القُبلة الأخيرة | KIM KAI

حبيب آخر!

من خلف الشجرة المقابلة لمتجرها أخذ يتأمل بملامحها ..

يرى ابتسامتها الطفيفة المرحبة بزبون جديد فيبتسم هو لابتسامتها ..

وعندما تعبس يعبس هو ..
يآلمه قلبه بشدة لرؤيتها بينما لا يستطيع احتوائها باحضانه ..

مشتاق هو لرائحتها ولكل شيء بها ..

ينظر لها بهيام بينما امتلئت عينه بدموع شوق .. وحنين لها ..

ولربما ندم ..

في بعض الاحيان يتمنى لو يخبرها الحقيقة .. يتمنى لو يمضي آخر أيامه القليلة برفقتها ..

ولكنه خائف ..

خائف أن تشعر بالألم بعد فقدانه .. من أن تتعلق به اكثر ..

لربما إن كرهته الآن فسيكون أفضل ..

ولكن روحه تتألم وروحها تتألم ..
وهم في كذبة مقيتة منه يحترقون ..

ارجع نظره لها ليراها تغلق باب المتجر ..
راقبها واختبئ بخفة خوفاً من أن ترى ظله او هيئته ..

أعاد عينيه لها ويا ليته لم يرى ..

كان هناك شاب بمقتبل العمر ذو ملامح نبيلة يبتسم لها ويمسك بيدها ..
وهي كانت بدورها تبتسم له ..

رآها تتمتم ببعض الكلمات لذلك الشاب ..وهي تبتسم له ..

رآه بدوره يسحب يده ويحشرها بجيب بنطاله ومن ثم يخرجها ممسكا ببطاقة انيقة سوداء..

رفع نظره لها وشعر بنفور في انفه وعيناه امتلئت بالدموع ..
كان بسره يتمنى ان لا تقبل تلك البطاقة التي لا يعلم ما هي ..
لربما تكون لرقمه او ما شابه ..

سمع تحطم قلبه عندما رآها تمد أناملها برقة وتأخذ تلك البطاقة من يده بخجل .. بخجل!!

ربت ذلك الشاب على رأسها بخفة ومن ثم استدار وذهب ..

رآها تضع يدها على رأسها بينما تتأمل في تلك البطاقة التي بيدها ..

أدار جسده واستند بخفة على الشجرة التي خلفه .. وضع يده على فمه بينما اليد الأخرى قد وضعها على قلبه ..

لا يعلم ما تكون مشاعره الآن ..
هو أراد ان تلتقي بشاب غيره ينسيها اياه ..

ولكن .. لما يشعر بقلبه يحترق .. لما يشعر وكأنه يريد أن يحطم وجه ذلك الفتى الوسيم ..

ولكن بالنهاية أخذ يطبطب على قلبه عله يهدأ  انجرافه قائداً إياه الى الهلاك ..

مُكمِلاً جولة بكائه بصوتٍ مكتوم وشهقات متتالية ..!