((يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))
[ البخاري عن أبي هريرة]
فرح ببرود: ممكن تروحني
صعق يوسف من ردها البارد هذا لم يتخيل أن يكون ردها هكذا أبدا لم يقل شئ بل نهض واخذها ورحلا
قبل عدة ساعات في سياره محمد
محمد لنفسه: انا حاسس اني غلط يوسف شكله بيحب فرح بجد نظرة الغيره اللي في عنيه بتقول كدا حتي فرح بتسمع كلامه دي بقت تحط حدود بينا اكتر من الاول وقبل ما تضحك تحط ايديها علي بقها عشان مطلعش صوت دي مش فرح العنديه اللي اعرفها اللي مكنتش بتسمع كلام حد غير باباها فرح بتحبه هي كمان يارب دلني يارب
بعد مرور يومين
لم تخرج فرح من غرفتها إلا في حاله عدم وجود يوسف كانت تفكر في حقيقه مشاعرها تجاهه ويوسف كان يفكر ان يقتحم غرفتها من كثرة اشتياقه لها ولكنه يتراجع دائما فهو لا يريد أن يندم فيما بعد
وفي اليوم الثالث خرجت فرح من غرفتها فقد اتخذت قرارها ولكن وجدت يوسف ذهب لعمله فذهبت بمفردها لعملها وعند خروجها أرسلت له رساله تخبره انها سوف تذهب لزياره اعمامها فوافق وأخبرها ان تنتظره هناك فسيأتي ليأخذها
دخلت فرح وسلمت على عمها عثمان وعمتها بإشتياق وجلست معهم قليلا واخبراها ان محمد مريض منذ يومين فذهبت لزيارته
في غرفه محمد
دخلت فرح وجدت محمد وجهه شاحب وعينها منتفخه ففزعت
فرح: الف سلامة عليك يا محمد
محمد بصوت مبحوح: الله يسلمك يا فرح
فرح: انت روحت للدكتور يا محمد
محمد وعيناه امتلئت بالدموع: اه وقال اني كويس
فرح: انت بتكدب يا محمد
هنا انهار محمد باكيا
محمد :انا عندي سرطان في الرئة يافرح انا هموت يافرح انا معملتش حاجه اقابل بيها ربنا
وفي تلك اللحظه وصل لهاتف فرح رساله كانت من يوسف يخبرها انه بالخارج خرجت فرح من الغرفه دون أن تتفوه بحرف
ركبت فرح السياره دون أن تنطق وظلت تفكر
فرح بمراره: ليه كل اللي بحبهم بيسبوني حتي محمد هيموت ويسبني ثم فرت دمعه من عينها كدا مفضليش غير ثم التفتت ليوسف وأكملت يوسف لا انا مش عايزه اخسرك انت كمان انا صحيح قولت اني هقولك اني عرفت اني بحبك وانك بقيت جزء من حياتي وانك وحشتني اوي في اليومين اللي فاتوا لكن انا عايزاك متموتش انت كمان انا عايزاك تفضل موجود اقدر اشوفك لما توحشني حتي لو من بعيد
وصلا للمنزل كاد يوسف ان ينزل من السياره فتحدثت فرح قائله
فرح: استني يا يوسف انا عايزاك
يوسف: خير يا فرح
فرح: انا فكرت في الكلام اللي قولته اخر مره وبقولك انا اسفه يا يوسف انا مش هستحمل غيرتك ولا عصبيتك عليا كل شويه مش هستحمل تهين كرامتي بحجه انك بتحبني دا غير اني ثم ضغطت علي كفها بقوه وهي تكمل مش ببادلك نفس الشعور عشان كده طلقني
مر اسبوع
تم حجز نور في المستشفي لتجهيزها للعمليه
محمد مازال بداخل غرفته يبكي علي حاله
اما فرح ويوسف فلم يتطلقا بعد بناء علي طلب فرح في ذلك اليوم ان يؤجلا طلاقها حتي عمليه نور وها هو مر اسبوع ولم يتحدث أحدهما للاخر مما أحزن فرح كثيرا شعورها بأن يوسف سينفذ رغبتها بالفعل ظلت طوال هذا الاسبوع تبكي علي اهلها ومحمد ويوسف اما هو اغرق نفسه في العمل حتي لا يفكر بها ومع ذلك لم تغب عن باله
في شقه عادل
دخل عادل غرفة محمد وتحدث قائلا
عادل بزعيق: انت هتفضل قاعد كدا و سايب الواد الصايع دا يلف علي بنت عمك
محمد: اه هو بيحبها
عادل بزعيق: انت اكيد اتهبلت يا محمد يعني هتسبهاله ياخد فلوسها ويرميها
محمد: اه هسبهاله هو هيقدر يحميها وبعدين ليه متكنش انت اللي عايز فلوسها دي عشان كدا فاكر الناس كلها زيك
نزلت يد عادل علي وجه محمد بصفعه مدويه وهو يقول
عادل بزعيق: اخرس يا كلب انا اكيد معرفتش اربيك بس هربيك من اول وجديد
محمد بضحكه عاليه: مش هتلحق اصلي هموت هو انا مقولتلكش
نزلت دموعه وهو يكمل اصل عندي سرطان في الرئة
عادل بصدمه: ايه
محمد ببكاء: انا هموت وهسبلك كل حاجه وانت السبب دا عقاب ربنا لينا علي اللي كنت عايزني اعمله في اليتيمه واخرب بيتها منك لله منك لله
ثم علي صوت بكاءه وترك المنزل وخرج اما عادل فلم تحمله قدماه أكثر فوقع أرضا وكلمات محمد تتردد في أذنه ثم انهار باكياً وهو يردد
عادل ببكاء: ايوا انا السبب انا السبب يارب انتقم مني انا محمد لا يارب محمد لا انا عملت دا كله عشانه دا ابني الوحيد يارب
في غرفه نور بالمستشفي
دخل الطبيب وهو يقول
الدكتور: صباح الخير
نور: صباح النور يا دكتور عمر
دكتور عمر: شاب في الخامسه والثلاثون من عمره اخد الدكتوراه من ألمانيا ويعيش حاليا هناك وهو الطبيب الذي حضر لأجل عمليه نور
عمر: عامله ايه النهارده
نور بضجر: زهقانه
عمر بإبتسامه: معلش كلها كام يوم وتعملي العمليه ومش هتزهقي بعدها أبدا
نور بشك: هو انا هخف بجد يا دكتور يعني الامل كبير
عمر: الإشاعات والتحليل بتقول اه كبير بس لازم املنا الأكبر يكون في ربنا ولا ايه يا انسه نور مفيش حد بيحط امله في ربنا ويخذله
نور: اه طبعا وانا عارفه ربنا عمر ماهيديني امل عشان يكسر قلبي ابد
عمر بإبتسامه: بالضبط كدا خليكي محافظه علي الروح المعنوية العاليه دي لحد العمليه هنحتاجها
خرج عمر من عند نور ووقف أمام باب الغرفه وابتسم وهو يقول
عمر: يارب ما متخذلهاش
ثم سكت قليلا واكمل ولا تخذلني انا كمان
في شركه يوسف
يوسف: وهو يخبط على المكتب يعني ايه
احد المهندسين: يا باشمهندس احنا لما ملقناش حل جينا لحضرتك يمكن تلاقي حل
جلس يوسف علي كرسيه وهم يتمتم
يوسف: حل ايه دول مليون جنيه
في اليوم التالي
ذهب عادل مع محمد للمستشفي لكي يبدأ علاجه الكيماوي واتصل عادل بفرح يعتذر لها عما بدر منه من قبل وطلب منها ان تدعي لمحمد بالشفاء
بعد مرور عدة أيام
قررت فرح ان تذهب لزياره نور ومحمد بالمستشفي وحين وجدت يوسف عند نور طلبت منه أن يرافقها في زياره محمد فوافق كان محمد في ذلك الوقت يتلقي احد جلسات الكيماوي ويصرخ بألم وحين استمعت فرح لصراخه انهارت باكيه وهي تتشبث بيوسف وتقول
فرح: قولي يا يوسف انه هيبقي كويس قولي انه هيخف قولي انه مش هيموت هو كمان ويسبني هو قالي انه هيفضل جمبي ليه رجع يقول انه هيموت ثم فقدت وعيها بين يدي يوسف
بعد عدة ساعات
افاقت فرح من المهدئ الذي حقنها به الطبيب فوجدت يوسف بجانبها ويمسك يدها فشددت علي يده وهي تقول
فرح: محمد بقي كويس يا يوسف
يوسف بإبتسامه: اه ومستنيكي تروحيله
في غرفه محمد
دخلت فرح الغرفه يتبعها يوسف
فرح بإبتسامه وعينها مليئة بالدموع: الف سلامة عليك يا محمد
محمد بتعب: الله يسلمك يا فيرو
فرح بغيظ: رخم حتي وانت عيان
محمد: لو مش انا اللي يرخم عليكي مين اللي هيرخم يوسف عاقل مش بتاع الحركات دي ولا ايه يا يوسف
فرح بإبتسامه: لا انت متعرفهوش
محمد: خلي بالك منها يا يوسف فرح اختي الصغيره
فرح: متقلش كدا يا محمد انت مش هتسبني
محمد بإبتسامه: يابت انتي هبله انا هخف يافرح انا واثق في ربنا انه هيديني فرصه تانيه أصلح فيها نفسي دا وعد يافرح انا هخف
ثم عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي خرج فيه بعد شجاره مع والده فقد دخل المسجد وقد كان الخطيب يتحدث عن الثقه بالله وان الله لا يخذل أبدا من لجأ إليه شعر انها رساله موجهه إليه من الله
عوده للوقت الحاضر
خرج يوسف من الغرفه ليذهب ليودع عائلته قبل رحيله بينما ظلت فرح قليلا مع محمد والذي اكتسبت منه الثقه بالله التي كانت تفتقدها خرجت فرح من الغرفه وفي طريقها لغرفه نور وجدت يوسف يتحدث مع صادق واستمعت للحوار التالي
صادق: والله يابني عمليه اختك خدت كل الفلوس اللي كانت معايا لو معايا مكنتش هتأخر عليك يا يوسف
يوسف: اكيد يا بابا ربنا يحلها من عنده
صادق: طب مفيش حد تستلف منه
يوسف: دول مليون جنيه يا بابا مين هيسلفني مبلغ زي دا خليها علي الله
دخلا كلاهما غرفه نور ولحقت بهم فرح بعد قليل
في ذلك اليوم لم تنم فرح بل ظلت تفكر في كلام محمد عن الثقه بالله وان خوفها من فقدان احبتهاكان قله ثقه بخالقها فهو خير حافظ ظلت تستغفر ربها لسوء ظنها به طول الليل وفكرت في علاقتها بيوسف مره اخري وقد اتخذت قرار لن ترجع فيه ابدا
في المستشفي
فى غرفه نور
دخل الدكتور عمر وكان صادق وحنان جالسان جلس عمر وتحدث قائلا
عمر: انا كنت عايز انسه نور في كلمتين وعايز حضراتكم كمان تسمعوني انا عمر عبد العزيز عندي ٣٥ سنه متخرج من كليه الطب جامعه القاهره سفرت ألمانيا خدت الماجيستير والدكتوراه واتعينت في مستشفي هناك دلوقتي انا معنديش غير والدي ربنا يبارك في عمره هو عايش معايا سواء هنا او برا انا اعجبت بأنسه نور ولما عرفتها اكتر اعجبت بأخلاقها وشخصيتها وروحها وحستها الإنسانه اللي تنفع تكون شريكة حياتي سواء العمليه نجحت ولا لا انا عايزك تكوني نصي التاني يا انسه نور استاذ صادق انا بطلب ايد انسه نور منك و هستني ردك
بعد خروج عمر من الغرفة نظر كلا من صادق وحنان لنور التي كانت في حالة صدمه ثم ترقرقت الدموع في عينها وهي تقول
نور: انا مش موافقه يا باباسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
انتهي البارت
دنيا عبد الرحمن
أنت تقرأ
ليتني قابلتك اولا
Romanceنكن متفائلين محبين للحياه ثم يأتي ألما يدهسنا يعصر قلوبنا عصرا يحطم كل جميل فينا حتي نظن ان الحياه انتهت وان الموت افضل من تلك الحياه البائسه ...ومن ثم يبعث الله لنا نورا املا جديدا شمسا وسط الضباب تكن الجابره لكسرنا المنقذه لأرواحنا المصلحه لقلوبنا...