الفصل الخامس : أنا آسف إيميليا

101 5 2
                                    

الفصل الخامس: أنا آسف إيميليا

الفتخاء، ذلك الوحش الذي اقتلع رأس حصان جاك بسرعة البرق، قبل مدة وجيزة قد صار الآن جثةً متفحمة.

ظهرت أمارات السعادة على جاك وجده فاحتضن كل واحد منهما الآخر بفرح وسرور ، ثم شرعا بالقفز كأنهما طفلين، ومازاد الأمر بهجة دموع الفرح التي قد نزلت من الاثنين دليلاً على صدق مشاعرهما.

الجد بسعادة: لقد نجونا! نحن بالفعل أحياء يا بني.

جاك ودموع الفرح تنساب على وجنتيه: بالفعل يا جدي لقد قتلنا هذا الشيطان والآن سوف نكمل طريقنا الذي بدأناه معاً.

أومأ الجد برأسه بسعادة قائلاً : على أي حال يجب علينا أن نجد مأوىً لنا حتى نستعيد طاقتنا ونداوي جراحنا ثم نحن بحاجة ل...*صمت*

استغرب جاك من سكوت جده المفاجئ فقال له : جدي هل انت بخير؟.

الجد بتوتر: جاك اعلم أني أحبك... خذ الرسالة من جيبي الأيمن إذا... إذا استطعتَ النجاة.

جاك باندهاش: ماذا؟ مالذي تقوله يا جدي لقد ان... قاطع كلام جاك دفع جده القوي له حتى أسقطه على الأرض.

أُغلقت أعين جاك كرد فعل طبيعي لشخص تم دفعه فجأة، ولكن... بعد فَتح عينه بلحظات تجمد... نعم تجمد جاك في مكانه، صارت عينيه خاليتين من الحياة وجسمه الممدد على الأرض يرفض الحركة و عقله لم يعد قادراً على الإستيعاب.

بقي هكذا لمدة نصف دقيقة قال بعدها: كيف؟... لا يمكن! بالكاد تمكنا من النجاة والآن..

كان الذي رآه جاك هو جسد جده الذي هوى على الأرض بدون... رأس! ياله من منظر شنيع على قلب جاك أن ترى من رباك أفضل تربية ودربك أفضل تدريب يسقط من دون رأس.

هل تعلمون من يستطيع فصل الرأس عن الجسد برمشة عين؟ الجلادون حال تنفيذ حكم الإعدام، الجنود في ميادين المعركة وأخيراً وليس آخراً الفتخاء.

لقد كانت مواصفاته كالذي سبقه لا شيء جديداً عليه إلا أنه لم يكن هذه المرة مديراً وجهه لفريسته بل واجهها بنظراتٍ تخلع القلوب خلعاً.

لكن يبدو أن هذا الفتخاء لا يعلم أن فؤاد فريسته مفطور وقلبه مكسور، فلم تعد مثل هذه النظرات تخيفه بل ولا تهمه.

اعتدل جاك جالساً ثم أخذ يحبو على يديه ورجليه كطفلٍ لم يتعلم المشي بعد... كان مع كل خطوة يسترجع ذكرياته معه، كيف كان يلاعبه صغيراً ويشتري له الالعاب، كيف كان يواسيه عندما يتنمر عليه أحد الأشقياء بالحي ، كيف كان يأخذه مع إيميليا للمدن المجاورة ليستمتعو بالمناظر التي فيها .

أخذ يتذكر التدريبات الشاقة التي وضعها له، وكيف أنه كان دائم التحفيز له بالتدريب... لكن كل هذا صار من الماضي لن يعيش أي ذكرى جديدة مع جده...

الفارس الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن