سجين في زنازين الغربة

الامبراطورة العاهرة

اليست هذه العينيان كعيني ابي، ...؟"
ما إن قالها حتى قال ذاك الشاب ما المه " لـِ اول مرة انا ارى اماً تختم قوة ابنها لثلاث مرات ..،
بل وتدرب ابنها الاخر بختمه ..!"

سكت قليلا ثم اردف حين شاهد معالم الصدمة جليةً على وجههما "انا ..تألمت كثيراً، انصحكِ بقتلي الان،  فلم تجعلي عندي شيئا في هذه الدنيا،  اماه ..!"

كانت فاغرةً فاها مما يتكلم به، .. اكان. ولدها حقاً ..!
لينطق مرةً اخرى بإلم "وها قد جعلتي شخصاً براني بغيرِ هيئتي السحرية، ..! اي ام انتِ؟ !

حينما شاهدت معالم الجديةِ تغزو وجهه الوسيم،  تداركت صدمتها لتحاول التأكد من صحة كلامه، ..
فجرحت نفسها وسحبت قطرة من دمائها وفعلت الشيء نفسه له،  لتظهر تعابير الالم على وجهه فلا طاقة له على الشفاء ..

تحت تحديقِ ناتشورال كانت قد وضعت القطرتين في طاقةٍ ضوئيةٍ لتجد انه صادقٌ فيما قاله. !
كان خبراً مفجعاً، .. واسوء خبر قد يخرج لاذنيها ..
ها هو ابنها الذي بحثت عنه طوال هذه السنين، .. قد صار يكرهها ببساطة ..!

كان ناتشورال كالحجر بينهما،  رغم انه قد فهم الامر الا انه فضل السكوت ..
فما اشد الاهانة التي نحصل للساحر حين يراه ساحر اخر بدون هيئته السحرية، ،؟
حتى وآن كان اخوه .. هذا امرٌ جلل ..

صاحت الامبراطورة من البكاء وعانقت ذاك الفتى الذي لم يستطع الحراك بسبب طاقتها التي تضغط عليه ..
مازالت كذلك حتى قالت له "انا اشتقت لك كثيراً، ..لقد اشتقت لك ..لقد اختطفوك مني منذ صغرك فلم اتمكن من رؤيتك ابدا.."

ليجيبها بسخرية كبيرةٍ  قائلا "من الذي سيختطف ابن الامبراطورة والحراس من كل جانب؟؟"
حاصرها بسؤاله فلم تتوقع ان يربط الوقائع ببعضها ابداً..

لتجيبه بهدوء "انه والدك "
قالتها بملامح مظلمة قبل ان تنظر لعينيه مباشرةً لتجد انها تحمل من الاستفسار ما يكفي لملئ بحر ..

لتكمل بعد ان اخذت شهيقا عميقاً "ولدك خان الامبراطورية،  وكان علي ان ابعده عنا،  رغم انه كان اشد قوةً مني ولذا فانه استطاع اخذك دون ان اعرف عنك شيئا بعدها. "

لتظهر ملامح الصدمة على وجهه فوضع يدع على رأسه قائلاً،  "دعيني استوعب،  لقد امتلئ يومي بالصدمات، ..انتِ تعنين ان ذاك الرجل الذي عشت معه ودربني هو ابي؟!"

لتجيبه بهدوء "نعم "
رغم انها كانت تفكر بكيف لم يقل له انه ابنه ..!
كيف دربه منذ ان ولد ليكون بهذه القوة الوحشية لهذه السنوات ..!

فجأةً ..!!

ظهر رجلٌ فخمَ الملامح، ..شديد سواد الشعر، ..بعينين تحمل لوناً اصفراً ممزوجاً بالازرق ..
كأنها عواصف البحر عند غروب الشمس ..

لينظر اليها باستصغارٍ قائلا بصوتٍ متزن. عميق يجعل السامعين يخضعون له بسهولة "مالذي تريدين تعليمه لـ ابني؟..!"
لترتعد اطرافها برعب ثم حاولت الاتزان واخفاء كل ملامح الذعر وانى لها ذلك ..
فقالت بصوتٍ ملئه الذعر "اريسـ.."

فقاطعها بصوتهِ الجهوري قائلاً "غير مسموحٍ للعاهراتِ نطق اسمي .."
لتسكت بخضوعٍ وتنزل رأسها بصمتٍ الى الاسفل ..