١٠| المَشرحة

574 93 120
                                    


خَريفٌ بَدلت فيه الأشجار ثوبها الأخضر بالثوب البرتقالي الباهِت لتتعرى بعض الأغصان مُفصحتًا عن ماهية هذا الكون الزائف، خريفٌ عجوزٌ وإن قالوا أن الشمس تصالحت فيه مع الأمطار لتمطر تحت سماءٍ مُشرقةٍ..مُشرقة ولكن مُعتمة في بعض القلوب

___________
●عام 2014
●ثانوية أوستن
__
لم تكن المسافة التي تفصل بين (جوآن) و (غرايس) بكبيرة، فَلم يفصلهما عن بعض سوى سيتار أبيض وضع بين الأسرة في غرفة المُمرضة

كان عقل (غرايس) هادئ ونقي تمامًا، خالٍ من أي أفكار تذكر ونفسها خاليةٌ من أي إحساس بالذنب أو حتى بالخوف من مَصيرها..

كانت تقبض بشدة على معصم (كاتلينا) الجالسة بجانبها بينما تعض على شفتيها لكتم ضحكتها عندما أخبرتها المُمرضة من خلف السيتار

". لا تظني بأن إغمائكِ سيخلصكِ من العقاب ."

حينئذٍ كان عقل (جوآن) يعصف بالأفكار، مُحدقة في سقف الغرفة غير مهتمة حتى بسماع ما يدور بين (كاتلينا) و (غرايس) من حوار، حُصرت أفكارها بين الذي يجب عليها قوله لوالديها عند سؤالها عن تلك الخدوش في وجنتيها، وبين كيف ستواجه الطلاب بعد الآن..

انتشلتها المُمرضة من أفكارها بعد أن فتحت السيتار فجأة

". والدتكِ تنتظركِ في الإدارة ."

فزعت وألقت بالغطاء من فوقها

". أتصلتوا بوالدتي! ."

". كان يجب إعلام الأباء بشيء كهذا بالطبع ."

". ما الذي حدث، نحن أصدقاء كنا نمزح لا أكثر! ."

أجابت (جوآن) المُمرضة بانفعال فجاء صوت (غرايس) من السرير المجاور مُقاطعًا بقهقهاتٍ ملأتها السخرية

". إنها مُحرجة من أن تكتشف والدتها بأن ابنتها مجرد منبوذة تتلقى الإهانة فالمدرسة ."

". غرايس، موضوع أنكِ جيئتِ للمدرسة في حالة من السكر لن يمر بسهولة، ناهيكِ عن أنكِ لا زلتِ تحت السن القانوني أصلًا! ."

قالت المُمرضة فانحنت (كاتلينا) إلى أذن (غرايس) هامسة

". ما كان يجب عليكِ الشرب بهذا القدر."

تعالت ضحكاتها من جديد بدون سبب مقنع مما أثار غضب المُمرضة التي تأكدت من أنها لا تزال مخمورة بالفعل..
-

 آمْنيزْيا | زَهرة الفاوانيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن