البارت الخامس عشر

24K 592 5
                                    

البارت الخامس عشر من *غرام اهل الصعيد*
بقلمي/هدى سمير
*****************************************
عاد جابر وزوجته الي شقتهم بعدما انتهي الاجتماع العائلي
جلست سلمى على الاريكه زافره بأنهاك:-
-ياربي رجلي مش قادره منها
-عتوچعك ولا اي
-مش اوي هاخد شاور وهاجي
-ماشي
كادت ان تدلف الي المرحاض تذكرت شيئاً فتراجعت نظره اليه قائله بأستفسار:-
-هو انت هتسافر
هز رأسه بعدما فهم قائلاً:-
-اسافر ..اسافر فين؟
-مش قولت عندك شغل وهتسافر عشان كدا جبتني معاك هنا
-ايوه عندي شغل اهني
-يعني مش هتسافر
سحبها من يدها لتجلس بجانبه قائلاً بهدوء:-
-جايز اسافر  الله اعلم مس عارف لسه
هزت رأسها قائله بعفويه:-
-وليه انت اللي تسافر دايماً خلي هشام او اي حد بدالك واقعد انت
هز رأسه بنفي:-
-دا شغل واني متعود اعمل كل حاچه بنفسي مش هينفع اخلي حد يعملي شغلي وبعدين وهشام هو كمان عنده بيت وشغل مسؤول منه مش فاضي عشان اجوله سافر يجوم  يسافر على طول
ثم اكمل بنبره خبيثه غامزاً لها:-
-وبعدين عاوزاني مسافرشي ليه ها
هزت رأسها بأرتباك من نظرته وهى تهم بالنهوض من امامه:-
-عادي يعني هكون مش عاوزاك تسافر ليه ..براحتك عاوز تسافر سافر انت حُر ..انا اا..هدخل اخد شاور بقى عشان عاوزه انام
دلفت الي المرحاض بخجل من نفسها بينما ظل جابر مكانه جالساً بفرحه فالاول مره تريده بجانبها وقالت ذلك حتى وان كان بعفويه تلاشت فرحته
عندما تذكر وجه شقيقته والتي يعتبرها ابنته وهو مليئ بالحزن فسحب هاتفه حتى يهاتف هشام لكنه تراجع فيجب ان يبقى بعيداُ قليلاً حتى يستطيعوا حل مشاكلهم سوياً فشقيقته ان كانت تريد تدخله لكانت اخبرته
هز رأسه من الصداع الذي داهمها ثم دلف الي غرفه الملابس مبدلاً ملابسه وجلس امام التلفاز بملل حتى تنهي سلمى حمامها وتخرج تجلس معه
**********************
-خلاص بقى ياشمس الله
-يعني انتي مش شايفه حركاته يا رغد بيغيظني
-انتي بتكلمي نفسك ولا ايه
-بص كاتب ايه وكأني انا شفافه مثلاً ما كله منك انت
-وانا مالي ياختي
-الوقت اتأخر وبابا كدا هينفخنا
-اجمدي يابت انا معاكوا
-ما انت اول واحد هيتنفخ منه متقلقش
-بت انتي اخرسي..انا بودي اه بس راجل ابوكي مين دا اللي اخاف منه دا هو اللي بيخاف مني بس انا بسكتله اكمنه مربيني  بسس مش اكتر يا عنيا
قالت رغد فجأه وهى تسحب هاتفها:-
-ايه رايكوا نطلع لايڤ
-يلا
نظر لهم بحده قائلاً:-
-يلا ايه ياختي انتي وهى هو عشان سكتلكوا اول مره وخليتكوا تنزلوا صوركم يبقى خلاص مفيش حد يقفلكوا لاا فوقوا
-بنهزر يابودي انت قفشت ليه كدا
-عشان محدش يطلع لايڤ غير من موبايلي انا ..يلا يا عيال تعالوا ياحبايب خالو
ثم نظر الي شمس قائلاً:
-ابعدي انتي يابت
-ودا ليه جربانه
-لا مبحبكيش
-بس بقى ويلا
-انتي هتتشرطي من اولها وبس وهس لا امشي من جمبي يابت يارزله انتي زي جوزك وتعالي انتي يا رغد انا حبيتك خلاص
*************
خرجت من المرحاض ناظره له بإستغراب بعدما اخدت وقت طويل به
-منمتش ليه
-مبنامش بدري كدا
اشارت نحو ساعه الحائط
-الساعه اتنين بليل
-عادي .. عاوز تنامي ؟
هزت رأسها نافيه ذهبت نحوه جالسه بجانبه فوق الفراش بينما الاخر اعتدا حتى يكون بوجهتها قائله بإعجاب :-
-وانت نايم الصبح خدت لفه في الشقه حلوه اوي دا ذوقك ؟
هز رأسه بإجاب وهو ينظر لها دون رد
-ذوقك حلوه
هز رأسه مؤكداً وهو ينظر لها ببسمه تملؤها الحب :-
-طبعاً ما أني اختارتك !
**********
في منزل يحيي
-بصي يا دريه البهوات اتأخروا ازاي
-معلش يا حبيبي ما عبدالرحمن معاهم
-عارف انو معاهم بس انا قلقان عليهم كلهم الدنيا مبقتش امان زي الاول
-ربنا يسترها عليهم هما واللي زيهم ياارب
-يارب
-ايه دا
التفت اليها بقلق:-
-ايه في ايه
-دول طالعين لايڤ من عربيه بودي
سحب منها الهاتف قائلاً:-
-خضتيني يادريه ..فين وريني كدا
*************
بينما على الجانب الاخر بصعيد مصر حيث شريف
جاء حتى ينام فقاطعه صوت هاتفه معلناً عن اشعار فوجده من عبدالرحمن
-صايع يابخته هو بيصيع وانا بنام بدري ماهي الناس حظوظ
جاء حتى يغلق الهاتف سمع صوت ضحكه شمس يعلو هز رأسه عده مرات ظناً منه ان من كثره تفكيره بها يسمع صوتها لكن مهلاً انها تتكلم  فهل وصل لتلك الدرجه ؟ ..سكت قليلاً حتى تأكد ان صوتها خارجاً من الهاتف وليس من عقله!
امسك الهاتف مره ثانيه ثم نظر فيه فوجدها امامه بالهاتف هز رأسه بغضب منها ومن تصرفاتها 
-يعني مش بس نزلت صورها لا وكمان طالعه لايڤ ماشي ياعبدالرحمن انا هموتك اغلق التطبيق ثم قام بالاتصال عليه
-ايه دا شريف بيتصل
شد هاتفه من يد شمس وترجل من السياره حتى يستطيع محادثته:-
-هاتي يابت الموبايل
وماان فتح حتى اسرع شريف قائلاً بغضب:-
-عبدالرحمن انت جبت اخرك معااايااا
رد عليه ببرود قائلاً:-
-براحه يا حبيبي ليجيلك شوجر وانت لسه صغيرر
-عبدالرحمن !
-ايه ياعم في ايه
-انت بتعمل ايه لحد دلوقتي في الشارع
-وانت مالك هو انا مراتك
-لا ياخفيف بس مراتي معاك
-مراتك مين لامؤخذه
-انت هتستعبط
-لا انت اللي بتستعبط قصدك طليقتك مش مراتك تفرق
-لا متفرقش انت عارف كويس اني هرجعها مسأله وقت بس يبقى ايه لزوم الحركات دي
-حركات ايه
-انت عارف كويس حركات ايه اقولك اما اشوفك هعرفك حركات ايه سلاام
-لا استني ياعم انا عمال اقولها من الصبح يابنتي لا طب شريف هيزعل طب هو مش كان مانعك من تنزل صورك وهى تقولي ابداً لا يمكن وطلعت كمان لايڤ بت مش جدعه ايه دا
ابعد الهاتف عن اذنه فوجده اغلق بوجه
- انت كمان مش جدع ..يلا احسن وقعتهم في بعض اروح اكمل على رغد بقى عشان انام مرتاح
****************
صباح يوم جديد ملئ بالاحداث على الجميع فاقت سلمى من نومها فلم تجد جابر بالغرفه ظنته بالمرحاض فنادت عليه لكنه لم يرد قامت بالبحث عنه بالمنزل فلم تجده فظنت انه ذهب الي شغله فقالت بعبوث:-
-ماشي يا جابر مشيت من غير ما اعرف
ذهبت الي غرفتهم مره ثانيه ثم أبدلت ملابسها الي ملابس مناسبه حتى تذهب الي منزل والدها
دلفت الي منزل والدها فوجدتهم يهموا بالافطار
فقالت بعبوس مصطنع وهى تجلس بجانب والدتها:-
-ايه دا هتفطروا من غيري ماليش لازمه خلاص
-مين جال اجده بس جولنا انك هتفطري مع چابرر
-ما جابر سافر الصبح يامحمد
نظرت بصدمه لحديث والدتها:-
-ايه سافر ازاي من غير ماااعرف
قال لها والدها بأستفسار حاد:-
-اومال عياخد الاذن منيكي ولا ايه
نظرت له والدتها بهدوء حتى يصمت بينما التفتت الي سلمى مواضحه :-
-عادي ياحبيبتي تلاقيكي كنتي نايمه ومحبش يقلق نومك يعني دلوقتي يكلمك
لم ترد عليهم وهمت بالنهوض حتى تذهب الي شقتها
-رايحه على فين
-رايحه شقتي يابابا
-لاا اجعدي افطري
-ماليش نفس بعد اذن حضرتك
-جولت مفيش مرواح في حته واجعدي افطري
رأت رقيه ان الوضع سيأذم فحاولت تخفيف الامر قائله بنبره ذات معنى:-
-خلاص يامحمد ملهاش نفس تاكل ..وبعدين شكلها عاوزه تكلم جابر سيبها تكلمه
هز راسه موافقاً على حديثها:-
-ماشي روحي
**********
دلف الي غرفته  ساحباً هاتفه ثم اخرج رقم يحيي مهران حتى يهاتفه فأتى الرد بعد محاولتين قائلاً:-
-السلام عليكم
-وعليكم السلام !
-كيفك وكيف حال المدام والبنات
جاءه رده الذي ينم عن ضيقه من اتصاله :-
-الحمدلله كلنا بخير
-اني كنت عاوزك في موضوع اجده
-اتفضل يا حج محمد
- هجوله في التلافون اياك !
-لا طبعاً تنورنا في اي وقت
-الاصول اصول ..شوف انت فاضي ميتي وجولي
بينما الاخر كان ينظر لزوجته التي تحلس بجانبه بإستغراب وهو يجيب عليه :-
-ايه يا حج الكلام دا احنا في يوم من الايام كان فيه بينا عيش وملح تنورني في اي وقت البيت او المكتب
-يبجي بأذن الله هچيلك بكره
-خلاص ماشي منتظرك ..  مع السلامه
-سلام
اغلق يخيي الهاتف معه ثم نظر الي زوجته الجالسه بجانبه قائله بأستغراب:-
-مقالش عاوز ايه
هز رأسه نافياً:-
-لا ..لما يجي هنعرف
-عاوز ايه دا
-مش هنفكر من دلوقتي هو اللي عاوزنا مش احنا
-ما عشان كدا بسأل هيكون عاوزك في ايه دا
وقف من جلسته مستعداً للخروج مال مقبلاً رأسها :-
-لما يجي بكره هنعرف .. انا رايح المكتب عاوزه حاجه
-سلامتك يا حبيبي توصل بالسلامه
**********
لم ترد عليهم  سلمى وذهبت الي شقتها بغضب ظلت تيسر ذهاباً واياباً قائله بعصبيه وهى تكلم نفسها وترد عليها ! :-
-ازاي يسافر كدا من غير ما يقولي دا لسه امبارح بيقولي مش عارف اذا كان هيسافر ولا لأ فجأه كدا قرر انو يسافر ..
-وانا مضايقه ليه اصلاً ما يسافر هو حُر
- بس برضو مكانش ينفع يسافر فجأه كداا ..وانا مالي مهتمه بالموضوع كدا ليه ..اه مهتمه عشان شكلي ادام اهلي بس مش اكتر وكمان عشان هو كان بيعرف كل حاجه بعملها ..
-بس انا اللي كنت بحب احكيله تفاصيل يومي وهو كان بيحب يسمعها بالتفاصيل .. بس ايه علاقه دا بـ دا.. يووهه بقى فين شمس ورغد بس انا عرفت مالي فيه ايه انا عاوزه شمس ورغد سحبت هاتفها حتى تحادثهم
-سولليي وحشاني موت كنت لسه هجيلك انا وشمس
-ياسلام ياختي كُليني بالكلام الحلو بتاعك دا بس صحيح لو كنت انا وحشاكي بجد كنتي كلمتيني لكن انتي بقالك شهر معبرتنيش حتى وفين البت شمس هى كمان
سحبت شمس الهاتف من شقيقتها مجيبه عليها:-
-سولي وحشاانيي كتيرر اوي اوي اوي شوفتي اوي قد ايه
-حتى انت هتاكليني بالكلام بس لا لو وحشاكوا بجد هتجولي
استغربت شمس من عصبيتها فقالت بمرح:-
-مين زعلك بس عشان عامله كدا وانا انفخهولك
-اما اشوفك هحكيلك
-طب تعالي نتقابل في النادي
-لا ماليش اخراج تعالوا انتو عشان عاوزه اتكلم معاكوا انتو وحشتوني اوي وكمان ليلى هنا بايته معانا من امبارح
-اشطا هقول ليابا واجيلك انا ورغد
-اوكي بيبي
-باي
هوفت بتوعد له بعدما انهت المكالمه مع صديقاتها :-
-ماشي يا جابر هوريك
************
انتهي البارت الخامس عشر

غرام اهل الصعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن