" أهربُ من الجميع باحثاً عن نفسي "
عند استيقاضه صباح اليوم التالي كان مُرهقًا بشكل غريب جعله يشعُر وكأّن هنالك شاحنةً مُحملةً بأطنانٍ من الحديد قد دهسته مراتٍ عديدة وهو نائم على سريره.
هو تذّكر بأن عليه مقابلة تلك المرأة العجوز
(حسبما صور له عقله)
وقد ندم بشدة لقبوله اقتراح المدير السخيف في تلك اللحظة
هو حقًا سيبلغ السن القانوني الشهر القادم كما يتذكر
وبأمكانه تدبر أموره،
وهو كان يحارب بشّدة مساء الليلة الماضية التفكير بلماذا هو ابدى قبوله بمقابلة هذة المرأة حقًا؟
كان يُغلق جفنيه بالأمس حتى يتجنب التفكير بذلك ولكنه بمجرد استيقاظه راودته تلك الفكرة بشكل مُلّح وكأنها مطرقة تدقّ رأسه بكُل قوة ويتكرر صوت طرقها مؤكدًا على ضرورة الاجابة.في واقع الأمر كان هنالك نقطة صغيرة تكبر وتكبر وتستمر بالتضّخم بعقله لتظهر تلك الجملة
(أنت قبلت بذلك لأنك تفتقد ما أردته وهو الشعور بالحب)
ثم تعود هذة الجملة لتصغر وتصغر وتستمر بالتضآئل حتى تختفي ويعود لينكرها بداخله.
هو رجل ناضج ولن يحتاج لمشاعر حب بدافع الشفقة من امرأة أتت لتتبناه في وقت أصبحت به وحيدة.
مارفا لا يستطيع إيقاف عقله عن التفكير وهذا الاسوء
لأن هذة الكلمات الكثيرة تستمر بالظهور بحجم ضخم ثم تعود لتتضائل وهذا كان الاسوء مجددًا..مساء اليوم التالي تم استدعاءه من قبل المدير وطلب منه التوجه للساحة لمقابلة تلك المرأة وحسنًا هو منذ خروجه هّب هواءً بارد جعل من جسدِه يرتعش.
ولكنه بداخله أحب هذا الشعور
أحبه بشدة وود لو يستمر رغم كُرهه للبرد بشدة..