البارت الثامن عشر

24.2K 659 9
                                    

البارت الثامن عشر من *غرام اهل الصعيد*
بقلمي/هدى سميرر
*****************************************
مر اليوم سريعاً على الجميع فمنهم من مر عليه بسعاده ومن من مره عليه بحزن
رجعت سلمى الي منزلها بعد مجادلات كثيره من اهلها لاصرارهما على المكوث معهم حتى يعود زوجها ورفضها القاطع لتلك الامر ابدلت ملابسها ثم جلست على الفراش تسترجع حديث والدها معها عندما وصلت الي المنزل برفقه زوجها من السفر بعدما اخذها و ولجوا الي الغرفه
*فلاش باك *
دلفت سلمى برفقه والدها الي غرفتها القديمه بمنزلهم فجلس واجلسها امامه قائلاً بجديه:-
-من غير اي مجدمات مالهاش لازمه ..انتي مبسوطه في چوازك ولا لاع ؟!
ارتبكت سلمى من سؤال والدها المفاجئ لها فهي لم تفكر بهذا السؤال يوماً لكنها امأت له سريعاً
-اكيد يا بابا .. بس ليه
ابتسم والدها على اجابتها قائلاً :-
-عاوز اطمن على بنتي واشوف اني غصبتها على چواز وبجت حزينه وزعلانه مني ولا لاع
هزت رأسها نافيه قائله بخجل دون ان تنظر في عينه:-
-انا اه كنت زعلانه عشان حضرتك جوزتني مع اني كنت مش موافقه بس موصلتش اني ازعل من حضرتك ولا عمرها هتحصل
-ياهبله اني لو كنت شايف في عنيك نظره رفض او كره ل چابر بچد مكنتش وافجت على الچواز ولو على رجبتي بس اني عارف بنتي زين وعارف كيف بتفكرر ..بس دماغها ناشفه حبتين زي امامها وعاوزه اللي يميلها زيي اجده ومفيش الا چابر راچل وابن عمك وفوج كل دا بيحبك وانتي كومان
ارتبكت من كلمه والدها الاخيره قائله:-
- انا اا انا كمان ايه لاا لا مفيش الكلام دا
ضربها بخفه فوق رأسها ببسمه متمنياً لهم السعاده :-
-على بابا برضو ربنا يسعدكوا يابنتي وخلي بالك من چوازك دا ابن حلال وبيحبك
-حاضر يا بابا
*انتهاء الفلاش باك*
خرجت من شرودها على صوت الهاتف معلناً عن اتصال زوجها فأبتسمت مجيبه عليه
-الو
جائها صوته متسائلاً :-
-الهانم رچعت خلاص ولا لساتها عتتمرچح كيف العيال الصغيره
ابتسمت مقلده الهجه الصعيديه قائله بمشاكسه:-
-لااع الهانم رچعت خلاص وهتنام كومان يابيه
ابتسم على مشاكستها له :-
-ووه من ميتي كل دا ياريتني سافرت من زمان
-انت فين كدا
-في الجوضه نايم سيبك مني دلوجت وجوليلي حصل ميتي كل التجدم دا
ابتسمت متصطحه فوق الفراش :-
-عادي لو زعلان انا ممكن ارجع زي ما كنت
اتاها صوته السريع نافياً:-
-لااا دا اني مش مصدج نفسي حاسس اني هطير من الفرح
ابتسمت بحنان من حديثه فهو كالطفل يفرح من ابسط شيء ألتلك الدرجه كانت غافله عن حبه
طال صمتها فهتف :-
-روحتي فين
-مفيش انا معاك اهو ..قولي هترجع امتى
-اني لسه مسافر النهارده لما اخلص شغل هرجع طوالي
اعتدلت هاتفه بعصبيه مفاجأه عندما تذكرت سفره وهى نائمه:-
-ماشي يا جابر بقى تخليني نايمه وتمشي وتسيبني كداا ودلوقت جاي تكلمني عادي ..لا مش بكلمك اصلاً وانت متكلمنيش
رد بذهول فهي منذ ثوان كانت تشاكسه:-
-بسم الله الرحمن الرحيم انتي اتلبستي ولا ايه ماانتي كنتي زينه من دجيجه واحده
صمتت قليلاً متأمله المنزل متسوعبه وجودها بمفردها به هتفت بصوت هامس لكنه وصل اليه
-يا مامي
-ايه مالك !
-انا هنام لواحدي وممكن اتلبس
هز رأسه بعصبيه من تصرفتها قائلاً بحزم:-
-تنامي لواحدك ليه اومال انا چبتك القاهره ليه مش عشان تنامي عند عمي او عند امي مش چايبك عشان تجعدي لواحدك خالص يلا همي جبل ما اجفل واطلعي عند عمي واني معاكي على التليفون
هزت رأسها بالموافقه بسرعه وهى تهم بالنهوض من مكانها:-
-حاضر استني
اوقفها صوته قائلاً عبر الهاتف:-
-استني ياجدري شوفي هدومك الاول ينفع تطلعي بيها ولا ايه
اجابته مستغربه :-
-هو فيه راجل غريب في البيت دا بابا وعمو ورأفت اخويا
زمجره بحده قائلاً
-سلمى اسمعي الكلام ولو اول واخر مره اسمعك عتوجلي اجده يلا
-حاضر
ابدلت ملابسها ثم ذهبت حيث منزل والدها وقامت بطرق الباب عده طرقات دقائق وجاء رأفت حتى يرى من الزأر
-ايه نسيتي حاجه ياختي
-اه جايه انام هنا
-ايه دا مفيش سرير في شقتك ولا ايه اخس عليك يا جابر نسي يجيب سرير يلا معلش نامي على اي كنبه من اللي عندك باي
-استني يا لطخ
وقف ما ان استمع لصوته غير مدرك ما يحدث :-
-ايه دا مين جابر انت فين واحشني يا صاحبي
-ماهو باين يلا يا سلمى تصبحي على خير
-وانا
-انت ايه
-اصبح على خير
-ماتولع انت ..اني بكلم مرتي
*******************
رجع عبدالرحمن برفقه رغد وشمس قائلاً بتعب بعدما سانده يحيي في الجلوس:-
-انا هنام
جلست دريه جانبه قائله بحزن وهى ترتب على ظهره:-
-طب اقعد يا حبيبي لحد ما اعملك شوربه تشربها ونام براحتك ارتاح
-لا مش عاوز حاجه ..عاوز ارتاح بس ..تصبحوا على خير
-وانت من اهلو
-طب ايه
-ايه
-راعي يابو نسب ان العربيه خبطتني وانا مش واخد بالي ورجلي اتجبست ومش قادر اقف اصلاً ف قوم سندني
-ماانا لسه مسندك من شويه لحد ما قعدت
-يعني هفضل طول الليل قاعد هنا هتحنط ماعاوز انام فوق
-لا مش قادر انت تقيل
-انا تقيل ! وعضلاتك دي ولا نافخها
ثم اكمل بغرور قائلاً :-
-وبعدين التقل اللي بتتكلم عنه دا عضلات مش اي حد يعرف يوصلها خلي بالك
-ياشيخ هو انت بقى عندك عضلات ماهي اتكسرت
-عندك حق سندني بقى لحد ما اطلع انام فوق يمكن تتلحم
-هى ايه دي اللي تتلحم
-عضلاتي
ثم وجه حديثه الي شقيقته:-
-وطلعيلي الشوربه على اوضتي يادودو
-عنيا يا حبيبي
-انت هتشغلني انا ومراتي
-فدايا يابو نسب
-بطل الكلمه دي بدل ما ازوقك من على السلم رجلك التانيه تتكسر
-ياعم خلاص مش عارف بتكرهني ليه..بتغير مني اكيد معروفه يعني
**************
بينما بمنزل هشام ظل جالساً بعدما نامت فريده يفكر في حديث جابر معه قبل ان تأتي بعده ساعات
*فلاش باك*
-ايه ياجابر
-الاول عامل ايه
-تمام الحمدلله
-من غير مجدمات بجي اني عاوز اعرف اختي مش سعيده ليه وايه سبب نظره الحزن اللي في عينها من ساعه ما شوفتها دي انا كنت ناوي متكلمش في الموضوع دا بس لا ان اخوها ويهمني سعادتها وصاحبك انت كمان وعاوز سعادتكوا سوى
-مالنا يا جابر ما احنا حلوين اهو وهى جت عشان خالتو وحشتها
-انت صدجت السبب دا
زفر بضيق مما يحدث متسألاً:-
-انت عاوز ايه يا جابر مش فاهمك
اجابه بقوه محذراً :-
-عاوز تبطل رمرمه شويه وتفوج لبيتك اني اختي مش سعيده لو واحد غيري كان طلجها منك واداها للي يستاهلها ويجدرها وتبجي مبسوطه ويااه
تعصب هشام من كلامه عن تركها له فقال بعصبيه وغضب :-
-جابر انا ساكتلك بس عشان انت صاحبي واخو مراتي بس لا لحد هنا واستوب مش راجل انا قدامك عشان تقول اطلقها وتتجوز غيري طب ابقى وريني ازاي هتطلق مني
-هوريك يا هشام طالما انت مش نافع معاك حاچه اني اختي من ناجصها حاچه عشان كل شويه مع ست شكل فوج لنفسك ولبيتك جبل ما كل حاچه تروح من يدك
*انتهاء الفلاش باك*
خرج هشام من شروده فهو حقاً كان مخطئ عندما فكر في ترك زوجته لو لف العالم بأكمله لم يرى مثلها ولا يدري متى وكيف حصل كل ذلك معه لكنه يدرك تماماً ان لولا جابر لكان استمر في حياته تلك ولم يرى سعاده حقيقيه مع زوجته التي لطالما كان يحبهاا
*************
اغلق جابر الهاتف بعدما هاتف زوجته ثم خرج الي شرفه الغرفه فوجد شريف جالساً بالشرفه التي جانبه ويبعث بهاتفه تاره وتاره ينظر في الفراغ حتى وجده القي الهاتف على الطاوله الصغيره التي امامه بعصبيه فقال له:-
-مالك يا شريف
-ماليش
-مالك ياعم جول
-مش عاوزه ترد عليا
-شمس
-هو في غيرها
-ليه عملت ايه
-الهانم عمالا تنزل في صورها وتطلع لايڤ وحاجه قرف
-شكلها عدوه انتشرت بينهم ..اتصل بعبدالرحمن واسأله عنها
سحب الهاتف مره اخري حتى يهاتفه فأجابت عليه رغد
-الو يا شريف
-الوو يا رغد عامله ايه
-انا تمام وانت
-تمام اومال عبده فين
-عبده وهو راجع معانا كنا بنهزر سوى فمخدش بالو من العربيه ف خبطته
اعتدل في جلسته قائلاً بصدمه:-
-ايه وهو فين دلوقت
-هو تمام رجله اتكسرت وشويه كدمات بس الدكتور قالو لو سخن بليل نكلمه
-وخرج ليه لما هو متكسر كدا
-انت عارف بقى انو مش بيحب جو المستشفيات وكدا
-طب بصي شويه وهكلمك تاني باي
قال جابر بقلق بعدما انهي حديثه مع رغد:-
-في ايه مين تعبان عندهم عمي يحيي ولا عبدالرحمن
حكي شريف المكالمه التي دارت بينه هو ورغد
-وهو كيفه دلوجت
-مش عارف عاوز انزله
-ايوه بكره ننزل انا وانت
-انت خلصت شغلك صح
-ايوه كان اجتماع واحد بس وحضرته النهارده
-طب يلاا ننزل دلوقت
-ماشي روح كلمهم يحجزوا التذاكر عجبال ماالبس
************
-محمد كان عاوزك في ايه
-عاوز يرجع شمس ل شريف
نظرت له بفرحه قائله :-
-ايه دا بجد يا يحيي وانت وافقت
هز رأسه نافياً بهدوء :-
-لا
نظرت له بصدمه متسأله :-
- ليه
-عشان مش بيمزاجعه يخليه يطلبها وبمزاجه يرجعها انا بنتي مش لعبه في ايد حد !
تنهدت ثم قالت بحزن وهى تجلس بجانبه:-
-شمس كانت هتفرح اوي..من ساعه ما بعدت عنو وهى انطفت
-منا مرفضتش كدا انا قولتله اديني وقت افكر انا وبنتي.
-بجد يا يحيي بتتكلم بجد
-اه ياستي ..دا كمان مش عاوز شمس بس
نظرت له بعدم فهم فقال بضيق:-
-طلب رغد ل رأفت البيه عاوز بناتي الاتنين مره واحده كدا
-انا حاسه اني بحلم
-اه خليكي بتحلمي عشان انا مش هوافق على الطلب دا اصلاً وعيالي هيفضلوا جمبي على طول
-يايحيي انت بتغير على بناتك ما دي سنه الحياه
-اه..مش انا اربي واكبر ويجوا ياخدوهم على الجاهز كدا
ضحكت على تفكيره قائله وهى تحتضنه:-
-لا مش ممكن انا مش بحبك من فراغ
******
انتهاء البارت

غرام اهل الصعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن