غرام اهل الصعيد

البارت السابع عشر

البارت السابع عشر من غرام اهل الصعيد
بقلمي/هدى سمير
*****************************************

ظلوا يلهون هنا وهناك حتى انهكهم التعب فقال عبدالرحمن وهو يلهث:-
-منكوا لله دا انا على وش جواز تبهدلوني كدا مكانش العشم
-انشف ياض
قلد نبرته معيداً كلامه بسخريه:-
-انشف ياض
تضايقت ليلى من حديثه معهم بسخريه منذ ان جاءهم فهتفت حتى يصمت وهي تقف :-
-عبده
-قلبه
-انا هروح التواليت وجايه بعد اذنكم
-بتناديني عشان كدا هروح انورلك بالكشاف يعني ولا ايه
نظرت له بضيق هاتفه :-
-دمك خفيف انت كدا يعني
-انا ماشيه
امسك بدها بشده موقفاً سيرها متسألاً :-
-انا مش بتكلم
-مش عاوزه اسمعك
-اتكلمي عدل يا ليلى
نظرت له بقوه متسأله :-
-ولو متكلمتش هتعمل ايه
-عاوزه تعرفي هعمل ايه
ظل رأفت جالساً يتابع شجارهم بأستغراب من سبب خناقهم ووقف على الفور عندما اشتد الحديث بينهم فقام ساحباً يدها منه قائلاً لها بهدوء:-
-روحي يا لولا التواليت يلا
انتظت حتى اختفت عن انظارهم فهتف رأفت متسألاً
-ايه ياعم فيه ايه لكل دا
-مفيش هى اللي مش عارف مالها فيها ايه
-طب اهدي محصلش حاجه لكل دا
-انا هادي جداً
نظر حوله لإختفاء ىغد وشمس دون ان يلاحظ :-
-اومال فين رغد اا اقصد البنات
هز رأسه بعدم معرفه واقفاً :-
-معرفش،انا قايم اشوف ليلى فين وحشتني جداً
-اتعدل ياعبدالرحمن انا قاعد
-طب ماانا قاعد وشايف عينك اللي هترشق رغد وساكت مش راضي ازعلك ادامهم عشان شكلك بس
تنحنح بإحراج مجيباً :-
-فين دا وبعدين اومال مين اللي وقعني من شويه ؟ مردودالك يابن رشدي
ثم اكمل متذكراً :-
-هو انت اتخانقت ليه انت و ليلى مع بعض اصلاً مش فاهم انتو كنتوا قاعدين حلوين ايه اللي جرى
-وانت مالك ياعم الحج خليك في قهوتك اللي بتشربها ونقطنا بسكاتك كفايه عينك ديي
-ايه قله الذوق دي انا غلطان اني اتكلمت اصلاً
-فعلاً عندك حق
-انا قايم ماشي من وشك عيل مستفز اخر حاجه
-فعلاً عندك حق
التف عائد له :-
-عبدالرحمن بلاش تخليها تهب عليك
-خليها تهب دا حتى الجو حر انت عارف بقى الشتا والمطره وحاجه حر
************
عادت فريده الي شقتها فوجدتها تعم بالفوضى كأن من يسكنها شاب مراهق وليس رجل متزوج ذهبت زوجته لزياره اهلها يومين فقط !
هزت رأسها بعدم فائده في فهو سيظل هكذا يقلب المنزل رأساً على عقب عندما يكون وحده بسبب جهله بمعرفه اماكن الاشياء
كادت ان تذهب الي المطبخ حتى تبدء به فوجدت باب غرفه النوم الخاصه بهم يفتح ويخرج منه هشام يتحدث بالهاتف دون ان يلاحظ وجودها
-انهارده على العشا كدا هاجي
-....
-ايوه في نفس المكان
-.....
-اوكي باي
انهي هاتفه وتوجه الي باب الشقه حتى يفتحه وجد الحقيبه الملابس الخاصه بفريده امام الباب فحملها على الفور ادخلها قائلاً بصوت عال وهو يبحث عنها في ارجاء المنزل:-
-ديداا انتي فين ؟ يا ديداا
استغربت فريده من معاملته تلك فقالت بهدوء وهى تنظف المطبخ:-
-انا هنا في المطبخ يا هشام تعالي
دلف الي سريعاً محتضن اياها قائلاً:-
-مقولتيش ليه كنت جيت خدتك انا
بادلت العناق بحب مجيبه :-
-افتكرتك نزلت الشركه فـ جيت انا
ثم اكملت بعتاب:-
-وبعدين انت اتغيرت خالص يا هشام فجأه وبدون مبررات اقولك ازاي بقى
-انا اسف
-اسف على ايه
-على كل حاجه تعالي
امسك يدها حتى جلست امامه فقال بعد عده دقائق من الصمت:-
-بصي انا عارف اني مقصر كتير واتغيرت من غير بسبب فأنا اسف جداً واوعدك اني هرجع هشام حبيبك بتاع زمان بس متمشيش تاني
هزت رأسها قائله بنبره باكيه:-
-يعني انا مشيت بمزاجي ..انا مشيت لما حسيت اني بتخنق وخلاص مفيش حد اتكلم معاه ..كنت متعوده اتكلم معاك انت ف لاقيتك اول واحد بعد عني وبعدك جابر اللي انشغل في تجهيز فرحه وشغله
احتضنها قائلاً بحزن:-
-انا اسف يا عمري سامحيني
-مبزعلش منك اصلاً
-حبيبي..وانا هعوضك عن كل دا وهاخدك ونطير كام شهرر
ابتعدت عنه قائله بفرحه:-
-بجد يا هشام هنروح فينن
-بجد ياعمر هشام..المكان اللي حبيبي يختاره هوو
**************
عادت شمس ورغد الي الطاوله الجالس عليها رأفت بملل هاتفين :-
-اومال الباقي فين
-سلمى اختفت معرفش راحت فين وعبده راح ورا ليلى .. اقعدوا
جلست رغد قائله بعبوس:-
-كله مشي اومال انت قاعد ليه
-امشي يعني !
-لا مش قصدها طبعاً
-تشربوا ايه
-نسكافيه بلاك
-عصير فراوله
غمز لها قائلاً:-
-احلى فراوله
ادرات رغد وجهها بخجل من غمزته لها بينما هتفت شمس بسخريه:-
-طب وبالنسبه للنسكافيه ولا انت مسمعتش
-حاجه زي كدا
انسحبت شمس بفرحه من مكانها عندما لاحظت نظرت رأفت لشقيقتها فقال رأفت بعدما ذهبت بمرح:-
-والله عندها نظر
انتبهت رغد لحديثه :-
-هى مين !
-شمس
-اه..طب انا هروح التواليت
_لا اقعدي عاوز اتكلم معاكي
-هتتكلم معايا في ايه هو احنا في بينا كلام
-جايز
-نعم !
-انتي ايه رأيك فيا
ارتبكت رغد من سؤاله المفاجئ فقالت :-
-رأيي فيك ازاي
-رأيك گ رغد في شخصيه رأفت اللي ادامك دا اللي هو انا
-رايي من ناحيه ايه
-يعني مثلاً لو اتقدمتلك بأذن الله هتوافقي ؟
-تتقدم لمين
انتفضوا على صوت يحيي والدها
-بابا
وقف رأفت بإحترام له ولاحظ ولده القادم معه هتف بصوت منخفض وصل لرغد :-
-ايه دا بابا كمان معاكوا ..استرها يارب
جلس والده امامهم مشيراً لهم بالجلوس
-اجعد ياولدي اجعدي يابنتي
-ازيك ياعمو
-اني تمام
-اومال فين الباقي
-سلمى هناك اهي و شمس بتجيب عصير
-وعبدالرحمن وليلى فين
-اهم ورا حضرتك عند الكافيه
*************
ذهب عبدالرحمن حتى يرى ما بها فوجدها متجهه نحو المرحاض الملحق بالكافيه فأسرع من مشيته حتى يلحقها قطع طريقها قائلاً بجديه بعدما منعها من الذهاب:-
-افهم بقى في ايه
-والله ! يعني انت مش فاهم في ايه
-مش فاهم في ايه بس فاهم انك نزلتي مع رأفت من غير ما تتعبي نفسك وتقوليلي
-واقولك ليه لما انا جايه اقابلك اساساً
-والله ! على اساس ان مخي صغير عشان اعاتبك على المره دي بس ..دا انتي روحتي تباتي عند خلاتك وقولت ماشي ونزلتي مع رأفت وعادي انا بثق فيه مع ان المفروض غلط انك تنزلي معاه وغير الكام حركه اللي عملتيها وبتعمليها كل دا لازمته ايه افهم بقى
-هو ايه دا كله زي ما تكون بتتلكك ؟
-انا بتلكك ؟
-ايوه  هو انت هتحاسبني
-ليلى ! انا بعدي حاجات كتير بمزاجي ف متتخيليش ان دا ضعف مني او ان مثلاً مش هقدر اعملك حاجه ف اتعدلي احسنلك وبعدين انا احاسبك في اي وقت لما اشوفك بتعملي حاحه غلط يعني مش بخلق خناقات من اللاشيء ولا تحكم وانتي عارفه الكلام دا كويس
هز رأسها بضيق ذاهبه من امامه
-اه ان شاء الله ..بعد اذنك
-اذني معاكي ياختي
ثم قال بصوت عال بعض الشئ حتى يصل اليها:-
-انا مستنيكي هنا عشان نرجع سوى متتأخريش
**************
بينما على الجانب الاخر لم تدري سلمى بما حولها بسبب اندماجها الشديد بالالعاب وتصوير نفسها فقامت بأنزال صوره لها على موقع التواصل الاجتماعي وهى في احدي الالعاب حتى يراها جابر
**************
بينما على الجانب الاخر بأحد الدول الخارجيه ظل شريف وجابر بالچيم يتابعه تمرينهم
-عاش يا رجاله
-تسلم يا كوتش
انهي جابر تمرينه بعد وقتاً نازلاً من فوق الآله الرياضيه وبيده منشفته وزجاجه المياه 
-يلا هم يا شريف خلينا نمشي
-هنروح فين ياقدري
-عاوز اچيب حاچات
-لمين
-ليا اني مجبتش حاچات كَتير امعاي
-ماشي يلا
جاء حتى يتحرك فقاطعه صوت هاتفه معلناً عن اشعار
-استر يارب مبقتش ارتاح لما اسمع الميوزك دي فتح الهاتف وجد صوره شقيقته
-الله ! هو اشمعنا انا اللي الصور بتجيلي اول بأول متروح لجوزها
-عتكلم نفسك عاد ولا اي
-ياعم حاجه غريبه هو عرف منين انهم يقربولي عشان كل ما ينزلوا حاجه تجيلي انا الاول
-جلب الام ..
ثم اكمل بأستفسار:-
-حاچه ايه اللي نزلت
-اتفضل ياعم شوف
سحب الهاتف من يده حتى يرى ما به ثوان وكان الهاتف متهشماً على الارض قطع صغيره من شده غضبه
فقال شريف بغضب عارم:-
-ايه ياعم دااا التليفون عليه حاجات الله يخربيتك انت اهبل يا جابرر
رد عليه بغصب عارم مثله:-
-يعني عاجبك الصوره يا شررديف عشان تتكلم
-مالها الصوره انا مقولتش انو عادي بس التلفون كان عليه كل حاجه ليا انا وشمس يا جابر الله يسامحك يااخي
-انت رايح فين
لم يرد عليه وذهب من امامه بغضب من نفسه بينما اخرج جابر هاتفه حتى يتهاتفها فردت عليه على الفور بصوت زلزل كيانه قائله برقه:-
-جبوري صباح الخير يا قلبي
-وه !
-ايه مالك بصبح عليك
هز رأسه بشده مستعيداً غضبه هاتفاً بحده :-
-ولا تصبحي عليا ولا اصبح عليكي وفي ثواني تكوني ماسحه الزفت اللي منزلاه دا
-هو ايه دا اللي منزلاه مش فاهمه
-سلمى بلاش اجده مبحبش الطريجه دي
اجابته بحده تذكره بما فعله :-
-اومال بتحب ايه ها انك تسافر من غير ما تقولي ولا انت زعلان عشان رأفت اخويا حبيبي خرجني وداني الملاهي
-ملاهي كمان ؟ داا كملت جوي فين رأفت
-هناك في الكافيه
هز رأسه بعدم فهم قائلاً:-
-لما هو في الكافيه اومال انتي فين مفاهمشِ
-انا بتمرجح تعالي اتمرجح معايا يلداا النطاط تحفه بجد
هز رأسها بغضب من الموضوع بأكمله ثم رد عليها بغضب عارم اسرعها من شدته:-
-نطاط كيف وازاي الراجل اخوكي سايبك تتنططي اجده جدام اللي يسوى واللي ميسواش انزلي روحي على البيت اني ليا كلام تاني مع الرچل اللي سايبك تتمرچحي جدام النااس يلا همي روحي عنده واني معاكي على الخط واديهوني
حاولت اهدئه هاتفه بقلق من صوته الذي بات يهدم الهاتف :-
-اهدي بس يا جابر انا بهزر
-هتهزري كيف يعني..سلمى بلاش تعصبيني عليك اكتر من اجده ويلا امشي روحي بدل ما اعمل حاجه تزعلك مني
-انت فين ؟
-في الجيم
-راجع امتى
-مش عارف لسه
هتفت بحده بدورها
-برضو مش عارف اي حاجه بسألك عليها انت مش عارفها بس بتبقى عارف كل حاجه زي ما سافرت وقبلها بكام ساعه بس كنت قاعد معايا من غير كا تقولي اي حاجه وانام واصحى جابر فين يقولولي دا سافر يعني. اهلي عارفين ان جوزي سافر بس انا المغيبه بقى صح ؟ سلام
اغلقت الهاتف بوجه ووقفت عائده لهم
*********
انتهي البارت السابع عشر
رايكوا