غرام اهل الصعيد

البارت الثاني عشر

البارت الثاني عشر من *غرام اهل الصعيد*
بقلمي/هدى سمير
*****************************************
خرجت من منزلها صاعده الي سيارتها بعدما ارسلت رساله الي زوجها تبلغه انها ذهبت الي بيت والدها جأت حتى تقودها قاطعها صوت هاتفها معلناً عن اتصال زوجها الغاضب فأجابت ببرود :-
-نعم
جائها صوته المرتفع الغاضب :-
-انتي ازاي تنزلي وانا قايلك لا يا فريده بتكسري كلامي يعني ؟
-بكسره فين ..انا قيلالك عاوزه اروح عند مامي
-وانا قولتلك لا تروحي عاوزه تروحي يبقى من غير بيات
-اوكي
هدأ من ردها الذي حمله كلمه واحده فقط هتف مستغرباً :-
-اوكي ايه ؟
-هاجي بليل
- خليكي هاجي اجيبك انا
-ماشي..باي
اغلقت معه بأبتسامه ماكره ثم قاده سيارتها لبيت والدها
***********
- وقفت امام السياره محتضنه شقيقها قائله بحزن:-
-يعني برضو مش هتيجي معايا عند ماما يا شريف
زفر متنهداً قائلاً وهو ينظر للاشئ:-
-ماانتي عارفه اللي فيها يا سولي انا مش حابب انزل دلوقت محتاج اقعد شويه هنا وما صدقت اقنع ماما اني لسه مخلصتش شغل
-ما انت كدا هتفكر اكتر لما تقعد لواحدك..يبقى عملت ايه
هز راسه نافياً وهو يفتح باب السياره ويدخلها بها قائلاً بهدوء:-
-هبقى عملت كتير ولا مش هفكر ولا حاجه هنزل الشركه متشغليش بالك انتي  يلا اركبي جابر شويه وهيطلع نار من ودنه
ثم وجه نظره الي جابر قائلاً له:-
-خلي بالك منها وسلمولي عليهم كلهم لحد ما ارجع .. يلا في رعايه الله
-يوصل خلي بالك من نفسك وابجى كلمني
امأ له بإجابه بينما تحركت السياره من امامه ظل واقفاً حتى اختفت عن نظره
*****
-النادي منور والله
التفت كلاً من رغد وشمس على صوت رأفت
هتفت شمس على مضض:-
-اهلاً
-ومالك بتقوليها من غير نفس كدا ليه
ثم اخفض نبرته قائلاً لرغد:-
-انا يتعملي سين وتتجاهلي المسدچ بتاعتي ؟ ماشي
جائت حتى ترد عليه قاطعتها شمس وهى تقول له:-
-ولا من بنفس ولا من غير نفس سيبني في حالي
ثم وجهت حديثها الي شقيقتها قائله وهى تذهب من امامه:-
-انا رايحه التمرين يارغد ولم اخلص هجيلك باي
-طب استني انا جايه معاكي
جائت تتحرك خلفها قاطعها يد رأفت الذي سحبتها واجلسها  امامه سحبت يدها بعنف موبخه اياه :-
-ايه دا انت ازاي تمسك ايدي كدا يابني ادم انت عاوز ايه !
ثم اكملت معنفه:-
-لا اذا كنت بسكتلك قبل كدا فـ دا بس عشان خاطر شريف وليلى مش اكتر بس دا ميسمحلكش انك تتمادى اكتر من كدا معايا الزم حدودك
نظر لها مجيباً بسخريه:-
-هو انا جيت ناحيتك بتتكلمي بحرقه كدا ليه ثم ان شريف مالو بقى ياحلوه وايه عشان خاطره دا هو ابن اختك وانا مش واخد بالي !
-اتكلم عنه عدل  مالكش دعوه واه الزم حدودك معايا بتاع ايه انت عشان تكلمني او تمسك ايدي كدا
نظر لها معنفها بحده:-
-تتكلمي عدل معايا احسنك يا رغد انا بسكتلك كتير !
هزت رأسها بعصبيه وجأت حتى ترد عليه فوجئت من طفل صغير من الذي تلعب معهم بالنادي يضربه بالقلم قائلاً بطفوله وهو يحتضن رغد:-
-انت بتزعقلها كدا ليه
نظر له بصدمه من المفاجأه بينما ظلت رغد تضحك على شكله فهو كان يتحدث دون ان يأخذ باله من ذلك الصفدغير الذي اقترب منهم بغضب طفولي وفوجئ في ثوان بالصفعه التي نزلت على وجنته لم يتحدث من الصدمه من ذلك الصغير فاق على صوت ضحك رغد فـ نظر لها بحده حتى تصمت فسكتت سريعاً تحت نظرته حمحمت قائله وهى تحمل الصغير وتذهب من امامه :-
-يلا ياحبيبي نمشي من هنا عشان عمو مياكلناش
هتف الصغير وهو يسير بجانبها :-
-دا رخم اوي عمو دا
بينما ظل رأفت يتابع سيرها حتى اختفت من امامه فتحسس مكان الصفعه قائلاً بغيظ:-
-خدني على خوانه لو كان جه في وشي كنت كسرته .. كسرت ايه دا عيل صغير
ثم اكمل قائلاً بغيظ:-
-وانا اللي بقول اروح اتسلي عليها شويه اديها هى اللي اتسلت عليا وضحكت كمان ماشي يارغد ليكي يوم قال سكتالي عشان شريف ماشي
ذهبت من امامه ثم وقفت قائله للصغير بهدوء:-
-ينفع كدا يابودي تضرب عمو بالقلم
-اه عشان زعقلك
-لا ياحبيبي مينفعش كدا خد البونبوني دي واحده ليك و واحده لـعمو و روح اعتذرلوا
هز رأسه نافياً بتصميم طفولي قائلاً:-
-لا
*****************
كانت تجلس تشاهد التلفاز فقاطع اندماجها بالفيلم صوت الباب قامت حتى ترى من الزأر فوجدتها ابنتها فريده فأحتضنتها على الفور قائله بفرح:-
-ديدا حبيبتي
احتضنتها الاخرى قائله بأرهاق:-
-مامي وحشاني خالص..اومال فين بابي
-مهران في الشركه شويه وجاي تعالي ادخلي انتي وحشاني خالص
دلفت معها الي الداخل ثم ردت بمرح حتى تخفي عليها سبب مجيئها :-
-ما عشان كدا انا جيت اقعد معاكوا كام يوم لحد ما تزهقوا مني
هزت رأسها بفرحه :-
-بجد يا ديدا اومال فين هشام مجاش معاكي ليه الولد دا
-هشام مبقاش ولد يا مامي دا راجل قد الدُنيا
قرصتها من وجتها قائله بحب :-
-اه ياستي ومين يشهدله غيرك
-طبعاً
ثم اكملت وهى تهم بالنهوض قائله:-
-اومال فين خالتو تعالي نقعد معاها شويه دي وحشاني خالص
شدتها من معصميها حتى تجلس مره اخري قائله:-
-خالتو يا ستي بتجهز وليمه لـ سلمى عشان راجعه
انتفضدت من مجلسها قائله بصريخ وحماس :-
-ايه دا سلمى راجعه يعني اكيد جابر راجع ياا مااميي صح جاي امتى دلوقتي صح ؟ يلا نروحله احنا يلا
وضعت يدها فوق اذنيها مصرخه بوجهها :-
- بس بس ودني مش حاسه بيها .. ايوه راجع اومال انا قاعده هنا بعمل ايه
تحدثت بحماس متناسيه كل شيء:-
-طب يلا نعمل باقي الاكل اللي بيحبه سوى قبل ما يجي
هزت راسها بحزن:-
-لا دا مش هياكل بيقول هيوصلها ويمشي على طول عشان يلحق الطياره
هزت رأسها نافيه وهى تقول بأصرار:-
-شغل ايه وطياره ايه الشغل هنا في القاهره ..وبعدين حتى لو هيسافر مش هسيبه يمشي هيبات هنا الليله دي انا بقالي كتير مشوفتوش ولا حتى بيتصل يطمن عليا من ساعه الفرح
هزت راسها بخيبه امل لمعرفتها بحب ابنها لعمله:-
-ويسيب شغله انتي بتحلمي يا ديدا جابر ابني دا حياته في شغله
-بس يلا نروح نساعد خالتو وهنشوف هيبات معانا ولا لا..مع اني متأكده ان الشغل هنا اصلاً مش هيسافر
************
هتفن بجوع بعدما انتهدت من اكل كل ما جلبه جابر لها قبل سفرهم:-
-جابر
-عيوني
حمحمت قائله بخفوت:-
-جعانه..انا جعانه
نظر لها قائلاً بهدوء:-
-اني چايبلك وكل كَتير عشان تتسلي بيه واحنا في الطريج عتلاجي جارك كلي
-الاكل اللي انت كنت جايبه دا
-اه عتلاجي جارك
-منا كلته عاوزه غيره
نظر لها بعدم فهم قائلاً:-
-الاكل اللي جايبه كلتي كله ؟
هزت رأسها بخجل ولم ترد فقال بحنو:-
-بالهنا والشفا حاضر
ثم وجه حديثه للسائق الخاص به قائلاً بأمر:-
-اجف في الاستراحه الچايه يا عطا
رجع قائلاً لها بحنو:-
- افتحي التلاچه اللي في العربيه خدي العصير اللي فيها لحد ما نوصل للاستراحه واچيبلك اللي عاوزاه
-تلاجه ! انت عندك تلاجه في عربيتك ياجابر
هز رأسه قائلاً بجمود وهو ينظر امامه:-
-اه عندي ..اومال فكراني چاهل في كل حاچه ولا اي
عندما استمعت الي كلمته اصرت الصمت لا تعلم ان كلمه قالتها له في وقت عصبيه اثرت فيه لتلك الدرجه فلم تكن في وعيها حينها كانت تقول اي شئ حتى تضايقع فقالت بهدوء وهى تنظر للجهه الاخري:-
-سوري مكنتش اقصد ازعلك ساعتها .. وياريت نمشي على طول عاوزه انا
***************
-اومال رغد وشمس فين ياعبده
-سرحتهم
-س ايه؟
-سرحتهم يعني مشيتهم من وشي اصل النهارده مش ناوي اخرج ف مش هقعدهم في وشي كدا طول اليوم  الواحد عاوز يقعد براحته بدل الدوشه دي
-ايوه يعني راحوا فين
-النادي انتي بتسألي اسأله غريبه
-وانت قاعد ليه روح شوف الشقه والناس اللي فيها ناقصهم ايه
-ماليش مزاج لو انتي مهتمه اوي روحي انتي
-اروح انا للعمال !
-اه انتي قد امهم عادي يا دودو ..اقولك انا كدا كدا كنت خارج هقوم البس
-رايح فين كدا
-كنا خارجين انا والكلبتين بتوعك والكلبه اللي انا هتجوزها
-حمار ماشي مع 3 كلاب طب ازاي
نظر لها بصدمه قائلاً:-
-وانا اللي كنت متفاجئ من لسان رغد اللي طول فجأه اتاريه چينات
***************
وقفت السياره امام البرج الذي يسكنوا فيه فترجل منها هو وسلمى بعدما اوقف السياره في اخر استراحه وجلب لها بعض المُسليات
فأمسك يدها مولجين الي المصعد فقالت له:-
-احنا هنروح على شقتنا ولا هنبات عند ماما
-هنروح على شقتنا
-انت مش قولت مسافر
-اه
-هترجع امتى
-مش عارف لسه حسب الشغل ما يخلص
اومأت له ثم قالت بتردد:-
-هتتأخر طيب
-ليه
-عادي بسأل
وقف المصعد في الدور المنشود فخرج طارقاً الباب عده طرقات ثوان وفتحت فريده الباب محتضناه قائله :-
-جاابر وحشتني اوي
احتضنها قائلاً ويده تمسد على ظهرها:-
-اني كويس انتي عامله ايه ياجمري
-قمرك زعلان منك ..بس مش وقته
ثم نظرت لـ سلمى قائله:-
-عامله ايه يا سولي
-عامله ايه يا سولي بس كدا ..دا على اساس اني بايته معاكي
احتضنتها قائله ببسمه:-
-لا عامله ايه مع حضن هديه يلا ان شالله ما حد حوش
غمرت لها متسأله بضحك :-
-محوشاهم لمين
-هاا
زمجرهم جابر بحده طفيفه:-
-ادخلي انتي وهى جوا ايه دا
دلفوا الي الداخل بعبوس مع جابر وبعد سلامات واحضان من الجميع جلسوا في انتظار والده وعمه ورأفت
***************

انتهي البارت الثاني عشر