جلس رؤوف فى الحديقه يتأملها ويرى بين شجيراتها شبح فتاته الأولى شبح حب قد انتهى بمأساه
ساره إبنه الجيران التى أحبها وخطب ودها بالرغم من أنه حينها كان لا يزال يدرس فى السنه الثانيه من كليه التجاره ولكنه كان راغبا فى أن يستمر وهيا معه مهما كلفه الأمر
كان متسرعا كحال أغلب الشباب لم يفكر فى العواقب ولكن أى عواقب فالوقت لم يمهلهما ليمرا بالعواقب فبعد ما نجح فى هذه السنه الدراسيه قرر الإحتفال مع أصدقائه وبعد إصرارها الشديد لخوفها من أن تختطفه إحدى زميلاته منها وافق رؤوف و أخذها معه وتأخر الوقت وهيا كالطفله فى مدينه الألعاب لا تريد الرحيل حتى انتهى الحفل وعادا سويا ولكن لاتوجد أى وسيله مواصلات متاحه فالوقت قد جاوز منتصف الليل وكل ما يشغل بال رؤوف كيف سيبرر تأخيرهما لوالديها ولم يظن أبدا أنه لن يحتاج لمبرر
ظهرت من بعيدا ظلال سوداء لأشباه بنى آدمين فهم كانو شياطين فى هيئه آدميه
لا يدرى هذا المسكين كيف فى لمح البصر أصبح مقيدا ملقى به وسط الطريق والظلام يغيم عيناه ككهف عتيق وسط الغابات يدوى بين شقوقه صرخات العذاب
كانت صراختها تدق مسامعه حتى واتاه الصمم فعقله عجز عن استيعاب ما يحدث فكف سمعه عن استقبال أى شئ ليحل الصمت محل هذيانه المكتوم
تركوهما ملقيان لا حياه بهما حتى وجدهما أحد الماره وأبلغ الشرطه التى اتت بدورها بالاسعاف
تم نقلهما للمشفى فى حاله مزريه فهيا مغيبه عن الوعى اما هو فعيناه جاحظتان لا تطرف ولكنه لا يرى أو يسمع لا روح فيه كأنه مجرد أنفاس تتصاعد وتعود لتهوى بداخله من جديد ولكنه ليس على قيد الحياه أو هكذا ظن نفسه
وصلت الشرطه للمجرمين لكن دون جدوى فبعدما انهو فعلتهم الشنعاء اسرعو بسيارتهم سكارى مغيبين ليسيرا فى ضروب مظلمه بلا وعى ويرتشفون المزيد من المسكرات حتى توقف أحدهما بسيارته ليبحث عن قنينه خمر جديده فى سيارته بعد أن افنى سابقيها دون الوضع فى الحسبان أن سيارته تسبق البقيه وانهم يقودون بسرعه جنونيه فاصدموا جميعا ببعض وما هيا إلا ثوان معدوده واصبحت السيارات وأصحابها كتل فحم مشتعل
لقد عاقبهم الله ورد حق من ظلموهم فلم يكن فقط الموت مصيرهم بل العار أيضا فبعد تلك الفعله نشر الخبر بالصحف واصبحت عائلاتهم فى خزى دائم حتى اثر ذلك على مستقبل الشباب والفتيات فى هذه العائله فالكل يحاسبهم على تربيه هؤلاء المستهترين غير ابهين بمصابهم
اما عن ساره فقد نجت ولكن دون جدوى فهيا جسد بلا روح قلب محطم ونفس مشوهه
لاتصلح للحب أو الزواج فذكرى تلك الليله المشؤمه لا تبارح فكرها ليلا كانت أو نهارا
اصبحت بارده كالثلج لا تشعر بأى شئ سوى الشفقه على حال رؤوف الذى تبدل تماما فبعد علاج نفسى دام لمده عام لكلاهما لازال يخشى حتى الإمساك بيدها فهو دائم الملام لنفسه على ما حدث وكلما نظر بعينيها يرى أشباح تلك الوحوش التى سفكت دماها
كان يلقى بحموله فى الرياضات العنيفه محاولا بناء جسدا قويا ليستطع حمايتها فيما بعد منشغلا تماما عنها فنظراتها المنكسره تذبحه كالشاه المريضه التى لاذنب لها بمرضها ولكن لم يفكر أبدا بمداواتها بل كان ذبحها أسهل
كانت نظره الشفقه فى عيون كل من يراهما تقتلهما فالكل كان يحسد حبهما اما الآن فقد أصبح هذا الحب لعنه يحاكمون عليها
فاض الكيل واصبحت ساره لا تتحمل هذه المعامله فالكل يشفق عليها ومحبوبها كلما نظر لها رأى نفسه مهزوما فيتوارى عن عيناها
قررت أن تبتعد عنهم جميعا وتسافر لبلد لا يعرفها فيه أحدا أملا فى أن يداويها البُعد
لكن هيهات فلم يمنحها القدر سوا ألما فوق آلامها
أنت تقرأ
لقد عاد
General Fictionغاب فى طيات النسيان لتسلبه الحياه كل عزيز فيمنحه القدر ماضيه الغائب ليجعله يرغب بالحياه مره أخرى