القُبلة الأخيرة | KIM KAI

لن أنساك أبداً

الفصل ما قبل الأخير ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..

..

يجلس بينما يضع رأسه بين كفيه ..
يفرك صدغه بشدة.. لعل الصداع الذي يفتك به يخف ..

صديقه أغمي عليه ..
نقله بإنهيار تام للمشفى ..
فُزِعوا الأطباء لرؤيته ..
عظام بارزة .. جسد هزيل ضُئِل من العدو اللانساني بداخله ..
الذي جعل منه ورقة صفراء ذابلة .. تنتظر تفتتها بأمل العودة كأخرى تملئها نضارة الربيع .. ولكن لا ..
هو ورقة يابسة لكن دون أمل بالرجوع !
ينتظر الرحيل فقط ..

نقل ناظريه للطبيب الذي خرج من غرفة العمليات التي بات يمقتها في الفترة الأخيرة .. التي قد عانى بها صديقه شر المعاناة ..

نظر له الطبيب لينزل رأسه بخفة ..
استقام متوجهاً إليه بلهفة ..

لكنه وقف ساكنا مبحلقاً بالطبيب بفراغ ..مما نطق به ..

علم بأن هذا سيحدث .. لكنه لم يتأهب لذلك بعد ..
لم يستعد للفراق ..

"أعتذر تشانيول .. أعتذر بكُبرِ السماء .. فعلت حقا ما بوسعي لكن .. هذا اليوم حق علينا .. هو سيرتاح بذلك .. هو الآن على شراف الوداع .. إن كنت تريد رؤيته للمرة الاخيرة أدخل بسرعة ..
كامل أسفي صغيري .. عما عجزت عن فعله .."

إنحنى بخفة له يهز رأسه بتفهم ..
لم يشعر برغبة بالبكاء ..

اعتقد بنفسه الانهيار عند سماعه هذا الخبر ..
ولكن لا شيء ..
لاشيء سوى الفراغ ..

دخل حيث يركد جسد روحه الأخرى ..
من كان جزءاً لا يتجزء من روتينه اليومي .. من بقي معه في أسوء الأيام وفي أجملها ..

أتعلمون رفيق الروح ..
كان هو كاي بالنسبة لتشانيول ..

تقدم بخفة وبخطوات وئيدة متقاربة نحوه ..
جثى بقربه .. يناظر تلك الأدوات البغيضة التي تتصل بفاهه وانفه ..

انقبض قلبه عندما أبصرت عينا الأخر له ..
عيناه الواهنة التي تكاد تغلق لشدة تعبها من رؤية عالم بائس ..
أهلكها ..

ابتسم جونغ إن .. ابتسامة دافئة .. واهنة .. بينما مقلتاه تلك امتلئت بالدموع ..
أشار لصديقه بالاقتراب لينصاع له ..

أبعد قناع الأوكسجين عن فاهه ليقول بتقطع ..
" تشانيول .. شكرا لك على كل شيء صديقي ..

شكرا لك على كل يوم أمضيته بجانبي .. على إتعابك معي ..

لأنك أُرهٍقتَ مع رجلٍ بائسٍ مثلي ..