الفصل الأول: حياتي الكئيبة

547 19 0
                                    

أنا شاب مسلم في منتصف العشرين من عمري، تبدأ القصة بعد أن تخرجت من الجامعة وبدأت البحث عن حياتي الخاصة من عمل وأسرة ،وكنت أحلم بأسرتي الصغيرة التي أجد فيها الأستقرار الذاتي، أحلم بزوجة صالحة تكون لي سنداً في حياتي ودواء لقلبي وراحة لنفسي وقرة لعيني نتبادل سوياً جمال الحياة ونتشارك فيما بيننا في كل شيءن ونعيش حياة هادئة جميلة.

ولكن كثيراً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعندما تخرجت لم أجد عملاً مناسباً فعملت مع أحد المعارف في أحد مشاريعه الصغيرة وهو مكتب للدعاية والإعلان. حيث كنت موهوباً بتصميم الصور والبوسترات وغيرها من مستلزمات الإعلانات. ولكن كان العمل قليلاً والراتب ضعيف ولا يكفيني وحدي حتى، فلم أستطع أن أتزوج كما رغبت. ومع الوقت أصابني الملل من حياتي رغم أني لم أعترض على ما قدره الله لي، ولكني كنت أتمنى أن تكون حياتي أفضل ولو قليلاً.
في يوم من الأيام وأنا في العمل وكان اليوم مملا ولا زبائن فبدأت أتصفح الإنترنت وكنت أتابع اليوتيوب من هاتفي الخاص فوجدت بعض المقاطع تتكلم عن عالم الجن وما فيه من غرائب وعجائب ورعب، وكيف يتلبس الجني الأنسان ويضره والعياذ بالله، كنت أعرف أغلب المعلومات ولكن هذه المقاطع أثارت فضولي أكثر في البحث عن معلومات أكثر تخص هذا العالم، فبدأت أبحث وأبحث وأكتشف أمور عجيبة قرأت عن السحر وأنه موجود وكيف يستخدمه السحرة للإستعانة بالجن في الشر والعياذ بالله، ولكني لم أجرؤ على محاولة البحث في مجال السحر فأنا أعلم حرمانيته العظيمة، كما أنه ليس مضمون ويكمن أن يصيبني شره. ولكن قرأت موضوعاً غريباً عن نوع من أنواع المس يسمى مس العشق هو أن يعشق الجني إمرأة أو أن تعشق الجنية رجل من الإنس ولكن هذا المس يضر الإنسان فرغم أن الجن يتعلق بالجسد لكنه لا يهتم بالإنسان نفسه فيمكن أن يضره بقصد أو بغير قصد فلا يهمه إلا الإستحواذ على الشخص ليطيعه ويصبح لعبة جنسية في يد العصاة من الجن. فشعرت بالخوف مع فضول لمعرفة المزيد، فوجدت قصصاً يرويها بعض الناس عن زواجهم من الجن وأمور عجيبة، أخذت أبحث في مدى صحة هذا الزواج شرعاً وجدت أنه ليس هناك دليل شرعي قاطع يحلل أو يحرم هذا النوع من الزواج، ولكن الكثير من العلماء كرهو ذلك وبعضهم حرمه وبعضهم أحله ولكن لم ينصحو به لما فيه من شبهات ومضار محتملة للبشر.

ولكني أثار فضولي جداً الموضوع أخذت أتخيل هل يمكن أن أتزوج مثلاً بجنية مسلمة أهذا يعقل؟
شغلني التفكير فترة من الوقت حتى أنهيت دوامي في العمل وعدت إلى منزلي ومازلت أفكر في قل ما قرأته اليوم على الأنترنت. وفجأة سمعت أذان المغرب فذهبت للصلاة وعقلي سارح في مكان آخر حتى وصلت المسجد دخلت وصليت وفي السجود دعوت الله أن يدبر لي أمري وأن ييسر لي أمري ويعجل لي بالرزق الواسع والزواج.

مكثت من المغرب حتى العشاء في المسجد أدعو وأذكر الله وأفكر في ما عرفت اليوم، وفي صلاة العشاء قررت أن أدعو الله بأن كان الزواج من جنية مسلمة ليس حراماً ولن يضرني فاللهم زوجني من إحداهن.
لم أعلم لما دعوت بهذا الدعاء الغريب، بعد أن عدت إلى بيتي أستنكرت على نفسي ما دعوت به وكنت أضحك من نفسي على هذا الدعاء الغريب، فكيف يعقل هذا لا...لا هذا ليس حقيقي فلن أفكر به مجدداً.
حاولت النوم لوكن لم أستطع وسوس لي الشيطان بأن أتصفح الأنترنت وأدخل على أحد المواقع المخلة لأُسلي نفسي ولكني قاومت رغبتي بعناء شديد ثم أخذت الدموع تقطر من عيني يا رب أبعد عني هذه الأفكار أريد أن أتوب وأترك هذه العادة القبيحة لقد تعبت، وأخذت أتقلب بسريري أفكر وأدعو الله حتى تأخر الوقت فقد أصبحنا قبيل الفجر بساعة تقريباً فقمت توضأت وصليت ركعتين وفي السجود وجدت نفسي أدعو الله مجدداً أن يزوجني من جنية مسلمة تنهاني عن المنكر وتأمرني بالمعروف وتكون عوناً لي في حياتي. وبعد الصلاة جلست فدعوت بنفس الدعاء حتى الفجر وفي صلاة الفجر أيضاً دعوت نفس دعوة حتى أصبحت أدعو بهذا الدعاء أغلب الوقت وفي كل صلاة. مر يومين وأنا على هذه الحال وفي اليوم الثالث لما عدت من العمل أكلت وصليت وجلست مع الأهل قليلاً ثم ذهبت للنوم وقبل النوم دعوت بنفس الدعاء وقلت أذكار النوم ونمت، وأنا نائم حلمت حلماً غريباً جداً شعرت أن الحلم هذا لم يكن حلماً بل حقيقة كل شيء حقيقي تماماً أشعر بالهواء من حولي كان بارداً ووجدت نفسي في مكان مظلم خالي من البشر فوقي السماء ممتلئة بالنجوم والقمر بدر مكتمل شديد البياض وأنا أتفحص المكان فجأة بدأت أسمع أصواتاً وكأن أحد ينادي على أحد ما أخذت أبحث عن مصدر الصوت ولكني لا أرى جيداً لأن المكان مظلم كنت أشعر بالحزن الشديد والضيق في الحلم كما كان حالي قبل النوم، فجأة بدأت أسمع الصوت مجدداً وعلى ما يبدوا صار الصوت أوضح فكان صوتاً لإمرأة تقريباً ولكن وكأن تعصف مع الصوت الرياح ولكن ماذا تحاول أن تقول تلك المرأة المختفية التي سعيت جاهداً لأعرف أين هي ولكن لم أفلح. أقترب الصوت أكثر وبدا واضحاً جداً كانت تنادي نعم وتنادي وتقول: عمر...... عمر...... عمر دهشت فكيف عرفت إسمي ومن تكون يا ترا؟ وهل أجيب أنا لست مرتاحاً ماذا أفعل؟؟

أنت جسدي وأنا روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن