صخر 6
💤✨💤✨صوت هادر كالرعد زلزل المكان من حولهم و شرر يقدح من العيون و غضب عارم يجتاح الصدور أمرا بقسوة غير تارك مجالا لرفض التنفيذ أو التلكيء أو حتى التفكير في المماطلة أو التساؤل عم يفعلون ..
" أحضراه لي ، أريده هنا في سرعة البرق أبحثا في كل مكان في السماء و تحت الأرض أريده مسلسلا بسلاسل من نار "
أختفي الجميع من أمامه فجلس و هو يزمجر كالرعد " كودن ، كودن ، كودن الويل لك من قبضتي "**************
نظرت هبة بملل للرجل الجالس أمامها على المكتب المقابل لها كان يعمل بانهماك دون الالتفات إليها و لو لثانية ، كانت تفضل فتاة معها لتثرثران سويا وقت فراغهم من العمل و لكن هذا الرجل لا يتوقف عن العمل منذ يأتي في الصباح حتى يرحل ، و لا يأخذ فترة راحة كالجميع ، لا يتناول الطعام ، لا يذهب إلى المرحاض ، لا يتناول كوب ماء حتى ، نظرت لملامحه كم هو وسيم و قوي البنية
يستطيع أن يعمل نجم سينما ببنيته القوية كالمصارعين ، صخر ، صخر ياله من اسم لهذا الجسد ، يذكرني بالصخرة المصارع الشهير The Rock ، تنهدت هبة بحزن لم كل من تقابله لا يلتفت إليها ، هل هى غير مرئية لهذا الحد أليست جميلة ، أخرجت مرآتها الصغيرة من حقيبتها لتنظر إليها تمعنت في النظر بتعجب عيناها السوداء شفتيها الصغيرة و أنفها الشامخ بشرتها الناعمة شعرها الأسود الطويل ، لوت شفتيها ، أنا جميلة حقاً لم لا ينظر إلي أحد ، أعادت المرآة لحقيبتها و تمتمت بخفوت " لأنهم عميانا هوبا ماذا تظنين، أنهم أغبياء فقط يا جميلة لا يقدرون الجمال و خفة الظل و الروح المرحة " لم تلاحظ بسمة صخر الذي دفن رأسه أكثر في عمله حتى لا ينفجر ضاحكا..
عادت للعمل بحماسة لعل الوقت يمضي و يأتي موعد الطعام فتحصل على وقت للثرثرة مع صديقتها رشا ، مضى الوقت سريعاً و جاء موعد الغداء، رفعت رأسها تنظر للصخرة أمامها لعله اليوم قرر تلبية نداء الطبيعة أي نداء من نداءتها الكثيرة و لكنه لم يتحرك من خلف مكتبه، قالت له باهتمام و هى تستعد للذهاب " أحضر لك بعض الطعام معي أستاذ صخر"
رفع صخر رأسه ينظر إليها باسما و أجاب بصوت هادئ " شكراً لك آنسة هبة لست جائع"
تسمرت هبة تنظر لعيناه التي تلمع زرقتها كعين قط في الظلام مسلط عليه ضوء مصباح سيارة. كادت تشهق هاتفة به ما أجملها من عينان.. توتر صخر تحت نظراتها و قال" هبة أذهبي "
آفاقت هبة بخجل و قالت بتوتر " أسفة لقد شردت قليلاً"
تحركت و تركته لتذهب فتنهد صخر براحة قائلا " تثير أعصابي تلك الفتاة بأفكارها الغريبة"
يتذكر أول يوم له في العمل عندما سألته " هل تؤمن بالأشباح"
بدلا من سؤاله عن حياته و أين كان يعمل من قبل تسأله عن الأشباح لم هل تريد أن تخيفه إذا كان يفعل و يخاف.. أبتسم صخر بمرح قبل ينحيها عن عقله و يعود للعمل.. لو تعلم ما يخفيه لخافت هى !!!***************
كانت تنتظرها كما تعودا أن يلتقيا في الطاولة الأخيرة في كافتيريا الشركة، كانت تعطيها ظهرها و تفتح علبة الطعام أنتظارا لها، تقدمت هبة بخفة حتى لا تشعر بها و وضعت راحتيها على كتفيها بقوة قائلة بقوة " هووووه أنا العفريت " أنتفضت رشا بقوة مرددة و هى تضع راحتها على قلبها الخافق بعنف (أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن)
ضحكت هبة بمرح قائلة " أيتها الجبانة نحن نهارا لم الخوف يا ذكية "
قالت رشا بحدة أيتها الغبية ظهورهم ليس له علاقة بليل أو نهار هما بالأصل بيننا الآن و يرون أفعالك يتلبسون هيئتنا أو ربما قطة في الطريق أتمنى أن تقابلي أحدهم ليؤدبك على سخريتك منهم "
قالت هبة ساخرة" يا مامي أخفتني ، هل تصدقين هذا الهراء حقا أنهم يستطيعون فعل شيء لنا أو حتى الظهور في عالمنا هم لهم عالمهم الخاص بهم لا تصدقي أنهم يستطيعون الاختفاء في هيأتنا أو كالقطط كما تقولين "
قالت رشا ساخرة" سأدعوا عليك لتقابلي أحدهم "
جلست هبة لتناول الطعام قائلة بسخرية" عندما يأتي سأجلبه معي ليراك و سأطلب منه أن يعلقك في سقف الغرفة بدلا من المصباح "
صمتت رشا و مطت شفتيها ساخرة و بدأت تتناول الطعام بدورها فالحديث معها لن يجدي نفعا.. عادت كل واحدة منهم لعملها عندما دلفت هبة للغرفة وجدت صخر على حاله فزمت شفتيها بحنق ليته يفعل شيء أخر أو يغير وضعه على الأقل لقد مللت رؤيته هكذا.. قالت ببرود" أستاذ صخر ألم تتعب من العمل"
نهض صخر بطوله الفارع و حرك جسده المعضل و ذراعيه ليطرد تيبس جسده من طول الجلوس خلف المكتب و قال باسما بسخرية " هل تصدقين لقد شعرت بالتعب فور نطقك بالكلمة، سأذهب لتناول بعض الماء و الطعام"
نظرت إليه هبة بخيبة " لم لم تقل فقط !! لجلبت لك البعض منه هنا و تناولته و أنت تتحدث معي قليلاً فاليوم أشعر بملل فظيع هنا لا أعرف لم "
قال صخر بغموض " ربما تحتاجين لمغامرة تغير من روتين حياتك"
قالت هبة ساخرة " اها كأن أقابل عفريت و يأخذني على جناحه للسماء السبع و يعيدني للأرض في لمح البصر "
سألها باهتمام" هل هذه المغامرة التي تريدينها "
صمتت هبة بتعجب، هل صدقها الأحمق، من يريد أن يرى عفريتا أجابت بلامبالاة" لا بالطبع، لا أريد مثل هذه مغامرة مرعبة"
سألها صخر بهدوء" أنت لم تخبريني هل تؤمنين بالأشباح "
قالت هبة مستنكرة" بالطبع لا، ليس هناك شيء اسمه أشباح"
صمت صخر و نظر إليها بتعجب لا تؤمن بها، لم سألته إن كان يفعل هو، سألها" و لكن تؤمنين بالجان أليس كذلك "
صمتت هبة قليلاً مفكرة قبل أن تقول" الجان خلق من مخلوقات الله كما ذكر في القرآن و لكني لا أظن أنهم يعيشون معنا في نفس الكوكب أو العالم و لا يملكون علينا شيء "
رفع صخر حاجبه الكث الأسود مما جعلها تسمر عيناها على حدقتيه الزرقاء اللامعة بافتتان لم يغيب عن عينيه المحدقة بها بدوره .. قال صخر بجدية" و لكن القرآن ذكر أنهم يرونكم و أنتم لا ترونهم ألا تعلمين أنهم يمسون بعض البشر أو يتلبسونهم و أن البعض منكم يستخدمونهم في أعمال السحر ليؤذوا أشخاص أخرين و منهم المسلم و الكافر و الطيب و الشرير "
تعجبت هبة من كونه لم يقول و نحن لا نراهم و لم يعد نفسه من البشر في حديثه و لكنها أجابت بلامبالاة" ربما و لكني لا أصدق أمور السحر هذه و واثقة أنهم لهم عالمهم الخاص بهم و ليسوا معنا في نفس الكوكب و لا أظن أن هناك بشري على علاقة بأحدهم هذا ضرب من الجنون و المستحيل "
قال صخر بسخرية و هو ينظر إليها بتفحص " أنا أثق في شيء واحد بالفعل أنهم لهم عالمهم الخاص بالفعل "
قالت هبة بارتباك" ألن تذهب لتأكل "
أجاب صخر و عاد لمكتبه" لا .. لقد شبعت بعد الحديث معك "
سألته هبة بتعجب" ماذا "
قال صخر مبررا" ألم تسمعي عن غذاء العقل، هذا ما حدث معي بعد الحديث الشيق معك"
هزت هبة رأسها بحيرة و عادت بدورها لمكتبها و تعادو العمل متسألة عن كينونة هذا الصخر..