Dead Eyes

الجزء 3

موسيقى صاخبة ، وميض أضواء مختلفة الألوان، أجساد متعرقة تتمايل وتهتز بجنون مع الإيقاع، وأجساد شبه العارية الملتصقة ببعضها في كل ركن من أركان الملهى يلتهمون وجوه بعضهم البعض... ثم هناك ركن الشخصيات المهمة حيث لا يمكن لأي كان التواجد فيه إلا أشخاص معدودين.

اليوم هو أحد تلك الأيام المهمة حيث يتواجد في الملهى واحد من كبار رجال الأعمال في نيويورك ... أما الليلة فهو يمارس عمله الثاني الخفي، حيث يعقد صفقة بيع ممنوعات مع أحد أكبر المهربين في الولايات.
" إذن ما رأيك سيد روسكو بعرضي؟"

سأل صاحب البذلة الرمادية الباهظة الثمن بعد أن نفث دخان السجار الكوبي بين أصابعه، الرجل المدعو بروسكو ، أحد أكبر مهرب ممنوعات معروف في الولايات المتحدة.

" انا أعتذر أيها الدون، ولكن عرض كهذا باهظ جدا."

" على العكس تماما سيد روسكم فقد أخذت بعين الاعتبار سنين عملنا معا، صدقني ما كنت لا عرض بضاعته بهذا الثمن لأي شخص آخر، وأنت تعلم تماما أنه لا يوجد من يملك بضاعة بمثل جودة بضاعتي"

"لكن مئة مليون دولار مقابل خمسين كيلوغراما من الكوكايين مكلف جدا! ألا ترا ذلك أيها الدون؟ ثم ان جاك عرض علي بيع نفس الكمية وبنص الثمن فقط! و.."

قاطعه الدون بابتسامة ساخرة:

" لكنك جئت إلي أنا لأنك تعرف أن كوكايين جاك ماهو
إلا قذارة ممزوجة وليست خالصة كبضاعتي أليس كذلك؟"

تسائل بخبث وهو يعتصر مؤخرة الشقراء الجالسة في حضنه، فستانها بالكاد يستر مفاتنها لتقهقه بخفة.

امتعظ وجه روسكو بسبب علمه بحقيقة كلامه قبل ان يتنهد بانهزام.

"يا إلهي أنت لم تتغير يوما أيها الدون."

"ولن يحدث أبدا صديقي."

"على أي ما الذي ستفعله بشان لوك؟ سمعت أنه قد قام بسرقة إحدى مخازنك و أنه ينوي بيعها."

"لا تقلق بشأن ذلك الداعر. كل شيء تحت سيطرتي."

بعد استهلاكهم لمزيد من الخمور الباهظة غادر روسكو وأتباعه أولا الملهى، بينما ظل الدون يحتفل بصفقته الأخيرة رفقة الشقراء لساعة إضافية.
.
.
.

"سيدي ما هي أوامرك بخصوص لوك؟ هل ترغب بأن نتولى أمره أم نحضره لك حيا؟".

أبعد وجهه من رقبة العاهرة وتجهم وجهه عند سماع الاسم، سرعانما استبدل بابتسامة جانبية باردة.

"لا.. أريدكم أن تبقوا أعينكم على ذلك الداعر طوال الوقت... لا أحد يهاجمه.. ليس قبل أن يدلنا على مكان شحنتي!.. عندها فقط علموه ما يحصل لمن يقف في وجه الدون.
أما الآن فهناك أمور أهم يجب الاهتمام بها.."

حول نظره نحو صدر العاهرة مجددا معتصرا مؤخرتها، بينما ضحكتها الصاخبة تنتشر في الزقاق الخالي .