الخيل و الماء part4

1.6K 21 0
                                    

الخيل و الماء

راحت كولي تراقب الرجل القوي يضرب بذراعيه المفتولتين مياه حوض السباحة بلا مجهود يذكرو قد ومضت بشرته بتألق جميل
تحت شمس الصباح كانت تعرف انها تأخرت عن موعد تمرينها الصباحي لكن دقه ضربات الذراعين في الماء نالت اعجابها
و تساءلت هل تستطيع ان تتغلب على مخاوفها وتجيد السباحه مثله .
وكان هذا الصباح يعتبر خامس يوم تتلقى فيه دروس السباحة و بالرغم من ان رغبتها في تعلم السباحة كانت قوية الا انها كانت تشعر
بخوف من الماء وقد ساعدها جيس ان تتغلب على مخاوفها . و في هذا الصباح حققت تقدما كبيرافي تدريبها يفوق اليوم الاول الذي بذل فيه جيس
جهدا لكي يحملها على النزول الى الماء و قد ادهشه ان يراها تتمسك بالصبر في التعلم برغم مخاوفها. و ان تتشبث بالامل في ان
تصبح سباحه ماهره. و بدا جيس في تعليمها القواعد الاساسية للسباحه خطوة فخطوة .حتى تفهمتها جيدا و أقنعها ان تغوص في الماء
وتطلق الهواء من فمها . و بعد ذلك اخذ يدربها على ان تمسك بيديها حافة الحوض و تحرك قدميها حركات متناسقه ثم راح يعلمها
كي تحرك ذراعيها ونجحت في ان تضرب الماء بلا جهد كبير .
كانت تقف عند حافة الحوض السباحة عندما رأته يعبر الى الطرف الاخر ثم توقف قليلا . نفض الماء الذي بلل شعره وأمسك الحافه
بأحدى يديه و عندما وقع بصره عليها لوح لها بيده الاخرى محييا , ثم قال :
( تأخرت في النوم هذا الصباح ... )
و طلب منها ان تسرع بالنزول الى الماء فسارت كولي الى حافة الحوض و اصطبغ وجهها بحمرة الخجل عندما خلغت رداء الاستحمام
و سبح جيس ببطء حتى بلغ المكان الذي وقفت عنده و استقر بقدميه على ارضية الحوض و ترك رأسه يعلوصفحة الماء وراح ينفض
الماء عن وجهه ويبعد شعره عمجبينه ثم تطلع الى كولي مأخوذا بجمالها وهي ترتدي المايوه .و بعد ذلك قال لها :
( سنتدرب اليوم على السباحة طفوا . تعالي الي وانت تسبحين على بطنك وتذكري ان يظل رأسك في الماء )
اخذت كولي نفسا عميقا وبدأت تنزلق الى الماء تدريجيا ومدتذراعيها أمامها و راحت تسبحعلى بطنها ورأسها في الماء و قطعت مسافة استغرقت
عدة ثوان لكن خيل اليها انها سبحت عدة ساعات و أخيرا لمست راحتاها يديمدربها فرفعها الى اعلى وعندئذ مسحت الماء عن رأسها
و تطلعت اليه تسأله عن مدى نجاحها في محاولتها ولكنها كالعادة رأت القناع المعهود يكسووجهه و لم يقل لها شيئا سوى :
( حسنا ... فلنعد الكره )
و اعادت كولي التمرين مرتين وكانت تطفو بجسمها على الماء وتضرب الماء بقدميها في حركات منسجمه وهي تسبح ببطء نحوه
وعندما وصلت اليه قال لها :
( حسنا .. فلنبدأ الان السباحة على الظهر .. انها سهلة .فقط استرخي كما فعلت في المرات السابقه امسكي بيدي )
اطاعته كولي و استلقت على ظهرها مستعينة بذراعيها ولكن الماء تلاطم بوجهها وفوق رأسها فاختل توازنها و اضطربت و راحت تبحث
عن يديه لعله ينقذها .
قال لها بصوت تتسم نبرته بالصبر :
( لا تنزعجي .. استلقي ثانيه على ظهرك واسترخي لا تشدي جسمك )
أغلقت عينيها حتى لا يقرأ الخوف فيهما و استلقت على ظهرها واستسلمت ليديه الحازمتين و راح يسند كتفيها الى ذراعيه حتى اصبح ظهرها
يطفو ساكنا فوق الماء وفكرت ان الامر ليس صعبا كما كانت تتصور بينما راحت موجات رقيقة من الماء تلطم جسمها وشعرت بالهدوء
والسكينه عندما استقر جسمها فوق الماء فانعقدت ابتسامة السعادة على شفتيها .
سألها جيس :
( أظنك استمتعت بهذه السباحة .. أليس كذلك ؟ )
التقطت كولي انفاسها و قالت :
(انها مريحة للاعصاب )
و فتحت عينيها لتتطلع اليه فرأت السرور باديا في عينيه وكانه يجيب على ابتسامتها و عادت تغلق عينيها مرة ثانيه .فسمعته يقول لها :
( الان لم يعد ينتابك ادنى خوف حركي يديك قليلا لكي تدفعي جسمك الى الوراء )
و عندما بدأت تحرك ذراعيها بعنف شعرت انها تغرق في الماء و لكنه سارع الى مساعدتها على حفظ توازنها بيديه و اردف يقول :
(لت لك حركي يديك قليلا ... قليلا ... و ليس بعنف )
و في هذه المرة حركت يديها الى الوراء و شعرت بسعاده عندما اندفع جسمها مع حركتها , فتنهدت حالمة واسترخت مع تيار الماء وفتحت عينيها
لتسأله :
( هل حقا . نجحت في تعلم السباحة ؟ )
و لكنها لم تجده الى جوارها ..و فجأة انتابها الفزع وادارت رأسها بسرعه بحثا عنه فوجدته يقف على مسافه بعيدة عنها .وعندئذ ساءت
الامور اذ اضطربت ساقاها وبذلت جهودا يائسة لتعثر قدماها على القاع و عندما عجزت صرخة منادية :
( جيس ! )
وأخذت ذراعاها تضربان الماء في محاولة مستميته لتصل اليه ورأته يسارع الى نجدتها والت بجسمها بين ذراعيه وسبح بها حتى بلغ حافة الحوض
في سلام و عندما استقر بها المقام وجدت نفسها لا تزال ممسكة بكتفيه و جسمها يرتجف ويضطرب خوفا فقال لها ويده ما زالت ممسكة بخصرها :
( هل انت بخير الان ؟ كنت رائعه و انت تسبحين نحوي ! )
سألته :
( أحقا ما تقول ؟ )
كان الفزع يملأ عينيها وهي تحدق في عينيه وتتلمس الهدوء لنفسها المضطربه في قربه ثم أردفت تقول :
( و لكن لماذا ابتعدت عني ؟ )
اجاب مبتسما و هو يحاول ان يبعث الطمأنينه في قلبها :
( لأنك ما عدت في حاجة لي ..كان جسمك طافيا بدون معونه مني و استطعت السباحه وحدك )
شعرت كولي بدفء اطراءه برغم الفزع الذي ملأ قلبها منذ لحظات فسألته :
( هل نجحت في محاولتي ؟ )
ابتسم ابتسامة رقيقه ثم قال :
( اجل نجحت )
ولم تتوقع كولي ان تجد نفسها تطيل النظرالى حركة شفتيه و بدات تدرك مدى المسافة القصيره التي تفصل بينهما فأحست بلمسة يده
الحارقه تلسع خصرها وبدأ رأسه يميل نحوها فشعرت بعينيه تخدرانها ولكنها أفاقت على صوت آت من احد جوانب حوض السباحه .
يقول :
( ماذا لدينا هنا ؟ موعد غرام في هذا الوقت من الصباح الباكر ؟ )
امتدت يد جيس لتدفع كولي بعيدا بجفاف لكنه لم يدعها تذهب عنه , و انما التفت نحو وجه توني الساخر و قال جيس :
( كنت ادرب كولي على السباحه . الخوف ينتابها من المياه العميقه )
قال توني ساخرا :
( و أبي الحنون سيقبلها لكييزيل المخاوف عنها ........ )
اصطبغ وجه كولي بحمرة الخجل وتركت ملاذ جيس الذي كانت تحتمي فيه وشرعت تأخذ سبيلها على طول حافة الحوض حتى بلغت الاعماق
الضحلة وتألقت الندبة في وجه جيس وهو يتطلع الى توني بوجه متجهم قبل ان يتحرك ليقتفي اثر خطوات كولي المتقهقرة .
قال توني :
( اذا كانت دروس السباحه بهذه الصورة فنني على استعداد للانتظار حتى تسنح لي الفرصة يا ابن الخال .. في يومما ! )
راح توني يصرف باسنانه و هو يتطلع الى كولي وجيسقبل ان يأخذ سبيله الى الحديقه و هو يصفر بمرح . و راقبت كولي رحيله وتساءلت كيف تستطيع
مواجهة جيس بعد كل ما حدث ؟ كانت تعرف انه يقف على مقربة منها و عيناه تتمليان فيها , و اخيرا قال بصوت تشوبه الخشونه :
( يكفيك ما تلقيته من درس هذا اليوم ؟ )
فهزت كولي رأسها موافقه وكان جيس يقف امامها و احدى ذراعيه على درابزين سلم الحوض ويده الاخرى على خصره و شعرت بالرغبة تحذوها
في ان تمر به سريعا و لكن الماء عاق خطواتها فأبطات سيرها وحرصت على ان تنكس رأسها حتى تخفي حمرة الخجل التي اصطبغت
بها وجنتاها و قد راح الضباب يتراقص امام عينيها و هي تتسلق السلم فتعثرت قدمها عند اول درجاته واسرع جيس يساعدها لكنها تفلتت منه
و نجحت في الخروج من الماء , و توجهت الى مقعد طويل و ألقت بجسمها و بدات تجفف شعرها بالمنشفه و تمنت في هذه اللحظه ان يرحل جيس
و لكنه راح يحوم حولها كالصقر الذي يريد ان ينقض على فريسته فحاولت ان تتجاهله . و كانلزاما عليها ان تفعل ذلك
لانها لا تستطيع مواجهته و على الاخص .. و هي في هذه الحالة .

وردة قايينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن