غرام اهل الصعيد

البارت الرابع

البارت الرابع
غرام اهل الصعيد
بقلم/هدى سمير
*****************************************
عاد *جابر*من عمله وجد المنزل فارغ بعدما رحل الجميع في الصباح

وقف امام الغرفه بمشاعر كثيره تهاجمه عائد من عمله لزوجته ! يوجد سبب لإعادته للمنزل كل يوم توجد من تنتظره كل يوم بعد عوته من عمله تمكث بمنزله من اختارها قلبه ومن ستكمل معه عمره اعدل ملابسه كَـ فتى مراهق معدلاً من شعره واخذ نفساً عميقاً قبل ان يمد  يده فاتحاً الباب

ولج للداخل  وجدها جالسه بصمت تنظر للفراغ تتأمل اللاشيء منه جلس امامها متأملاً لها قبل ان  يقطع الصمت قائلاً:-
-انتي جاعده على رچلك كدا ليه ازرقت حركيها هتوجعك زياده
حولت نظرها له قبل ان ترجع تنظر للفراغ كما كانت دون ان تجيب عليه هز رأسه بعدم فائده من عنادها معه مردفاً :-
-طب احنا بدأنا النكد بدري من اول يوم ماشي انا واخد على نكدك بس رچلك زنبها ايه جومي عتوچعك ومعتعرفيش تنامي منيها
ثم رفع يده بوجهها :-
- هتبجي زعلانه وموجوعه الاتنين
اعتدلت  ناظره له وهي تشير نحوها :-
-انا نكديه ؟
رفع حاجبيه مستغرباً:-
-هو دا اللي انتي سمعتيه من كلامي كله !
-متغيرش الموضوع
-اني مجولتش كدا
-اومال قصدك ايه
فرد جسده فوق الفراش دون ان يبدل ملابسه هاتفاً بإرهاق:-
-مجصديش حاچه اني عاوز انام
-ايوه طبعاً ليك حق تنام ما انت سايبني اول يوم بعد فرحنا ورايح شغلك مش قادر حتى تقعده اجازه الدنيا تقوم لو انت مروحتش انما انا عادي
اعتدل بنصف جسده العلوي متسألاً:-
-كنتي هتجعدي معاه وتتكلمي لو جعدت
أمأت له برأسها:-
-اه
-كذابه
اسارت نحوها بعدم تصديق:-
-انا !
هز رأسه مؤكداً حديثه :-
-ايوه كذابه دا  انتي نمتي امبارح من غير حتى ما تجوليلي تصبح على خير وصاحيه عاوز حد يجولك صباح الخير تتخانقي معاه هنكذب على بعضينا
-انت ازاي متقوليش اني هقعد هنا
-هو اني جولتلك هنجعد طول العمر ولا بجولك هخلص شغل هنا ونرچع تاني
-برضو تقولي
هز رأسه موافقاً وهو ينظر لها بحب مادداً يده نحو ارجلها محركها :-
-حاضر مره تانيه هجولك حاچه تاني ؟
هزت رأسها بنفي باعده يده عنها ناطقه بنعاس  وهي تتثأب:-
-مالكش دعوه بيا انا مرتاحه كدا
زفر قائلاً:-
-طيب اعدلي رچلك ونامي عشان اكده رجبتك عتوجعك متتعبش جلبي معاكي
لم تجيب عليه وذهبت في ثبات عميق بعدماحتى انهكها التعب من تفكيرها طوال اليوم
اتعدل في جلسته واقترب منها مائلاً بجذعه نحوها ليعدل نومها في الفراش لكنها تألمت بصوت عال ، ابتعد عنها سريعاً قائلاً بقلق ظاهراً بملامحه و صوته صوته:-
-في ايه !
هزت راسها نافيه ثم ردت عليه بألم متقاطع من ارجلها:-
-رجلي وجعاني
اجابها بعتاب قائلاً:-
- جولتلك اعدليها مسمعتيش كلامي
وقف من جانبها ساحباً هاتفه حتى يهاتف الطبيبه المتابعه لها فأوقفته قائله:-
-لا بلاش تتصل بالدكتور واقعد انت ارتاح ، انا هاخد الدواء وهبقى كويسه
جلس بجانبها ساحباً انبوبه المرهم  شارعاً في دهنها مكان احدى الجراحات التي جرتها في احدى ساقيها بسبب تعرضها لحادثثد منذ اشهر سحبتها سريعاً من يده قائله بأرتباك :-
-لا هدهنها انا قوم انت غير هدومك وإتعشا
ثم تذكرت ما فعله بالصباح فقالت بتكشيره:-
-وبعدين متكلمنيش اصلاً انا مش ناسيه اللي انت عملتوا الصبح
ثم تنهدت بحزن قائله بخفوت:-
-انا بتكلم معاك ليه ،اذا كان بابا نفسه سابني ومشي يبقى هلوم عليك انت
نظر لها بعظم تصديق لما تفعله قائلاً:-
-انتي ليه محسساني اني خاطفك دي بلدك و دول ناسك ومعتلاجيش حد يحبك زيهم انتي اهني تنامي في آمان وانتي مطمنه ان محدش هيأذيك واصل،وبعدين انتي في اي وجت عاوزه تشوفي اهلك اني مش همنعك منيهم وهننزلهم ، هنروح بيعد ليه شمس صاحبتك مش لما اتزوجت شريف جات اهني وعاشت سنتين لولاش اطلجوا كان زمانهم اهني، اني في الاول ولاخر زوچك مش هضرك ولا هغصبك هلى حاچه
تجاهلت كلامه قائله بسخريه:-
-بس شمس كانت هى وشريف بيحبوا بعض مش زينا
نظر لها قليلاً ثم وقف مبتعدا عنها :-
_نامي نامي، بس كلي الاول شكلك مجربتيش من الوكل من امبارح
هزت رأسها نافيه وهى تعاود الي النوم مره ثانيه:-
-لا مش جعانه هنام
سحب الغطاء من عليها قائلاً بأمر:-
-لا جومي كلي انتي عارفه اني معحبش اجول الكلمه مرتين كلي بعدين اعملي كيف ما يحلالك اني حاسس اني اتجوزت من سنين مش يوم والله ربنا يقويني
------------
رجع رأفت وعيلته الي القاهره ثم دلفوا جميعهم الي منزلهم بينما صعد مهران وزوجته الي الشقه المجاوره لهم
جلست فاطمه قائله بأرهاق وهى تفك حجابها:-
-اخيراً وصلنا الطريق متعب اوي
جلس مقابها قائلاً بمداعبه:-
-واهه لا انتي اللي شكلك كبرتي جوي ومعتستحمليش ساعتين تلاته في العربيه
نظرت له قائله بعتاب:-
-اخس عليك يا مهران بقى انا كبرت ماشي
ثم اردفت بهمس خابث :-
-بس لو انا كبرت تبقى انت كمان كبرت خد بالك
نطق بشموخ وهو يعدل من نفسه :-
-اني كبير في المجام ودا كفايه
نظرت له مجيبه بحب:-
-طول عمرك كبير ومقامك كبير،اومال جابر طالع لمين غير لابوه ،طالع شبهك في كل حاجه حتى شخصيتك مع الكل حاجه ومعايا انا حاجه تانيه خالص،هو كمان مع سلمى حاجه تانيه
ثم اكملت بحزن ظاهر:-
-بس للاسف مش بتحبه،بقى في حد يلاقي حد بيحبه كل الحب دا وميحبوش ..انا زعلانه عليه اوي
تنهد مرتباً على يدها قائلاً:-
-ولدك معيتزعلش عليه واصل دا راچل وانا خابر ولدي زين هو هيعرف يتعامل امعاها وجريب هتلاقيها بجت تعشجه كومان دا ابن مهران النچار يا فاطمه
ابتسمت له بحب مرتبه على ظهره:-
-ربنا يباركلنا فيك ياحبيبي،وتشوف عياله ويسعدك يا جابر يابني
وقفت متجهه لغرفه النوم ساحبه يده معها :-
-يلا ننام عشان تعبت من الطريق ولا اقولك غير هدومك عقبال ما احضرلك العشاا
هز رأسه بتعب نافياً:-
-لا يا بطه اني كومان هنام بس كلي انتي حاچه جبل ما تنامي انتي مكلتيش في الطريج
-----------
صباح يوم جديد
خرجت رغد من منزلها متجها الي احدي النوادي  تستكمل تمرينها قابلت في طريقها الي الداخل احدى الفتيات التي تعرفت عليهم فيه
-ايه دا رغد فينك يابنتي كل داا،مش باينه خالص ليه كدا
رغد:-موجوده اهو ياريم  بس مكنتش باجي كتير بس انو اديني جيت عشان اكمل التمرين واشوفكوا عامله ايه
ريم:-
-انا تمام الحمدلله
اومأت لها ثم سألتها بأستفسار:-
-اومال فين الكوتش عماله ادور عليه مش لاقياه
-مبيجيش النهارده ما انتي عارفه
ضربت جبهتها بتذكر قائله:-
-انا نسيت انو مش بيجي في اليوم دا
ثم استدارت عائده :-
-خلاص همشي انا
-تمشي ليه بس يابنتي تعالي اقعدي معانا شويه انتي مش باينه بقالك كتير
حاولت رغد فك نفسها من بين يدها هاتفه:-
-كره تانيه يا ريم عشان انا مش في المود وكنت جايه اسلي نفسي شويه بس اهو الكوتش طلع مش بيجي في اليوم دا وانا كنت ناسيه خالص
-طب عادي بقى تعالي نقعد شويه انتي مالك كدا حساكي متغيره فيكي حاجه
ظلت ساكته بعض الوقت ثم قالت بحزن:-
-مخنوقه اوي زهقت كمان من كل حاجه بعملها او حاسه اني مبعملش حاجه مفيده خالص يمكن عشان كدا زهقت
-طيب ايه رأيك تنزلي شغل تسلي وقتك فيه بدل ما انتي زهقانه كدا وبالمره تبقي بتعملي حاجه مفيده في يومك
-لا انا مش بتاعت شغل واصحي كل يوم في نفس الميعاد ونفس المكان اللي هروح كل يوم بنفس الاشخاص وكل حاجه روتين بقى لا ياستي شغل لا
نظرت لها بذهول من حديثها :-
-يخربيت كميه الطاقه السلبيه اللي عندك ،انا هروح استقيل من شغلي حالاً،انا اساساً ايه جابني النادي النهارده انا طول عمري بخلص شغل وبطلع على بيتي وعيالي
-سوري ياريمو مش قصدي ،بس دي الحقيقه على فكره انا مش بهز اا
توقفت عن الحديث قائله وهى تنظر الي ريم المنصدمه من كثره حديثها فقالت بإحراج وهى تهم بالنهوض لتذهب من امامها :-
-هو انا رغايه صح ؟ طب انا همشي  بقى عشان ماما متقلقش من تأخيري وهبقى اكلمك لما انزل النادي تاني باي ريمو
خرجت رغد من النادي ثم اتجهت نحو سيارتها فأوقها صوته الذي تعرفه عن ظهر قلب:-
-مين انسه رغد هنا في النادي منورانا والله
التفت له قائله بخفوت:-
-ازيك يا رأفت اا اقصد استاذ رأفت اذي حضرتك عامل ايه
اقترب منها بنظرات متفحصه بأستغراب :-
-استاذ؟! شيفاني واقف بقلم وعصايه على سبوره، انا كويس
لم تنظر له واتجهت تتابع سيرها حتى تذهب من امامه بسرعه هتف بتساؤل حاد اوقفها:-
-هو انتي بتكلمي هوا عشان تمشي وانا بكلمك مش عيب !
التفت له ناظره بإرتباك من رؤيته :-
-لا مش قصدي بس كنت عاوزه امشي عشان ماما متقلقش عليا سوري
مال رأسه ينظر لها دون حديث مستغرباً تصرفاتها دوماً كلما رأته
-هو انا عفريت ؟ بخوف يعني
ابعدت عينيها عنه تنظر حولها الي اي شيء غيره
-بكلمك
هزت رأسها نافيه وهي تشير نحو الطريق :-
-انا ممكن امشي دلوقتي صح ؟ !
ابتعد عن طريقها سامحاً لها بالسير
-امشي انا مش ماسكك اتفضلي
ذهبت سريعاً من امامه بينما ظل هو ينظر في ظلها الذي اختفي بأستغراب ..وعندما سأل اخته عن السبب قالت له انها تهابه منذ ان رأته يضرب احد امامها بالكليه هز رأسه مكملاً سيره حيث النادي حتى يكمل تدريبه
----------
دلف الي مكتب والده بعد ان طرقه وسمح له بالدخول جالساً امامه منتظر حديثه الذي اتي من اجله :-
-ياشريف يا ولدي
-اؤمرني يا بابا
-الامر لله واحده، روح على الصعيد تاني وامسك الشغل مع ابن عمك ،انت عارف انو لساته متچوز چديد وهو مصر انو ينزل الشغل ف روح وشيل عنه شويه
هز رأسه متفهماً وهو يعلم سبب طلب والده منه ذهابه لهناك قائلاً:-
-حاضر ياحج هروح الصبح بدري ان شاء الله حاجه تاني
-لا ياولدي ،هعوز ايه تاني غير راحتك وراحت بالك
-ربنا يسهل يا بابا ادعيلي انت بس انت وامي
-واحنا بأيدنا ايه ياولدي غير الدعا ربنا يهدي النفوس
------------
نطقت شمس بأستغراب من عوده رغد: -
-رجعتي ليه بدري كدا ،دا انا كنت لسه جيالك اقعد معاكي هناك شويه
جلست خالعه حذائها :-
-الكوتش مجاش انهارده فرجعت هقعد اعمل ايه ،اومال بابي ومامي فين
شمس:-
-بابي راح المكتب ومامي بتاخد شاور ونازله
-اوكي
نظرت شمس لوجهها العابس متسأله:-
-مالك ؟
اخبرتها عن مقابلتها لرأفت
ما ان انتهت هتفت شمس ببسمه ضاحكه على شقيقتها -طب وانتي بتخافي منو ليه رأفت كويس على فكره رغم خناقتنا مع بعض بس هو كويس ومش بيخوف ولا حاجه بالعكس طيب جدا
-انا عارفه بس بخاف منو برضو
سألتها بتردد:-
-طب وو شريف
-مالو
-مشوفتيهوش
-لا
ثم اكملت بحزن على حال شقيقتها:-
-هو مكلمكيش من ساعتها
هزت رأسها بنفي ثم قالت حتى تغير مجري الحديث:-
-هقوم اعمل فشار عشان نتفرج على فيلم سوى ،قومي غيري هدومك بقى عقبال ما مامي تنزل وبابي يرجع ونخرج بقى زهقت
**********
انتهي البارت الرابع
رايكو يهمني