زوجتي المجنونة & قصة قصيرة & صابرين شعبان

10K 348 36
                                    

زوجتي المجنونة
🌸🌸🌸🌸🌸
كانت تجلس بجانبه بملل بثوبها الأبيض الكبير منتظرة أن ينتهى هذا السيرك لتذهب و تنزع لبس التنكر هذا لتعود لطبيعتها و سارويلها الضيقة و قمصانها الرجالية التي تأخذ معظمها من أشقائها بعد مللهم منها لتكون عليها كالثوب القصير يصل لفوق ركبتها ، رمقت من بجوارها ببرود لتجده يجلس كمن ضرب على رأسه، يبدوا في حالة صدمة و عدم تصديق، لوت شفتيها بقرف و عادت تنظر إلى المدعوين لتقع عيناها على أماني ابنة خالها و زوجها الوسيم و هو يحيط كتفيها بذراعه في لفتة حماية، هل الفاشل بجوارها يتحسر لتركها له و الزواج بجلاء، نظرت إليه بتقيم و هزت رأسها باستحسان فهو بالفعل أفضل من الطاووس بجوارها، زفرت أسماء بملل فهى من أسبوع واحد و ملت البقاء هنا، حسنا لابأس فوالدتها وعدتها أن تأخذها معها و هى عائدة لمنزلهم، فقد اشتاقت للأرض و للخراف و الدجاجات الحمراء بصوصهم الصفراء، كانت الموسيقي تصدح في المنزل تغريها للرقص فوالدتها دوما تخبرها أنه الشيء الوحيد الذي يدل على أنها فتاة، فهى و إن كان شعرها البني طويل فهى دوما ما تعقده في عقدة متزمتة و لا تتركه منسدلا إلا في المرحاض و هى تتحمم، عيناها السوداء الواسعة برموشها الطويلة هى أفضل شيء بها فأنفها المستقيم صغير يكاد لا يظهر في وجهها و شفتيها الممتلئة دوما ما تنظر إليها بقرف رغم أن صديقتها خديجة تخبرها بأنها أفضل شيء في وجهها و ليس عيناها ساخرة منها و هى تخبرها أن زوجك سيحب تقبيلك، و لا تنال خديجة غير كف من راحتها على خلقتها دليل غضبها من ذكرها لأي رجل يأتي لحياتها، تتعجب كيف قبلت الزواج من الأحمق بجوارها، ربما لكونه أحمق و تعلم أنه لم يكن يريد الزواج أيضاً خاصةً منها هى و لن يطالبها بشيء ، فأرادت أن تريح والدتها و تتزوج أي رجل لتخرج من رأسها و من أفضل من ابن خالها الفاشل الذي لا يستطيع أن يسلق بيضة و ليس تحمل مسؤولية منزل.. تتذكر وقت كان يدعوها بأكلة الأطفال عند رؤيتها تمسك بأولاد شقيقها تعض ذراعهم و هم يصرخون ألما كانت هذه طريقة لعبهم معها ، لقد هاجمها وقتها و هو يخلص ابن شقيقها من يدها قائلا " أيتها المتوحشة، ألا تأكلين اللحم، أنت خطر على البشر و ليس الأطفال فقط"
تتذكر ردها ذلك الوقت و هو لكمه على أنفه قائلة ببرود " أحظر مني يا بشر و إلا أكلتك أنت أيضاً"
عادت من أفكارها لتنظر إليه مازال على حاله من الصدمة و عدم التصديق، لوت شفتيها بسخرية و عادت لتنظر للحضور والدتها التي يلتف ذراع خالها حولها تستند على صدره بحنان فهى شقيقتهم الصغرى و مدللتهم و تنظر لوالدتها بملامحها القريبة من ملامحها و عند ذلك ينتهي الشبه بينهم فوالدتها رقيقة و هادئة بينما هى ماذا تصف نفسها عفريتة أو إعصار كما يقول عنها أشقائها فهى تثور بسرعة من أقل شيء و تغضب بجنون إذا لم تجد أوامرها منفذه، العاملين في منزلهم يخشونها فيدها تسبق لسانها .. تنهدت بضيق، تتمني فقط أن تكون والدتها عند كلمتها و تأخذها معها عند عودتها للمزرعة، تعلم أن خالها لن يوافق و سيخبرها أن مكانها بجوار زوجها و لكن عندما يكون زوجها حقا.. فقط يمر اليوم لترى ماذا ستفعل و تجبرهم على قبول ذهابها مع والدتها.. كانت تطرق قدميها برتابة و هى تضرب على ساقيها براحتها مدندنة بخفوت، و إن كان بعلو فمن يستمع لصوتها في هذا الصخب.. متجاهلة ذلك الطاووس بجوارها
لم يصدق وافي أنه تزوج ذلك الكائن الذي لا ملامح له بين النساء سوى بالاسم فقط حتى اسمها هو جمع كلمة أسم بمعني ليس لها اسم أيضاً.. كل هذا بسبب تلك الغلطة البسيطة التي فعلها مع قطعة البسكويت بالكريمة، ماذا يفعل فهو لا يحب الحلوى و الآن يقع حظه في تلك التي تحتاج لتعجن بالعسل و ستبقي على حالها من الملوحة كاليمون المالح و الذي يثير اشمئزازه أكثر من الحلوى.. حسنا لتحلم أن تصبح زوجته تلك ال ال الاكلة الأطفال .. رمقها بحدة ليجدها تحرك قدميها بفرح مع الموسيقي .. أها فرحه لزواجه منها إذن. لا لتنسي ذلك لن تصبحي زوجتي و لو لم يتبق غيرك في الكون كله.. كتف يديه بحزم كمن يؤكد لنفسه بأنه قد أتخذ قراره .. نظر لوالده الذي يضم شقيقته هداية الرقيقة بفرح كمن كان يتمنى أن يزوجه لابنتها طوال حياته و أخيراً تحقق الحلم و ليس ليعاقبه، تقدمت منه والدته و مالت على أذنه قائلة بضيق " لم لا تهتم بزوجتك قليلا فوالدك يراقبك، تحدث إليها أم قوما لترقصا سويا.."
نظر لوالدته بدهشة يرقص، يرقص مع من أكلة الأطفال هل تتحدث بجدية، قبل أن يتفوه بكلمة وجد تلك المجنونة تنهض ممسكة بثوبها و هي تتجه لشقيقها و تمسك بيد ابنته الصغيرة الواقفة بخجل لتشدها بعيدا عنه و تتمايل معها على الموسيقي الصاخبة و الجميع يلتف حولهم مشجعا، نظر إليها بدهشة و غيظ عندما تركت الصغيرة و ظلت ترقص بحماسة مال شقيقها على أذنها هامسا بشيء فهزت كتفيها بالامبالاة و أكملت رقصها، قال لوالدته بغضب
" انظروا للمجنونة التي زوجتوني إياها"
ابتسمت والدته و هتفت في أذنه بمكر " خذها لغرفتكم إذن فخالد ابن خالتك شمس عيناه عليها أنظر خطوة و يأخذها ليراقصها هو"
نظر وافي بحنق لابن خالته و تمتم بغيظ " ليته أخذها قبل أن أراها أكلة الأطفال"
نهض بحنق و توجه إليها يكفيه فضائح للأن، أخترق الجمع و شدها من يدها ليصعد بها للطابق الثاني في منزل والده و الذي أمره ليقيم فيه بدلا من شقته ليكون تحت عينيه.. قال بصوت عالي" لقد أنتهي الحفل تصبحون على خير"
ضحك والده و عمته  و هم يرون أسماء تضربه على يده ليتركها. أدخلها لغرفتهم و أغلق الباب بعنف و نظر إليها بغضب قائلا " من تظنين نفسك"
تخصرت أسماء بضيق لمقاطعتها هوايتها الوحيدة " سامية جمال "
رمقها بدهشة قائلا و هو يشير إليها بستهانة" من أين لأين تشبهين سامية جمال"
قالت ببرود و هى تحرك جسدها على الموسيقي الأتية من الأسفل
" معك حق أنا أفضل منها"
اتسعت عيناه بدهشة و هو يراقب تمايلها دون خجل أمامه، مد يديه ليوقفها ممسكا بذراعيها قائلا بغلظة " تأدبي يا فتاة ألا تخجلين لتفعلي هذا أمامي هل تظنين أنك في ملهي ليلي "
لوت شفتيها بسخرية و توجهت للفراش لتجلس عليه و هى تنزع حذائها و تلقيه بعنف تجاه الحائط الفاشل واعظ الأن ، ابتعد وافي خطوة عن طريق الحذاء هاتفا بغضب " أنتبهي أيتها الغبية كدت تصيبيني"
نزعت التاج عن رأسها و قذفته به في صدره قائلة بسخرية" هكذا أصيبك أيها الأحمق "
نزع حذائه بغضب و ضربها به ليأتي في ذراعها العاري قائلا بحقد "و هكذا أنا أيضاً أصيبك أيتها الغبية"
ألمتها الضربة فنهضت أسماء بغضب لتمسك بعنقه و تقوم بعضه في وجنته صرخ وافي على إثرها بقوة و هو يهاجمها بدوره ليشد شعرها و يندفع بها على الفراش ليسقطان معا صرخت أسماء بألم من السقطة فابتعد وافي عنها بقلق و عيناه تبحث عن ما أصابها
مسدت أسماء صدرها و هى تسعل فالأحمق قد غرز كوعه في صدرها و هو يسقطها، سألها بقلق " هل أصبتك حقا أم تدعين"
قالت بألم " أدعي ماذا أيها الغبي لقد خرق كوعك صدري مؤكد ثقبته"
اقترب منها و هو يبعد يدها قائلا " أريني "
أبعدت يده بحنق عنها قائلة " أريك ماذا أيها الوقح، أبتعد عني"
رمقها وافي بغموض قائلا بجدية " أنت أصبحت زوجتي"
رفعت رأسها لتنظر إليه بتوتر متسائلة " ماذا تعني "
ظلت عيناه مسمرة عليها بصمت و كأن عقله قد توقف عن التفكير دنا منها ببطئ ليجد أنه يجلس على الفراش بجوارها، مما جعل عيناها تتسع بدهشة من فعلته، و ما زاد توترها هو صمت الموسيقى في الأسفل ليسود الصمت المنزل إلا من صوت أنفاسهم المتوترة، قالت بحدة " لا تظن أني...."
كتم أعتراضها بشفتيه لتتصلب أسماء و عيناها متسعة تكاد تحتل وجهها من شدة صدمتها من فعلته، رفعت يديها لتدفعه في صدره فتركها و هو يأخذ أنفاسه بقوة، قال بخشونة " قبلتك ليست سيئة"
همت بالنهوض من جواره فالأمر بات خطيرا زواج يعني لا عودة لبيتها و والديها و أشقائها، زواج يعني أرتباط بهذا الأحمق مدى الحياة، زواج يعني عدم عودتها لأرضها لخرافها لدجاجها لبقراتها و مهرتها، لا. زواج، أمسك بيدها قائلا بغلظة " لأين ذاهبة"
التفتت إليه بدهشة قائلة " لا أعرف لأي مكان بعيدا عنك حتى الصباح و أعود مع أمي لبيتنا"
فغر فاه بدهشة، هل تظن أنها ستعود لبيتها مع والدتها حقا، قال بسخرية " هل أنت حمقاء، لا عودة لقد تزوجنا أيتها العبقرية"
قالت أسماء بالامبالاة " زواج ماذا، هل صدقت السيرك الذي كان في الأسفل و هذا الثوب التافه و هذه الغرفة المملة، هل تظن أني سأظل هنا حقا و أترك بيتي من أجلك أنت"
استمع إليها بغضب تلك الحمقاء و هل تظن أنه مدله بها و سيقتل من أجلها، هو أيضاً يريد التخلص منها و لكن هل حقا تصدق أن والدتها ستأخذها و والده سيسمح لها بالذهاب، هذا يدل على أنها مجنونة بالفعل، قال وافي ببرود" حسنا أبقي هنا للصباح و عودي مع والدتك فأنا أيضاً أريد التخلص منك، فهذا ما كان ينقصني أتخلص من بسكوتة لأقع في ليمونة حامضة تثير اشمئزازي أكثر"
تمتمت أسماء " و كأني أنتظر الحصول على طاووس مظهر بلا جوهر"
رد بسخرية " على الأقل أنا طاووس أم أنت فغراب أو بومة "
اقتربت منه بغضب و لكمته بقوة في معدته حتى لا تحدث به كدمة فيراها خالها" أنهم أكثر فائدة من الطاووس أيها الغبي عديم النفع "
أنثنى وافي بألم و هو يشهق قائلا" أيتها الغبية لن أمررها لك فقط يذهب الألم و سترين"
ردت أسماء ساخرة" بلابلا بلابلا أحمق " اتجهت للمرحاض بعد أن أخذت سروال طويل و قميص بأكمام طويلة ممن جلبتهم معها خفية عن والدتها و أغلقت الباب بقوة و شرعت تنزع ثوبها بعنف غير مهتمة لقماشه الرقيق من التمزق، كومته على الأرض توجهت لتغسل وجهها من الزينة و نزعت عقدة شعرها و ارتدت سروالها و همت بارتداء القميص عندما دفع وافي الباب بعنف ينظر إليها بغضب و قد استعاد قوته بعد الضربة " ترفعين يدك على و تظنين أنك ستنجين أيتها الحمقاء"
وضعت القميص بسرعة على جسدها تدفع ذراعيها داخل أكمامه و تغلق أزراره بعصبية " هل أنت غبي، كيف تدخل على هكذا أيها الهمجي"
لكمها وافي في معدتها برفق قائلا ببرود " لأعطيك هذه فأنا لا أخذ شيء من أحد دون رده" رغم خفة الضربة إلا أنها ألمتها فشهقت أسماء بألم قائلة بتقطع " تبا لك أيها...."
قاطعها قائلا بسخرية " الطاووس "
ازاحته بعنف و هى تخرج من المرحاض و يدها على معدتها متألمة توجهت للفراش لتجلس عليه بتعب قائلة" أصبر فقط يذهب الألم "
أمسك وافي بذقنه مفكرا "" هل سمعت هذه العبارة للتو بلابلا بلابلا "
ضحك وافي بخفة و شرع ينزع ملابسه و يلقيها على وجهها بسخرية، تمتمت بحنق" وغد وقح قليل الحياء "
رد بمكر" و زوجك يا أكلة الأطفال لم لا ترقصين لي قليلا لتمر ليلتنا سريعاً "
قالت بحقد" رقص على جثتك قطار "
سحب سروال من خزانته و ارتداه و ألقي بجسده على الفراش بتعب و هو يستدير على جانبه قائلا بتثاؤب " تصبحين على خير زوجتي المجنونة"
همست بحنق" النومة الأخيرة"
تمتم بنعاس" سمعتك يا أكلة الأطفال "
صمتت أسماء مفكرة.. هل سيسمح لها بالعودة لمنزل والدها حقا و لكن متى و كيف "

حكايات  زواج   ( قصص  قصيرة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن