كنت مندهشاً جداً من تلك الرسالة الغريبة، التي كانت تفوح منها رائحة عطرية لا مثيل لها. جلست أفكر مع نفسي فيما حدث أستجمع الأحداث وأحاول أن أفهم ما الأمر، وأنا جالس شارد الذهن في غرفتي وإذا بنفس رائحة العطر التي كانت تفوح من الرسالة تملئ الغرفة وتفوح من كل مكان وأحسست برعشة في جسدي وقلبي ينبض بشدة وكانت الجدران تهتز إهتزازاً خفيفاً، ثم أظلمت الغرفة وظهر نور قوي من أحد أركان الغرفة ومن ذلك النور بدأت تظهر تلك الحسناء الجميلة التي التي يقشعر لجمالها البدن، وتقفز القلوب لرؤيتها، إنها هي نعم هي زهرة تلك المخلوقة الرائعة.
ما أن ظهرت أمامي وأنا لا أصدق ما أرى، حتى بدأت تقترب مني بخطوات واثقة، وأعينها الواسعة اللامعة التي لا تعرف لها لونا واحداً فيتغير لونها مع اللمعان ومع كل حركة، وفستانها الطويل، وحجابها المطرز بما يشبه خيوط الذهب، وعليها من الحلي ما لا تلبسه إلا بنات الملوك.
أقتربت حتى لم يكن بيني وبينها إلا شبراً واحداً، تنظر لي في صمت مع إبتسامة مريحة على وجهها الأبيض المُحمَر اللامع.
ثم قالت: ما رأيك في هذه المفاجأة يا حبيبي 💖.
لم أستطع الرد..
فأكملت: لا تتعجب فأنت حبيبي وستكون زوجي إلى الأبد، فأنا أعشقك عشقاً لا يعلمه إلا من خلقني.استجمعت شجاعتي وقلت لها: رغم اني مازلت لا أعلم من أنتي ولم ارك غير في حلمي، إلا أني أشعر بشيء يجذبني نحوك بشدة وقلبي يكاد يخرج من ضلوعي، لا أعلم ما الذي فعلته بي.
ردت علي بسعادة شديد: وقالت أنت من تمنيت وجودي ودعوت الله لكي يزوجك مني فها أنا ذا أمامك أطلب منك الزواج خاضعة ذليلة محبة عاشقة.
فقلت لها: كلميني عن نفسك.
قالت: أنا الملكة زهرة بنت ملك ملوك مسلمي الجن الطيار، وزوجتك المحبة بإذن الله.ذهلت من كلامها، ولم أصدق ما سمعت.
فقلت: أحقاً ما تقولين؟
قالت: والله الذي لا إله إلا هو أنا أقول الحقيقة، وأنت يا عمر ستكون جسدي وأنا روحك.خفت قليلاً من كلامها: وقلت كيف أنا جسدك؟ أتقصدين إنك ستتلبسين بي؟
قالت وهي تضحك: أجل بالطبع سأسكن جسدك وأكون روحك.
فرددت عليها: وقلت لها أرجوكِ لا تؤذيني وبدى على وجهي الحزن والخوف.
ضحكت وكأنها تسخر مني: ثم قالت مسكين أنت... لماذا تعتقد أني سأؤذيك؟ وكيف أؤذي زوجي وحبيبي؟
قلت لها: أليس هذا يدعى مس والتلبس فيه عذاب للبشر؟
قالت: يا... حبيبي.. لا تخف أنا لست شيطانة ولا أخدم السحر والسحرة ولا أتبع درب العصاه من الجن في التلبس والمس وإلحاق الأذى بالبشر، فأنا مسلمة والحمد لله وأخاف الله ربي، ولا يمكن أن أؤذيك أو أسمح لأحد أن يمسك بسوء.
أنت تقرأ
أنت جسدي وأنا روحك
Fantasyالقصة خيالية بحتة من وحي خيال الكاتب ولا تمت للواقع بصلة، مروية على لسان بطل القصة. *مقدمة:* سأروي لكم قصتي العجيبة، والمثيرة التي حدثت معي: من المؤكد أنه لا يوجد أحد منا لم يسمع عن الجن وعن القصص والأساطير المختلفة المنتشرة عن هذا عالمهم وكم يصوره...