حبيبي مجرماً &قصة قصيرة & صابرين شعبان

6.9K 306 32
                                    

حبيبي مجرماً 5
✨🔥💥💢
كان جالسا يلقي قطع الخشب الصغيرة في النار المشتعلة أمامه لينعكس الشرر في عيناه مظهرا غضبه و حقده، كان صوت ذئب بعيد يعوى معلنا عن تلك الصرخة المكتومة داخل صدر إياس و التي تأبى أن تخرج منذ زواج خديجة من ذلك الحقير، منذ ذلك الوقت و هو يريد أن يحطم كل ما حوله من شدة غضبه، استمع لتوبيخ والدته بجمود و صراخ والده الغاضب عليه بلامبالاة ليخرج من المنزل صاعدا للجبل مع أصدقاء السوء كما تنعته أمه و ها هو منذ ثلاث أيام و هو ينام و يأكل و إن كان لا يفعل حقا.. ماكث معهم دون العودة للمنزل هاربا من الحديث عن ما فعله مع زوج خديجة يوم عقد القران و جنونه يوم الزفاف .. قال له عمران بمكر و يخرجه من أفكاره  " كفاك نواح كالنساء يا رجل أليس هناك غيرها "
رمقه إياس بحدة قائلا " أحتفظ بلسانك داخل فمك و إلا قطعته لك"
تدخل شداد قائلا بلين " صلوا على محمد، إياس، عمران لم يقصد هو فقط يقول أنك تستحق أفضل منها"
زمجر إياس بغضب و ألقى قطعة خشب كبيرة في النار لينتشر الشرر حولهم قائلا" لا أحد يذكرها بكلمة أمامي أو من خلف ظهري نسيتما هى ابنة خالتي "
قال عمران بضيق" و ماذا قلنا غير أنك تستحق أفضل من تلك الحمقاء باختبارتها الغبية، نسيت ما فعلته بك عندما جعلت الأولاد يقذفونك بالحجارة، لقد شجت رأسك و أصابت وجهك غير كدمات جسدك حينها"
هدر به إياس" عمران أخبرتك لا تأت على سيرة ابنة خالتي و إلا قتلتك لو نطقت كلمة زائدة عنها "
قال شداد بضيق" عمران لم يقصد سوء إياس "
تنفس إياس بعنف و صمت شداد و أشار لعمران بعينيه أن لا يتحدث فنهض إياس قائلا بغضب " أنا سأعود للمنزل أراكم غدا "
تركهم و أسرع للمنزل يسبقه غضبه على الطريق، كان الظلام و الصمت يعم المكان و لا صوت غير حشرات الليل و عواء ذئب من وقت لأخر و نعيق بوم و رفرفة أجنحة بوم أخر ينقض على فريسته و قد صاد فأرا مسكينا كان يبحث عن طعام بدوره ليصبح هو طعام .. فتح الباب بهدوء حتى لا يوقظ والديه و لكنه كان يحلم فما أن خطى داخل المنزل حتى أضييء المصباح ليشع في الغرفة كاشفا عن هيئته المشعسة و رائحة الدخان التي تعبق الغرفة  نابعة من جسده، كتف والده ذراعيه أمام صدره ينظر إليه بغضب، و خلفه تقف والدته يرتسم القلق على وجهها و شقيقته مروة على باب غرفتها تراقب مما سيحدث بقلق.. قال والده بخشونة "  لمتى"
سؤال من كلمة  واحدة و لكن جوابه يحتاج  لعشرات الكلمات. هدر والده بغضب مكررا تساؤله  " لمتى أخبرني"
ترنح إياس و كاد يسقط عندما أندفعت مروة و والدته ليسندانه بخوف " أخي، بني ما بك" تساؤل أخر و لا جواب منه قال والده بحنق يجيبهم عنه " مؤكد كل هذا الوقت لا طعام و لا نوم أنظروا لمظهره يبدوا كالمشردين"
ساعدته شقيقته و والدته للجلوس  على الأريكة  و الأخيرة تقول باكية " لما كل هذا بني، هل من خلقها لم يخلق غيرها، أنها الخاسرة لا أنت، وافق فقط و سأزوجك واحدة برقبتها"
تمتم إياس بتعب " أنا أريد النوم أمي "
قال والده بغضب" ليس قبل أن تستحم و تأكل "
رد إياس بفتور " لا أريد شيء أريد فقط النوم دعاني و شأني أرجوكم"
رد والده بحدة و هو يمسك ياقة قميصه بعنف ليهزه بغضب قائلا
" ندعك حتى تستمر في قتل نفسك أليس كذلك إن لم يكن من الحزن.. بالمكوث مع تلك الحثالة الذين تظل معهم تاركا كل شيء خلف ظهرك، ماذا تفعل معهم هناك في الجبل، هل تقتلون الناس، هل تسرقون أخبرني ماذا تفعل معهم و من أين تعرفت عليهم ، كيف أصبحت هكذا لا أفهم"
رد إياس بعنف" أنا لا أفعل شيء لا أقتل و لا أسرق أحد  و لا يهمني ظن أحد بي "
دفعه والده في صدره قائلا بغضب"  ظن ماذا أيها الوغد، أنت عرفت بقاطع الطريق هنا بعد ما فعلته بزوج ابنة خالتك يوم قرانها و يوم زفافها، أيها الوغد السكير، أخبرني هل تناولت الخمر مرة أخرى. أقسم إن فعلت لن تمكث في منزلي لثانية واحدة "
نهض إياس و هى يترنح متجها للباب قائلا بعنف " لن أمكث منذ الأن لتستريح "
خرج يصحبه صراخ والدته و مروة و هن ينادين عليه حتى لا يذهب، قال والده بغضب" أتركيه ليذهب للجحيم "
هتفت والدته باكية" إياس بني عد لهنا حبيبي أبيك لم يقصد "
و لكن إياس كان يسير بغضب لا يكاد يشعر بخطواته لا يعرف لأين يذهب ليجد نفسه على الطريق  يسير بلا هدي توقفت سيارة على   جانب الطريق على بعد أمتار منه و لكن لم يهبط منها أحد دنا خطوتين قبل أن  يتوقف متسمرا  زمجر بغضب قبل أن يدفن وجهه براحته بتعب و هو يزفر بحرارة  ليعود ثانياً متجها للمنزل توغل في الأرض الزراعيه أختصارا للوقت ليعود للمنزل مشفقا على والدته  لم ينتبه لتلك السيارة التي تحركت لتترك الطريق بدورها و تسير ببطء داخل الأرض الزراعية لتتوقف بعد أن أختفت من على الطريق، سمع صوت أصطدام معدن فالتفت هاتفا بحدة " من هنا"
لم يجب أحد فخيل له أنه يتوهم  فعاد ليسير مسرعا وسط عيدان الذرة  التي تفوقه طولا .. سمع صوت صرخة خافته فتوقف بحدة قائلا بغضب " من هنا "  أنصت جيدا ليسمع صوت بكاء خافت فأخترق أعواد الذرة بحدة و هو يفرق بينها بعنف متجها ناحية الصوت الخافت، قال بعنف " من يبكي، من أنت أنطقي يا هذه فلن أراك"
لم يسمع جواب و صوت شهقات متألمة تخرج خافتة فقال بحدة
" حسنا أحترقي في جهنم ليت ذئب يخرج عليك ليأكلك "
سمع صوت هلع يقول " أرجوك لا تتركني هنا، لقد جرحت قدمي"
تقدم في الظلام يتحسس طريقه إليها ليقف على بعد خطوات قائلا
" من أنت، و ماذا تفعلين هنا "
قالت الفتاة باكية " لا شأن لك، فقط ساعدني لأخرج من هنا للطريق أنا أتيه لرؤية أحدهم "
قال إياس ببرود" حسنا أنا أيضاً لا شأن لي بك أذهبي للجحيم "
كان سيتركها و يغادر عندما سمع صوت صراخها الغاضب يقول بصدمة " هل ستتركني للذئاب هنا أيها الشهم " كانت تقولها كأنها تسبه ليجيب إياس بلامبالاة" و كوني شهم أخبرك أن تسرعي من الخروج من هنا قبل أن تنام الذئاب قريرة اليوم لحصولها على وجبة دسمة  وداعاً رحمك الله "
خطى خطوتين ليجد من يتشبث بعنقه  من الخلف و صوت حفيف قماش حوله و هى تقول" تبا هل أنت رجل!! تترك فتاة ضعيفة  لتأكلها الذئاب و ترحل هكذا ببساطة هل تظن أني  دجاجة أو ماعز لتتركني يأكولوني ببساطة، ألا ضمير لديك "
رفع إياس يديه ليمسك بكفيها ليبعدهم من حول عنقه  قائلا " نعم ليس لدي"
التفت إليها و هو لا يري هيئتها المرتعبة من حديثه عن الذئاب، أمسك بيدها ليشدها بقوة سائرا خارج الأرض الزراعية و هى تتألم بقوة من قدمها المجروحة قائلة" أيها المتوحش  المجنون ماذا تفعل انتبه ستسقطني على وجهي"
كان قد وصلا لنهاية الأرض الزراعيه ليخرج على الطريق  المضاء بأعمدة الأنارة ، وقفت أمامه تلهث  و قدمها  تؤلمها  تكاد تسقط من التعب نظر لهيئتها بدهشة  كانت تمسك ثوبها ترفعه عن الأرض و يدها الأخرى على قلبها الذي يدق بقوة و أنفاسها اللاهثة تتعالي قال بصوت خشن" أنت عروس "
أجابت الفتاة بغضب " لقد كدت تكسر عنقي أيها المتوحش و أنت تقودني كالشاة خلفك"
وقف إياس مكتفا يديه و هو ينظر إليها بتفحص  و قال بحدة متسائلا " هاربة"
أجابت بضيق بعد أن تمالكت نفسها  " ما شأنك أنت"
استدار بحدة راحلا و قال ببرود "  للجحيم ، أتركك الآن و بضمير مرتاح لكل متحرش مغتصب استمتعي بوقتك "
نظرت بذهول لظهره المنصرف، ما هذا الوغد الحقير أولا يتركها للذئاب و الأن يريد تركها للمتحرشين و المغتصبين ألا ضمير و إنسانية لديه، تحركت لتركض خلفه فشعرت بالألم في قدمها  فسقطت صارخة على الأرض و هى تمسك بقدمها متأملة، زفر إياس و عاد يقف أمامها متخصرا و هو يقول " ماذا الأن، لا داعي للصراخ لتعلمي أحد عن وجودك الأن سيخرج الشباب للسهر و تجدين صحبة"
هتفت به بغضب " من أي نوع أنت، ألست بشر"
قال إياس ببرود " لقد حاولت أن أعمالك كبشر و لكن أنت لم تقبلي و الآن لنبدأ من جديد، من أنت و لم ترتدين ثوب زفاف و إلى أين ذاهبة "
أخذت نفس طويل تتماسك حتى لا تلكمه على وجهه  و قالت بهدوء مصطنع " سما نورالدين ، و أجل هاربة من زفافي، و ذاهبة لصديقة لأظل لديها ليومين حتى يهدئ الوضع في منزلنا "
رفع حاجبه ببرود" هاربة و وضع يهدئ، كيف "
قالت ببرود" لا شأن..... "
استدار ليرحل مجدداً فقالت بغضب " حسنا حسنا، خطيبي، ذلك من كان سيصبح زوجي  الحقير كان يعد فتاة أخرى بالزواج و تركها من أجل مال أبي "
سألها باهتمام" هل أنت متأكدة أنك لست زوجته الأن ربما والدك عقد قرانك"
رفعت سما رأسها بشموخ قائلة بغرور " لا أظن أنه سيفكر في الزواج بعد ما فعلته به اليوم"
كاد يسألها ماذا فعلت و لكنه نحى ذلك و هو يوبخ نفسه أن هذا ليس من شأنه، قال بهدوء" لمن أتية هنا "
قالت بشك " هل تعرف الجميع هنا "
لم يشأ أن يخبرها أن الجميع يعرفه و  كل من تضيع منه دجاجة يأتي إليه ليعيدها  لعلاقته بعمران و شداد و باقي الرجال و لكن بالطبع دون معرفة والديه بما يحدث و إلا لأصيبا بأزمة قلبية و لصدقا بالفعل أنه قاطع طريق " نعم أعرف الكثير هنا، فأنا مقيم هنا بالفعل"
قالت سما براحة " جئت لرؤية مروة، مروة مختار راشد"
عقد حاجبيه بشك و تسائل " من أين تعرفينها"
أجابت ببرود " كنا ندرس معا"
اقترب منها و مد يده إليها ليساعدها على النهوض لتكتشف أنها مازالت جالسة على الأرض منذ سقوطها، مدت راحتها إليه لتمسك بيده ليشدها ليساعدها على الوقوف، صرخت سما بألم مجدداً فقالت برجاء" أرجوك  سر ببطء فقدمي مجروحه و ربما كسرت "
قال إياس باهتمام " لا أظن أنها كسرت و إلا ما سرت خطوة"
استندت على ذراعه و حاولت السير فعادت لتتألم مجدداً كادت تبكي بغضب فهى ليست حمل أصابة تقيدها.. تنهد إياس بملل و استدار إليها و دون كلمة واحدة حملها بين ذراعيه متجها لمنزلهم، شهقت سما و قالت بتوتر" أنزلني ربما رأني أحد هكذا "
قال إياس بسخرية" المكان مظلم و لا أحد سيراك، هل يعرفك أحد هنا من الأساس"  أضاف بملل و أسرع في سيره توترت سما بين ذراعيه و خشيت أن تسقط  فلفت ذراعيها حول عنقه  شعرت به يتوتر تحت ذراعيها و ارتبكت خطواته قبل أن يعود ليتحرك بحزم مسرعا.. وقف أمام أحد المنازل فسألته هامسة  " هل هذا منزل مروة "
قال بهدوء" أجل هو "
ردت هامسة" أنزلني إذن و أذهب  حتى لا يراك أحد و يتسائل من أين تعرفني "
بدلا من تنفيذ طلبها طرق الباب بقدمه بقوة ليسمع صوت خطوات ملهوفة تسرع لتفتح الباب، فور رؤية حمله شهقت والدته بخوف قائلة  " من هذه إياس، ما المصيبة التي  جلبتها لنا هذه المرة"
دخل إياس بحمله و وضعه على الأريكة  وقت خروج والده و مروة التي هتفت ذاهلة" سما، ماذا تفعلين هنا، هل أنت، إياس كيف، هل خطفتها من زفافها" أضافت بذهول لتجد صرخة والدتها المصدقة و والدها الذي هتف بحدة " هل هذا صحيح إياس "
رد إياس بعنف" تبا لكم جميعا و لسوء ظنكم بي أنا ذاهب و لن أعود هذه المرة  ليت ذئب يأكلني على الطريق لتتخلصا مني"
كانت سما لا تفهم ما يحدث و ما علاقة الرجل بعائلة مروة فقالت متدخلة " لقد أنقذني على الطريق، أسفة لمجيئ سأذهب من هنا أسفة" كادت تبكي قهرا و هى تفكر لأين ستذهب الأن، أمسكت بها مروة تمنعها الذهاب   بينما أمسكت والدتها إياس قائلة" لن يذهب أحد من هنا، حسنا لنهدئ فقط و تخبرونا ما حصل معكم حسنا"

حكايات  زواج   ( قصص  قصيرة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن