التكبير المنبه
.١ إن المصلي بعد قراءة الحمد والسورة، يهوي إلى الركوع بين يدي الله تعالى، إلا أنه قبل الركوع وبعده يقول: الله أكبر ، فهذه التكبيرة المتخللة للصلاة، كأنها جرس إنذار وتنبيه لإعادة المصلي إلى رشده، فيذكره في أوقات متقاربة في الصلاة، أن الله أكبر من أن يوصف!.. ومعنى ذلك أن لحن الخطاب وهيئة المصلي، لابد وأن يكون متناسبا مع هذا الشعار الإلهي، المتخلل لكل أجزاء الصلاة. ومن هنا فإنه من غير اللائق أن يعبث المصلي بلحيته أو برأسه، أو يقوم بما ينافي وقار المصلي، وهو يقول: الله أكبر .
موقع أهل البيت في الصلاة
.٢ إن أول محطة لذكر الصلاة على النبي وآله (صلوات الله عليهم) هي محطة الركوع، فالأمر وإن كان مستحبا إلا أن قلب المصلي المحب لأوليائه، لا يطاوعه أن يهمل هذا الدعاء المبارك.
و نرى من المناسب هنا أن نشير إلى حقيقة لافتة في البين، وهى إن الصلاة وكأنها سيقت من أجل التركيز على هذا الذكر المبارك، فالمصلى طول صلاته ليس له من الطلب الواجب إلا ما جاء في سورة الحمد والمتمثل بطلب الهداية من الله تعالى بقوله: ﴿إياك نعبد وأياك نستعين﴾ وبعد هذا الطلب الواجب، له طلب مستحب واحد وهو الذي يبتدئ
بقول: اللهم والمنحصر بطلب الصلاة على محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) وهو الذكر الذي يكرره المصلي في ركوعه ثم يكررها في سجدتيه، ثم يعيدها في القنوت مرتين قبل دعائه لنفسه وبعده، وهى المحطة المناجاتية الرسمية في الصلاة، ثم يكررها في التشهد، معلنا إقراره بعبودية النبي (صلى الله عليه وآله) ثم برسالته، ثم يطلب من ربه مباركته عليهم، وأخيرا يختمها بالسلام عليه بصيغ مختلفة، حيث إنه داخل أيضا في زمرة العباد الصالحين، فيبلغ المجموع اثنا عشرة مرة من الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) وذلك في ركعتين، فكيف إذا أضيف إليها مجموع الركعات الواجبة في اليوم والليلة، ثم الركعات المستحبة فيها؟!.
فتبين من مجموع ذلك: أن التوجه إلى النبي وآله (عليهم السلام) هو المحور المتكرر في أجزاء الصلاة، وهو الطلب الوحيد المتكرر، بعد كل وجبة من الثناء والتمجيد للحق المتعال.
معنى الأمر بالنحر
.٣ ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿فصل لربك وانحر﴾ إن المراد بالنحر هنا، هو رفع اليدين في تكبير الصلاة إلى النحر، وهي منطقة يبدو لها دلالاتها وأسرارها حيث يقول تعالى: ﴿فلولا إذا بلغت الحلقوم﴾ ، فثبت أن آخر عهد الروح بالبدن هي منطقة النحر والحلقوم، حيث إن التعبير ببلوغ النفس للحلقوم، كناية عن الإشراف التام على الموت.
ملكوت الركوع
