قال الملك:
ولكن تذكر فأنت تتحمل مسؤولية أي تابعات من عملية الزواج هذه، فهذا الزواج ليس لعبة بل معه الكثير من المسؤوليات التي تختلف عن مسؤولياتكم أنتم البشر، فإذا كنت تخاف وتعتقد انك لن تسطيع حمل السؤولية، فيمكنك الإنسحاب من الآن وستعود لبيتك وكأن شيء لم يكن.أجبت بثقة: أعدك يا مولاي بأن أبذل جهدي وأكون على قدر المسؤولية، لن أنسحب.
رد الملك بنبرة جادة: أتعي ما تقول؟
فقلت: أجل مولاي، أنا على أتم إستعداد لأي شيء مقابل هذا الزواج أن يتم، ويستمر.
أجاب الملك: حسناً... لا أرى مانع من إتمام الزواج، والبدء في المراسم، ولكن قبل ذلك يجب أن تتلو عهد مملكتنا على مسمع الحضور، وتتعاهد بالإنتماء إلى قبيلتنا والإلتزام بالقوانين.
فقلت: اجل مولاي، أنا مستعد.
اشار الملك للحرس، فقامو بفتح أبواب القاعة التي كنا بها، وصاح أحد الحراس بصوت جهوري خشن: (هيئة القضاء الأعلى). فوقف جميع الحضور، والملك وزوجته احتراماً فوقفت مثلهم.
دخل اربعة من الجن كبار السن أقوياء البنية بأثواب بيضاء يبدو على ملامحهم الوقار، يتقدمهم أثنين من الحراس. اخذو بالتقدم حتى وصلو منتصف القاعة، ثم صاح الحارسين بصوت واحد قوي (قاضي القضاه) فتقدم واحد من الجن الأربعة، وحياه الجميع بالإشارة.وفجأة ظهرت منصة ضخمة بمقاعد كمنصات المحاكم، وجلست هيئة القضاء.
بدأ قاضي القضاه، بالكلام والترحيب بالكل، ثم قال: أين المنتسب؟
جائني أثنين من الحراس ووقفوا امامي مشيرين لي بالتقدم ثم أعطوني ظهرهم بحركة عسكرية إستعراضية وأخذو بالتقدم وسرت من خلفهم، حتى توقفوا أمام المنصة ووقفت أنا أيضاً، ابتعد الحراس عني وتركوني وحدي واقفاً في منتصف القاعة أمام منصة القضاء.
بدأ القاضي بالتحية: مرحباً بك يا بن آدم، ثم قراء من القرآن:
{« (25) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) »}وجدت جميع الجن حولي، ينظرون للأرض بخشوع حتى أنهى القاضي الآيات.
تعجبت من المنظر.
قال لي القاضي: إن بني آدم قد فضلهم الله، وكرمهم بهذه الآيات العظيمة، ثم ابتسم وقال صدقني إننا نحن الجان لنغار منكم بسبب هذه الآيات، لكن يستنكر هذه الآيات إلا كافر نعوذ بالله أن نكون كأبليس وأتباعه فإن مسلمون، فما لنا إلا أن نكرمك بيننا كما كرمك الله لا حقد ولا غل ولا أذى سلمت وسلم كل المسلمون.
![](https://img.wattpad.com/cover/182911106-288-k868320.jpg)
أنت تقرأ
أنت جسدي وأنا روحك
Fantasíaالقصة خيالية بحتة من وحي خيال الكاتب ولا تمت للواقع بصلة، مروية على لسان بطل القصة. *مقدمة:* سأروي لكم قصتي العجيبة، والمثيرة التي حدثت معي: من المؤكد أنه لا يوجد أحد منا لم يسمع عن الجن وعن القصص والأساطير المختلفة المنتشرة عن هذا عالمهم وكم يصوره...