كانَت تجلسُ وحيدةً فِي ذاك المرجِ الاخضر هبينَ الازهار البيضاء، تحتضنُ قدميها واضعةً رأسها فوقهما، يُداعِب الهواءُ شعرها تارة ويتَوقف تارة اخرى
جلَس بجانبها احدهم، لم ترفع رأسها، نطق وكسر حاجِز الصمت المخيف
"هل قد جربتي يوماً فقدانَ اخٍ او حبيب؟.. اعذريهما ارجوكِ فهما مرا بشيء لم يمر فيه اي احد"
اردف بعد عِدة ثوانِ
"ساخبرك القصة كاملة، لكن اولاً كم عُمرك؟"
رايان بهدوء تام وهي تتأمل الزهرة البيضاء بين اناملها الرفيعه
"انا في التاسعة عشره"
هزّ رأسهُ متفهماً، هو لوهلة صمت ثُم بدأ في سردِ المأساه
"كيم رايان ذات التسعة عشر ربيعاً الفتاةُ البشوشة التي عِند رؤيتها تُحس ان العالمَ بخير، عاشَت وترعرعت هُنا، في منزلها المتواضع، في بيتِ عائلة كيم.. والدُها السيد كيم وامها الانسة كيم، اما اخوها فقد كان كيم تايهيونغ، وهي اخته الصغرى.. كيم رايان، كان عُمر اخاها انذاك واحِدٌ وعشرون ، وقعت بِحب شابٍ يكبُرها بِ ثلاثِ اعوام، كانَ رفيق اخيها، كانَ ابنَ حاكِم اوميلاس انذاك، استمت علاقتُهم ثلاثَ سنواتٍ مليئة بالحب، بالمشاعر اللطيفة، ولاتخلو من المشاجرات.. ذاتَ يوم، امطرت سماءُ اوميلاس، تجمعتِ غُيومها الداكِنة وحجبت طاقة هذا الشعب، حجبت ضوء الشمس، لم يأتِ يومٌ كهذا علينا طوال حياتنا، كَانت الغيومُ مُتجمعة حولَ منزلِ الحاكم، كانت العاصِفة قويةً جِداً، والبروق والرعود تزدادُ عِند بيت الحاكم، ذهَبت رايان راكِضة لِمنزلهم، كانَت خائفةً على حبيبها مِن ان يحصُل له مكروه، دخلت المنزِل خائفةً تُناديه، لَم يُجبها احد فصعدت لِلطابق الثاني، كانَت مُنهاره، فلو حصلَ له شيء لاتعرفُ كيف ستُكمل باقي حياتها، لَم تتوقع مِا سيحصُل لها، تفقدَت كُل الغرف ولم تجد فيها احداً، خرجت مِن المنزل تصرُخ حتى ظننا أن حِبالها الصويتيةَ تقطعت، كانَ اخر شيء بعدَ منزِل نامجون وعائلته هو البحر، خوفُ رايان ازدادَ عِندما رأت هيجانَ البحر، كانت تخافُ مِنه حد الموت، كانَ اكبرَ كابوسٍ لها ان تغرق او يغرقَ من تُحب فيه، توجهت نحوه بخوف، نشف الدمُ من عروقِها عِندما رأت اولائك الثلاثة هُناك، كانَت ترتجِف خوفاً مِن كل مايحصل، فجأةً سقطَ ولِد نامجون فِ البحرِ واختفى، صرخَ نامجون بِقوة واكمَل بُكائة ونحيبه عِندما سقطت اُمه، كادَ يسقُط هو ايضاً، كانت الرياحُ تدفعه وكأنما تحثه على السقوط، كادَ يهوي لُولا تِلك اليد التي اجتذبته، كانت رايان، سحبتهُ بقوةٍ ورمتهُ بعيداً.. بينما هيِ سقطت بدلاً منه، كانَت فاجِعة لنا جميعاً، هدأت العاصفة، امضى نامجون بقية يومه امام ذاكَ البحرِ املاً في عودتهم، وخوفاً من ذهابهم، تاي لَم يُدرك وفاة اختهِ على الفور، ذهبَ الى البحرِ وتسلقَ السِقالة الموجودة هناك ثُم قفز، اما بقيتنا فانعزلنا في منزلنا لِنهتم بتايهيونغ ونامجون معاً، وحداداً على وفاةِ الحاكم والحاكِمة، وسعادتُنا جميعاً، رايان"
التفتَ اليها فاذا بها تبكي وهي تخبئ وجهها فِ حضنها، وضعَ يدهُ على كتِفها وابتسم بحزنٍ قليلاً
"لا بأس، اخبرتُك بهذا حتى تعذرِي نامجون وتايهيونغ، وحتى تفهمي مالذي يجري حولكِ، لا بأس"
كانَ يمسحُ على ظهرها بخفة، رفعت رأسها وارتمت بِحضنه مكملة بكائها وانهيارها، لم يُمانع فقد اعتادَ ان يكون ملجأً لِلباكين
______________
~رايان كيم~
عُدنا انا والمدعو هوسوك الى المنزل، دخلتُ واذا بالجميعِ كانوا فِ غرفة المعيشة، نظرتُ اليهم جميعاً ثُم انحنيت
"اعتذر، لقد سببتُ الكثير من الفوضى واذيتكم جميعاً، اسفه"
رفعتُ رأسي قليلاً، ضحكوا فجأة مابالهم!
"اوليست كدُبٍ خائف؟"
قال جونغكوك
"يعتذِر للصياد لانهُ هرب منه"
وافقه جين، ضحكتُ قليلاً على تشبيههم الغبي، اقترح يونقي
"تكادُ الشمس تغرب، لِم لانتجول في المهرجان الخاص باليوم قليلاً؟ علّنا نرفه عن انفسنا"
لم يعارض احد بل وعلى العكس كانوا سعيدين جداً بالفكرة!
___________
ذهبَ الرفاق الى المهرجان، عِندما وصلوا كانت رايان مُندهشه حقاً، الكثيرُ من الناسِ بالعديد من الملابس والكثيرُ من المحلات المتنوعة فِ البضائع، كانَ شيئاً تراهُ لاول مرة
أنت تقرأ
Omelas [BTS]
Fantasy' مُقتبسة مِن رواية السائرون بعيداً عن اومِيلاس لأورسولا لي غوين، مع القليل مِن التعديلات