الصدق في عينه وافقت وهي لا تعرف لما ربما لأنها شعرت بالأمان الذي افتقدته منذ  موت والدها
وعندما ركبا المصعد دخلت فتاه تلبس ملابس ضيقه جداً اما فرح وجدت نفسها تنظر نحوه لكي تراه كيف سيتصرف فوجدته أخفض بصره أرضا ولم يرفعه حتي خرجوا من المصعد فرحت بتصرفه ولكنها شكت ان يكون قد رأها وهي تنظر نحوه لهذا تصرف هكذا فقررت إلا تتعجل في الحكم عليه وتجعل الايام القادمه هي التي تحكم بينهم حيث انها قد قررت عندما كانت ترتدي ملابسها انها ستعطي زواجهم فرصه اخري كي لا تسمي مطلقه بهذا السن ولأنها تعلم ان هذا سيحزن اهلها في قبرهم
كان يوسف يقود السياره ثم توقف فنظرت حولها وجدت متاجر فقط فالتفت إليه وقالت
فرح: احنا فين
يوسف: هننزل نشتري الشبكه والدبل
فرح بتوت:ر لا انا مش عايزه حاجه
يوسف: دا حقك يافرح يلا ومش عايز اعتراض
نزلا من السياره فظلت تمشي خلفه ودخلا إلي احد متاجر الذهب وبعد أن تحدث يوسف قليلا إلي صاحب المتجر
يوسف: يلا اختاري اللي يعجبك
فظل صاحب المتجر يعرض عليها الكثير من القطع الذهبيه ولكنها كانت تكتفي بهز رأسها والابتسام حتي فقد يوسف الامل في انها سوف تختار شيئاً فإختار بالنيابه عنها الشبكه والدبل وحين أراها إياهم شعر بإعجابها بهم بسبب تلك الابتسامه التي ظهرت علي شفتيها ثم اخذها وركبا السياره فالتفت يوسف إليها وقال
يوسف: هاتي ايدك
فنظرت إليه لتفهم سبب هذا الطلب
يوسف بإبتسامه: هلبسك الدبله
فرح بتلعثم: اص اصل يعني
اما هو فزدادت ابتسامته لرؤيته لها علي تلك الحاله ولاجل تلك الحمره التي كست خديها فزادتها جمالاً فقام بسحب يدها والبسها الدبله ولم تخفى عليه تلك الرعشة التي أصابتها حين لامست كفه كفاها  ثم قال
يوسف: خدي لبسيني الدبله
ولكنه حين وجدها ازدادت احمراراً فضحك وقال
يوسف: خلاص هلبسها انا
ثم بدأ بقياده السياره مره اخري وكل منهما شارد في عالم آخر
فرح في نفسها وهي تنظر لتلك الدبلةالتي تزين إصبعها: ايه دا انا حاسه قلبي هيقف دا كله عشان لمس ايدي بس دي اول مره حد يلمس ايدي اول مره ابقى مع واحد لوحدي اصلا ثم نظرت ايه وجدت ابتسامته مازالت علي وجهه فأدارت وجهها وابتسمت ونظرت إلي الخارج
اما يوسف فكان أيضا يفكر
يوسف لنفسه: مالك يا يوسف من ساعه ماشوفتها امبارح وانت مش علي بعضك ماهي اصلها حلوه اوي ولما احمرت دلوقت كانت احلي كان نفسي أبوسها من خدها الاحمر دا ايه اللي انت بتقوله دا عادي بقي دي مراتي انا شكلي هحبها حتي لما شفتها امبارح بتعيط حسيت قلبي وجعني يارب لو فيها خير ليا حببني فيها وحببها فيا واجمع بينا في خير
ثم توقف بالسياره مره اخري فالتفت إليه فرح بصدمه قائله
فرح: احنا ايه اللي جبنا هنا
يوسف.................

استغفرك ربي واتوب اليك

انتهي البارت

ليتني قابلتك اولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن