~سوكجين~
خُطِفت انفاسي لِوهلة، لَم نتوقع جميعُنا حصول هذا، حتى جونغكوك!، نظرتُ نحوَ مَن قدِ امتطى حِصاناً ذا درعٍ مِن النحاسِ المخلوطِ بِالذهب والحديد، كانَ فِي يدهِ رُمحٌ بِاعلاهُ شُعلة ناراستجمعتُ قُوتي وامرتُ الكتِيبةَ الوحيدةَ لدي بعد اخذِ الكتيبةِ الاخرى وارسالِها نحو يونغي
"انتشروا واستعدوا لِلهجوم!"
كُنت اقضِم شفتايَ مِن هولِ المنظر، مِئتانِ وخمسونَ جندياً لايكفون!، اكبرُ جيشِ تتارٍ شهدتهُ عيناي، بِقيادةِ اقوى قائد، شقيقُ مونكو، حفيدُ جِنكيز.. هولاكوبِرفقتهِ اقوى الجُنود اللذينَ قد رأيتُهم طِوال كوني حارِساً لِأوميلاس
___ليسَ جين مَن قد رأى ذاكَ الجيشَ المُهيب وحدَه، امرَ هولاكو بِانقسامِ الجيشِ وانتشارِهم، حاصروهم مِن الشرقِ وحتى الغرب، مِن الشمالِ للجنوب
نامجون شمالاً، هوسوك غرباً، جين شرقاً وجيمين جنوباً، اما يونغي فَقد وصلَ اعداؤه تواً
___
~جونغكوك~
اقتربت مِني آن وامسكَت قمِيصي، كانَت مُمسكةً بي وكأني املِكُ حياتها بينَ يديّ، نظرَت نحوي بِعينانِ باكِيتان واردفَت
"جونغكوك! انهم هُنا، سيأتي التتارُ لِقتلنا، سينتش.."قاطعنا صُراخ تايِهيونغ مِما قد افزعَ كلينا
"جونغكوك! آن! التتار!!"
وضعَنا ما رأينا تاي مُشيراً نحوهُ فِي صدمةٍ لَم أشعر بِها في حياتي قط، اكبرُ جيشٍ مرّ عليّ في حياتي، مُتوزعين ومحيطين بِ اوميلاس، هذا خطيرابتَعدت آن سريعاً ونظرت نحونا
"تغييرٌ في الخطة، انا وجونغكوك نذهبُ لِانقاذ رايان، تايهيونغ بِقوتك ومساعدةِ اهل القريةِ وبقية القوى احموا اوميلاس، البُحيرة المُقدسه.. اياكُم وان يختلِط ماؤها بِقطرة دم"كلامُها السريعُ وجيشُ التتار قد جعل مني مُشتتاً حتى صرخت
"جونغكوك اسرع!!"
ركضَت، تبِعتها وضربتُ كتِف تايهيونغ عِند مروري جانِبهُ لِيعتمد علينا ويذهبَ لِحماية اوميلاس
___
~رايان~
وصلتُ مع المجموعةِ المُكلفةِ بي الى مدخلِ القرية، كانَ جيمين هُناك يجلسُ بِهدوء، عِند رؤيتنا هو قَد صُدم قليلاً، تحوَلت نظراتهُ عِند رؤيتياستقامَ ورمى غُصن القمحِ الذي بيدِه ووضعَ يديهِ في جيوبه، ضربَ بِقدمهِ الارضَ وتحولَت ملامِحهُ مِن جيمين اللطيف الى شيطان، كانَ مُرعباً بحق
تحرَكتِ القواتُ وسمِعتُ صُراخاً لهُم تبِعهُ زِلزالٌ جعلَ مِن الارضِ تتشققُ تحتَ اقدامِ الخيول، هجمَ الجنودُ الصغارُ على رِجال الحاكم واصبحوا يغرِسون قبساً مِن برقٍ كرِماحٍ لهُم يصعقونَ العدو بِها
____
بدأتِ الحربُ قُبيلَ الظّهيرة، خرجَ اهلُ القريةِ مُسرعِينَ لا لِلعملِ في الحقول، بل على صوتِ قرعِ الجرسِ مُنذراً بِحربٍ على الابواباسرعَ الجميعُ لِمخزنِ اسلحةِ القرية التي لَم تكُن سِوى مِقشاتٍ مِن حديدٍ ومجارِفٍ وحرّاثات، اما اخطرُها فقد كانتِ المناجِل الحادّة
عِند وصولِهم قد رأوا البابَ مُغلقاً، حارِسَينِ عِندهُ يمنعونَ الجميعُ مِن الدخول، بدأ الجميعُ فِي مُحاولةِ العبور، كانت يقتُلانِ كل من يقترِبُ انشاً مِنُهما بِطعنةٍ في الصدر
وصلَ تايهيونغ الى القريةِ وعِند رؤيتهم فقط هو قَد استشاطَ غضباً، تقدمَ وافسحَ الجميعُ المجال لَه، صرّ على اسنانِه وتكلمّ بِحدةِ وغضب امتزجا بِصوتهِ العميق
"ابتعدا والا فقدتُما حياتكُما"
____
تظنُّ في البِدايةِ ان الحربَ لعبة او نزهة وانه لا مكان لِلخوف،
تخيل نفسكَ وقد احاطَ بك العدو من كل حدبٍ وصوبْ وانهمرت الرِّماحُ كالمطر ممزوجة بِصهيلِ الاحصنةِ وصوتِ حوافِرها تضرِبُ الارضتبحثُ عن جريحٍ او تحمل شهيداً فيلاحقك العدوّ والرِماحُ من حولك لا تدري ايها ستصيبُك
اصعبُ اللحظاتِ هي عِندما ترى عدوكَ وجها لوجه وتهُمّ بالرماية عليه وتترددُ لانك ستقتلُ نفساً لِأولِ مرةٍ، ستتعب نفسيتك وترى كوابيساً اولَ الامر لكنك ستقتلُ لاحقا غَيره الكثِير والكثير
في الحربِ ستنسى احباؤكَ واهلك، في الحربِ اهلك هم من يقاتلون الى جنبك وأحباؤكَ هُم اسلِحتك، في الحرب سَتقتل اُناساً لا تعرفهم او رُبما تقتل من كان صديقكَ يوماً ما
هذهِ هي الحرب
___
انتهى مع 528 كلمةرمضان مُبارك اعادنا الله علينا وعليكُم بالمسرّة والبركات 💕
أنت تقرأ
Omelas [BTS]
Fantasy' مُقتبسة مِن رواية السائرون بعيداً عن اومِيلاس لأورسولا لي غوين، مع القليل مِن التعديلات