رؤوف : مطلعش وعل أصلا أنا افتكرته وعل لأن الغابه قريبه من الجبال اللى بيعيشو فيها وأوقات بينزلو فى الشتا الغابه لكن الوعل ميقدرش يشدنى بالقوه دى قولت يمكن الحبل المربوط بيه السهم لف على فرع شجره قبل ما يصيب الوعل أو لف على قرونه شديت جامد لقتنى بتسحب أكتر ولأن الموضوع سريع مبقتش عارف أفك الحبل من على ايدى لحد ما وصلت لمكان وسط الغايه الشجر فيه قليل وأُفاجئ بالعيون الحمرا اللى بتبصلى بغضب على الطرف التانى من الحبل
يحيى :عيون حمرا إيه غوله
سوسن : متكسفناش مفيش حاجه اسمها غوله
يحيى :ليه اومال أمك دى إيه
سوسن بغضب : يحيى كله كوم وماما كوم تانى خالص
يحيى :فى دى عندك حق كل الحريم اللى فى الدنيا كوم وأمك كوم تانى خالص بس دا لو سلمنا انها حريم أصلا
رؤوف :عيب يا يحيى
يحيى بغضب ممتزج بغيظ مكتوم :واللى أنا فيه دا مش عيب مش حرام
رؤوف :اهدى فى إيه
يحيى :اتخنقت منها ومن اللى بيرجالى من أفعال امها
سوسن :شايف اهاناته
رؤوف :ياجماعه استهدوا بالله انتو بتتلككو على خناق نفسى أفهم اتجوزتو ليه لما انتو مش طايقين بعض دا ولا المجبورين
نظر يحيى إليه بعيون حزينه وقلب يتألم :هه فى دى عندك حق الست لما تتجوز واحد مش عاوزاه ومضطره تدبس فيه بتعيشه فى جحيم خصوصا لما يكون بيحبها من غير امل
احست سوسن بحزن لسوء فهمه لها وحاولت مبرره :انت موهوم على فكره ومبتبطلش تضايقنى ومبيفرقش معاك حتى لو عملت إيه
يحيى😔 : يعنى انتى زعلانه منى دلوقتى
سوسن :أيوه طبعا
يحيى 😁: اتفلقى ياحياتى انجز يا رؤوف دا كان سؤال مهبب أنا إيه اللى سحبنى من لسانى عشان أعرف حكايتك
رؤوف :خلاص بلاها
سوسن : بلا إيه سيبك منه كمل كمل إيه العيون الحمرا دى
رؤوف :عيون طور
يحيى :نهارك بنفسجى انت مربى تيران
رؤوف :لأ طبعا الغابه مفيهاش منهم ولو كان فيها كنت نقلتهم أو بعتهم هو أنا مستغنى عن نفسى
سوسن :اومال جه منين
رؤوف :المهرجان كان معاده قرب وأصحاب المزارع المشتركين فيه بينقلو التيران اللى هتصارع لمكان اقامه المهرجان فكان فى عربيه نقل للتيران دى معديه قُرب الغابه بس السواق الغبى كان عاوز يتمنظر على حبيبته ويوريها قوته فتح للطور ده وهو فاكره اضعفهم ميعرفش إنه عشان أصغرهم يبقى أقوى وأسرع اتفاجئ بالطور بيهجم عليه جرى وهو الهبله اللى معاه استخبو تحت العربيه والطور هرب ودخل الغابه وأنا بصطاد الأرنب كان بينط فالسهم عدى من بين قرون الطور وهو بيجرى ورشق فى قلب الأرنب فالأرنب مات فى لحظتها فإرتخى جنب رأس الطور وأنا بشد الحبل لف زياده على رأس الطور والارنب اتعصر وغرق عينين الطور وراسه دم فاتجنن وافوجأ بانى فى وش المدفع ملحقتش افكر ولا لحقت احل الحبل من على دراعى بقى يتشال وييتهبد وانا معاه هبدنى كام هبده من الشجر للارض لحد ماصفى دمى وأنا لا قادر اخد نفس ولا قادر افلت كان الحارس اللى كان بينقله بيدور عليه بعد ما بلغ صاحب المزرعة وجم معاهم بنادق تخدير ضربوه بالبندقيه اغمى عليه بعد ما دماغى كانت بقت خريطه من كتر الخبط
سوسن :يا لهوى وبعدين
رؤوف :نقلونى المستشفى وبالصدفه يومها المحامى كان جايلى لمح الاسعاف جرى سأل وعرف نقلنى مشفى خاض واهتم بيا لحد ما فوقت راسى مربوطه ودراعى ورجلى متجبس والدكتور الاهبل المبتسم دايما يقولى انت محظوظ كتييير
سوسن : ههههه محظوظ ازاى دى
رؤوف : عشان ما موتش أو سلسله ضهرى متكسرتش كنت عيشت مشلول طول عمرى
يحيى : دا حمار دا ولا إيه طب يقولك حمدالله عالسلامه
رؤوف :لأ مهو بيبشرنى بالأسوأ عشان أتقبل اللى أنا فيه وهو فاكر إنى مضايق وبصرخ من الكسور
سوسن : وبتصرخ ليه
رؤوف :عشان الذاكره رجعتلى ونااار فى دماغى حاسس بوجع فظيع دا غير إنى افتكرت القديم والجديد لسه فاكره يعنى بقوا الحادثتين قدامى
نظر له يحيى بحزن وأسرع لضمه بقوه تحت نظر سوسن التى امتلأت عيناها بالدموع ما إن تخيلت ما مر به وتذكرها لحادثه ساره وكيف أن يحيى كان يبكى وهو يقص عليها ماحدث
أغمض رؤوف عينه بألم وهو يشدد على احتضان أخيه الصغير ويخبره أنه على ما يرام وبفضل الله استطاع أن يتفادى الأمر نوعا ما فلا زال الألم يعتصر قلبه ولكنه لم ييأس من رحمه الله فقد تذكر أن له عائله أب وأخ يعشقهم ووجودهم سيجعله يحيا من جديد فإبتسم يحيى من بين دموعه وهو يربت على كتفه قائلا : طبعا ودى عاوزه كلام دا إحنا ياما اشتقنالك
سوسن 😢:ربنا ما يحرمكم من بعض متعرفش يحيى كان حزين أوى بغيابك
ابتسم يحيى محاولا تلطيف الجو : بس العالم دى معندهاش دم مش يحلقولك شعرك ودقنك
رؤوف : لأ ماهما حلقوه بس أنا فضلت كام شهر على ما جسمى خف وأنا مكنتش فاضى للهندمه كنت برتب أمورى فى شغلى عشان استقر هنا وافتح فرع هنا وفى نفس الوقت تفضل الشركات اللى هناك شغاله أنا مقدرش اصفيها وفى ناس كتييير بتاكل عيش منها
سوسن :شغل إيه وانت متجبس
رؤوف :كنت بجتمع مع المحامى نظبط كل حاجه وهو ينفذ
سوسن : والله المحامى دا إبن حلال
رؤوف :فعلا هو شخصيه مؤتمنه دا غير انه صديقى المقرب
سوسن :أنا افتكرته راجل كبير فى السن
رؤوف :لأ دا شاب تقريبا فى سنى والده كان المحامى بتاع حمايا وهو مسك بعد وفات والده وبقينا أصدقاء وكمان هو أخو مراتى
سوسن :ازاى ده
رؤوف :المرضعه اللى رضعته هيا نفسها اللى رضعت مراتى
سوسن :مرضعه ليه
رؤوف :والدة مراتى ماتت وهيا بتولدها وحمايا وباباه كانو أصدقاء فرشحله المرضعه بتاعه بنته لان امه كانت صحتها ضعيفه متقدرش ترضعها عشان الريجيم اللى عملته وهيا حامل ومعتقده انها سمنه مش حمل
سوسن :وبعدين جتلنا صح
رؤوف :آه أنا جبت العنوان القديم أنا كنت ممكن بسهوله اكلف اللى يجيبلى كل شى عنكم بس أنا كنت حابب أدور بنفسى فجيت لبيتنا القديم اسأل
سوسن :ياااه دا انت شوفت كتير أوى
رؤوف :الحمد لله على كل حال
استيقظ الصبى فلم يجد رؤوف فخرج الى غرفه المعيشه يدعك عيناه بيديه
الصبى بنوم : انتو لثه صاحيين
يحيى :آه يا لمض انت إيه اللى صحاك
الصبى :لقتنى وحدى
رؤوف :معلش يا رؤوف أنا انشغلت فى الكلام معاهم
سوسن :رؤوف خد عليك أوى وحبك ومبسوط بوجودك و ببياتك معاه لأ ولما عرف إنك السبب فى موافقه يحيى عالرحله حبك أكتر
رؤوف :رؤوف دا حبيبى
قفز الصبى إلى جانب رؤوف على الأريكة : عمو العفييت عمو العفييت انت هتقعد معانا
رؤوف بإستغراب :عفريت
يحيى :عيب يا رؤوف
الصبى :ليه مس إمبايح وإحنا بنتفيج عالفلم قولتلى اللى ييجع من الموت يبقى عفييت
يحيى :آه يا لمض
الصبى :طيب وعمو يجع من الموت يبقى عفييت ولا لأ
رؤوف : نظريه برضه بس هو أنا مت امتى معقول يا يحيى مش كنت تقولى كنت جيت عزيت
تلعثم يحيى فى حديثه فهو لا يعلم كيف يجيبه حتى :يارؤوف أأ أصل
ثم استنشق بعض الهواء وزفر بهدوء مغمضا عيناه لكى يُهدأ من توتره : إحنا ملقنكش أبدا وبابا أعصابه تعبت وهو مستنى وفى يوم لقيته بيقولى أعمل صوان ناخد عزا أخوك أخوك مات لو كان عايش كان ظهر مستحيل يكون فى الدنيا وميسألش عنا واقنعته بالعافيه يتراجع مهو مفيش جثه وبعد ما اتجوزت وربنا كرمنى برؤوف أبوك فرح أوى إنى سميته على إسمك وقالى إنه اتحرم من ابنه وربنا عوضه بإبنى وكبر رؤوف وهو دايما يسمعنا نتكلم عنك فسألنا ليه مبتجيش فبابا قاله إنك مت مهو لو عايش كنت جيت دا بابا هيفرح أوى برجوعك بس لازم نمهدله الطريق أحسن المفاجأه شديده وهو قلبه مش مستحمل
رؤوف : هو فين صحيح
يحيى : فى رحله صيد ياسيدى مع أصحابه بيقفل الموبايل ومبيفتحوش إلا اما يرجع
سوسن :بس انت مقولتلناش يارؤوف يعنى انت اتجوزت وخلفت واشتغلت ازاى وانت فاقد الذاكره كان معاك بطاقتك
رؤوف :لأ طبعا مهيا لو معايا كنت جيتلكو ضاعت منى فى الحادثه
يحيى :اومال كنت عايش ازاى
رؤوف :اختارولى اسم وعملولى بطاقه وبعلاقات حمايا الأمور كلها كانت سهله
يحيى :طب هتعيش دلوقتى ازاى بإسمك الحقيقى ولا المزيف
رؤوف :الحقيقى طبعا اما التانى اندفن مع عيلته اللى راحت أنا نقلت ملكيه ثروتى لإسمى الحقيقى واستخرجت بطاقه
____________
كان الصبى فرحا بعوده رؤوف فقد وجد فيه مايحتاج إليه حقا فرؤوف كان له أسلوبه الخاص فى التعامل مع الأطفال كما أن حنينه لأطفاله الراحلين يحاول تعويضه بعلاقته بهذا الصبى الذى لم ينفك يخبر الجميع بفرحته لعوده عمه العفريت كما أسماه حتى فى روضته لا يمل ذكره بين أقرانه ومدرسيه وحينما أخبره رؤوف أنه سيقابله فى الرحله سَر قلب الصبى
____________
لم تسعد سكره كثيرا بصحبتها لهذه العائله فقد كانت تلك الزميله تتعالى عليها لغيرتها منها لأن سكره كانت تزداد جمالا مع الأيام بعكسها تماما فمن كثره استخدامها لمساحيق التجميل أصاب وجهها النتوء والتجاعبد التى تحاول اخفائها بلا جدوى كما أن زوجها بدأ يعجب بسكره رغم تجنبها له وما يزيد الأمر سوءاً أن أبنائهما مشاغبين ودائمى إختلاق المشاكل لمضايقتها
حاولت أن تجد عملا ولكن الأمر ليس سهلا فهيا لم تنهى دراستها الجامعيه نظرا لما مرت به ولكنها استطاعت أخيرا أن تعمل نادله فى أحد المطاعم حتى تستطيع أن تعول نفسها وتبتعد عن هذه العائله التى اختنقت بوجودها بينهم
___________
استعد الصبى لرحلته بمنتهى السعاده حتى أنه استيقظ فجرا فلا يسعه أن ينتظر موعدها ولكن الوقت مر سريعا وذهب مع أصدقائه وتبعه رؤوف بسيارته الخاصه التى اشتراها خصيصا ليتابع رحله الصبى بعدما أخذ موافقه إداره الحضانه لمتابعه الصبى أثناء رحلته
ركض كثيرا وضحك أكثر وهو يطعم الحيوانات ويشاهد جمالها كلا على شاكلته وكان رؤوف يتابعه ويصوره طيله الوقت فقد أحضر كاميرا ديجيتال مع ذاكره كبيره فقط لتوثيق أول رحله يقم بها الصبى
انتهى العبث مع الحيوانات وجاء الإنصات لسكون الفراعنه
كان سعيدا كما لم يسعد من قبل ركض بين الصخور وعبث بالرمال وهو ينظر لرؤوف وقلبه يملئه البهجه
أنت تقرأ
لقد عاد
Fiksi Umumغاب فى طيات النسيان لتسلبه الحياه كل عزيز فيمنحه القدر ماضيه الغائب ليجعله يرغب بالحياه مره أخرى