الجزء 01

7.8K 251 22
                                    

العمل كسائقة سيارة أجرة أمر صعب حقا حيث أقابل كل أنواع الناس

وكوني فتاة ومحجبة كذلك لا يجعل الأمر أسهل

"أين تريد الذهاب سيدي؟"
سألت الزبون حين ركوبه السيارة، بالنضر اليه من خلال مرآة السيارة

أطال النظر الي قبل ان يخبرني بوجهته ولاكن عيناه لم تفارق كل حركة أقوم بها

لم امانع لأنني اواجه الكثير من النظرات ولكنني قررت التركيز في السياقة بدلا منه

"لم أتوقع أن يرسلوا فتات"
بدأ بالحديث مما جعلني أنظر اليه مجددا

"هل يشكل مشكلة بالنسبة لك؟"

"لا، لا على الاطلاق"

بعد ذلك لم أقل أي شيء أملة أن يفعل الشيء نفسه

وأمل فقط ان لا يكون مثل الاوغاد اللذين أوصلتهم من قبل لأنني لن أتردد في رميه خارج السيارة حتى ولو يفقدني ذألك عملي هذا

أوقفت التفكير في الموضوع بسرعة وقررت التركيز في الطريق لأن هذا العمل مهم جدا بالنسبة لي ولا يجب حتى التفكير في فقدانه أيا كان السبب

***********

في منتصف الطريق، هاتفه رن وفي عادتي لا أركز في حديث زبائني ولاكن وجدت نفسي أستمع لحديثه عندما تحول للتحدث بالفرنسية

لأن أحدا تخصصاتي في الجامعة كانت الفرنسية، وأنا متمكنة جدا منها. لذلك أثار فضولي ووجدت نفسي أتنصت لحديثه

على الهاتف: "لن تصدق الامر ولكنهم أرسلوا الي فتاتا ومسلمة فوق ذألك"

التحدث في لغة مختلفة أمر عاد لاكن التحدث على الاخرين فقط لأنهم قد لا يجيدون اللغة أو فقط أنهم لن يفهموا وقح جدا

على الهاتف: "لا ليس كذألك، ولاكن أنت تعرف كيف أشعر حيال البنات اللواتي يقودون السيارة"

عند سماع ذألك نظرت اليه عبر مرآة السيارة وبعثت له ابتسامه ماكرة تركته في حيرة

...تمسك جيدا

وضعت قدمي على البنزين وفي وقت قياسي أوصلته الى وجهته

نظرت خلفي لأجده متمسكا بالكرسي كأن حياته تتعلق به، وعيناه دائرية توشك على الخروج من مكانها

"لقد وصلنا سيدي"
ابتسمت وقلت له بكل لطف وكأن شيئا لم يحدث

أعشق السرعة ولاكن أحاول ألا أستعملها عندما يكون معي زبون لكنه استفزني بكلامه و في النهاية يستحق ذلك

لكنه لم يجبني وفتح الباب وخرج لاستنشاق بعض الهواء، متكأ على باب السيارة لحتى لا يسقط

خفت أن أكون قد أزدت الأمر عن حده فخرجت مسرعة لرأيته

"سيدي، هل انت بخير"

فتاتي المحجبة _ رواية تاهيونغ √ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن