الفصل الأول : وعد

54 5 11
                                    

عام 1271 28 من شهر يناير

في قرية بلو ڤالي البعيدة عن العاصمة وتحديداً أمام ذلك القصر الفخم ذي الأسوار الذهبية والحدائق الضخمة التي احتضنت جميع أنواع الزهور ، وقف شاب ذو شعر أحمر وعينين من نفس اللون أمام تلك البوابة التي صبغت بلون الذهب ونقشت بأجمل النقوش كان العرق يتصبب منه وقد تحول وجهه للون الأحمر كما أنه كان يبلع ريقه باستمرار... لماذا يا ترى؟ هل هذا بسبب الحرارة؟ ولكن الشمس لم تشرق بعد والنسيم عليل وجميل.

اوه أظنه متوتراً فقط إنه يحمل بيده صندوقا حديديا عليه نقوش جميلة، يبدو أنها هدية حسناً هاهو يبدأ بالتحرك اتجاه البوابة وقد عرفه الحراس فوراً.

الحارس 1: مرحباً سيد جاك لقد أخبرنا السيد فرانسوا أنك قادم وأمرنا بفتح الأبواب لك فور رؤيتك.

الحارس 2 بابتسامة شيطانية: يبدو أن السيدة تتوق شوقاً لرؤيتك فهي تنتظر من 20 دقيقة على تلك الكراسي الخشبية اذهب يا أيها المحظوظ.

احمر وجه جاك خجلا وذهب راكضاً وهو يقول : اصمت مايك لابد أنك تحب احراجي كثيرا ً يا عديم الذوق.

انفجر الحارسان من الضحك على هذه الشتيمة اللطيفة.

وصل جاك إلى المكان الذي اعتادا أن يجلسا فيه سوياً ، هو وهي منذ أن كانا أطفالاً، رآها جالسة واضعة يدها على خدها تحرك الرياح خصلات شعرها الأزرق يمنة ويسرة لربما ظننتها نائمة لو أنها لم تفتح عينيها الذين كانا انعكاساً للسماء الصافية، كانت تبتسم وتنظر للفراغ كما لو أنها كانت منومة مغناطيسياً.

جلس جاك يتأملها لدقيقة بينما ضربات قلبه تزداد شيئاً فشيئاً

جاك لنفسه: *هيا تشجع يمكنك فعلها جاك إنها صديقتك منذ الطفولة لماذا تشعر بكل هذا الخجل*

تقدم جاك خطوة ولكن قال لنفسه * ل... لا فائدة سوف أناديها من هنا سوف أتشجع إن نادتني باسمي*

قال جاك بصوت مسموع: صباح الخير.

ارتسمت علامات الذهول على وجه الشابة ونظرت باتجاه الصوت ... بقيا يحدقان في بعضهما البعض لثوان حتى تداركت الموقف واحمرت خجلا قائلة : صباح النور

قال جاك بابتسامة وقد خف خجله : كيف حالك إيمي.

إيميليا بابتسامة ساحرة: بخير جاكي إذاً هل سوف ترحل اليوم حقاً. وقالت آخر كلمة بنبرة حزينة.

جاك وهو يعبس مواساة لصديقة طفولته وحبيبته : تعلمين أنه يجب علي فعلها يجب علي أن أصبح فارساً أسود يستطيع حماية القرية و...

إيميليا بحزن شديد : و ماذا..

جاك يحمر خجلا: وحمايتك أنت.

تحول وجه إيميليا بعدها لطماطم وتبدل حالها من حزن إلى فرح: حح حقاً! أنت لطيف جداً جاكي إن بقيت بهذا اللطف سوف أحبسك في المنزل ولن أدعك تخرج.

ضحك جاك ثم قال : لا أرجوكي أوه وأيضاً كدت أنسى تفضلي هذه هدية مني إليك . *أعطاها الصندوق الحديدي*

تحولت عيون إيميليا لقلوب وهي تأخذ الهدية : أوه إنك بالفعل لطيف جاكي وما هذا ... إن إن إنه خاتم 0/////0 هل يعقل؟ .

قاطعها جاكي بسرعة: لا لا ليس طلب زواج منك أو على الأقل ليس بعد.

عاد وجه إيميليا لطبيعته : أوه حقاً ماهو إذاً؟

جاك : إنه رمز لوعدي لك.

إيميليا: رمز؟ ووعد؟

جاك يهز رأسه موافقاً: نعم إني أعدك يا إيمي أني إن عدت من رحلتي سالماً وأصبحت أحد الفرسان أن أطلب يدك من والدك.

ابتسمت إيميليا: لطالما كنت صادقاً في وعودك ولكن ... *أعطته الصندوق*.

تفاجأ جاك: إيمي ...

إيميليا بحزم : جاك أنا لن أكون لغيرك، ولن أنساك مهما بعدت المسافة بيننا ولذلك أنا أثق بك بدون هذا الرمز و الوعد أثق بأنك سوف تعود لي يا فارسي.

انصعق جاك من قوة كلمات حبيبته لكن عندما زال تأثير الصعقة قال : إيمي.. وأنا أيضا لن أنساك وسوف أعود لذلك أرجوك انتظريني .

إيميليا بابتسامة: بالطبع اذهب يا فارسي حطم كل من يقف في وجه حلمك ولا تنس مبادئك أبداً.

أومأ جاك برأسه موافقاً وبدون أي كلمة أخرى استدار بجسده للخلف ليسلك طريقاً جديدة في حياته طريقاً وعرة وليس هناك رجوع فيها حتى تصل لنهايتها أو تموت.

الفارس الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن