١٧| رسالة

468 83 28
                                    


تربعت فوق سريرها الفوضوي وأخذت تمسح عدسات نظارتها الكبيرة وهي ترمق الفتاتين الجالستين على الأسرة أمامها، تنتظران منها الإفصاح عن القواعد التي وضعتها لإقامتهم معًا، حتى تحدثت

". لنبدأ بالطعام، الرف الأول من الثلاجة يخصني، وأما الرفين الآخرين يمكنكما اختيار أي منهما لا يهمني، لا مشاركة في الطعام، فإذا نقص أي شيء من طعامي أو من أغراضي بشكل عام سأعتبرها سرقة وحينها سأقرر العقاب، وهذا ينطبق عليّ أنا أيضًا، أما بالنسبة لمواعيد النوم، فستُغلق الأنوار في تمام الواحدة مساءً عند انتهائي من دراستي، فحاولوا إنهاء جداولكم قبلها، فأنا لن أسمح بأي إزعاج يُفسد ساعات نومي القليلة، وبالنسبة للتنظيف فقد كنت أواجه صعوبةً به؛ بسبب كثرة انشغالي بالدراسة، ولكن الآن سنقسم الأمر فيما بيننا، فكل واحدة منا ستحصل على يوم للتنظيف وسأبدأ أنا من اليوم فقط لأنكما وصلتما للتو ."

". أهذا كل شيء؟ أيمكنني النوم الآن أم أن هناك قاعدة تمنع النوم بالنهار؟ ."

قالت (جوآن) بتملقٍ واضح لترد الأخرى بجمود

". إذا استطعتِ النوم مع ضجيج تنظيفي للمكان فافعلي ."

زفرت بحنقٍ وهي تدفن وجهها فالوسادة بالتزامن مع سحبها للغطاء فوق جسدها لتحبس غضبها المُثار أسفله، أخذت تتقلب بعدم راحة بينما تسد أذنيها لتكتم صوت الصخب الصادر مِن (لوسيا) أثناء تنظيفها للمكان والذي بدا لها وكأنه مُتعمدًا لاستفزازها، وما أثار دهشتها أكثر هو أن (كاتلينا) غطت في نوم عميق بالفعل غير مبالية بالأصوات من حولها..

-

أخذت تدور بمُقلتيها فالظلام عندما فتحت عيناها فجأة لتخرج من ثباتها العميق، مدت يدها بخمولٍ شديدٍ لتلتقط الهاتف المتروك فوق الطاولة الصغيرة التي تفصل بين سريرها و سرير (كاتلينا)، صُدمت عندما وجدت أن الساعة تشير إلى الواحدة بعد مُنتصف الليل فاعتدلت في جلستها على الفور وأخذت تسترجع أحداث ما قبل نومها لتُحدث نفسها قائلة

". كل ما أتذكره هو أنني كُنت أحاول النوم، وأعتقد أنني نجحت ."

نظرت من بين الظلام المُخيم على الغرفة نحو سرير (كاتلينا) التي كانت تغط في نوم عميق، فألقت بعينها في الجهة الأخرى من الغرفة نحو سرير (لوسيا) فوجدتها نائمة هي الأخرى مما جعلها تشعر بإحباط شديد أرغمها على العودة لفرد جسدها فوق السرير مُتمتمه

". أعتقد أنني سأسهر للصباح ."

فتحت هاتفها لتتصفح بعض صفحات الأنترنت فأزعج بنوره عيناها التي اعتادت الظلام، قللت من إضاءته وأخذت تُشاهد الفيديوهات المُضحكة والنكات الساخرة المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصلتها رسالة من رقم مجهول في إحدى برامج الدردشة السريعة فأقدمت على فتحها بدون تردد

 آمْنيزْيا | زَهرة الفاوانيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن