وقفتُ أمام المحل ويكاد لعابي يسيل فيما عيوني متعلّقةٌ على ما داخل الزّجاج.
شعرتُ بهيونغ يحيط كتفي بذراعه ويسحبني إلى الدّاخل سائلًا عن سبب وقوفي هناك فيما ابتعدت سيّارة الأجرة التّي كان يدفع لسائقها.
أنا جائعٌ جدًّا حقًّا، فاليوم ذلك الوغد هاي-بين عندما كنّا على السّطح سكب علبة طعامي التّي أعدّها لي هيونغ خصّيصًا!
لم يزعجني أنّني لن آكل لكن أنّه أضاع مجهود هيونغ هباءً، وبالطّبع أدّى ذلك لشجارٍ لكنّني استطعتُ التغلّب عليه، لحسن الحظ أنّ جميع كدماتي وجروحي لم تكن في وجهي وإلّا لكان هيونغ قد اكتشفني منذ وقتٍ طويل.
"ماذا تريد أن تأكل؟" قاطعتني ابتسامة هيونغ ليسترخي جسدي المشدود إثر تلك الذّكريات "آم.." فكّرتُ قليلًا قبل أن أقول بسعادةٍ: "بيبيمباب!"
أومأ مبتسمًا ثمّ قال: "أنا أريد حساء الكيمتشي"
أومأتُ مرّتين بحماسةٍ وانتظرتُه كي ينادي الأجوما لكنّه رفع حاجبيه قليلًا وهو يحدّق بي، اعتلى الاستغراب وجهي أيضًا ونظرتُ خلفي، لا أحد نعرفه!
رفعتُ سبابتي وأشرتُ إلى نفسي متسائلًا بعينيّ ليومئ موافقًا، ومع ذلك لم أفهم!
"ما الأمر؟ هل هناك شيءٌ خاطئٌ بي؟"
تنهّد وقال أخيرًا بابتسامةٍ صغيرةٍ: "أطلب لنا الطّعام، وبالطبع لا تقلق أنا من سيدفع النّقود" قال العبارة الأخيرة مغيظًا إيايّ، هل يرد لي ما حدث عند محطّة الحافلات؟
"آ.. أوه.. حسنًا"
رفعتُ يدي وشعرتُ بالتّوتّر والارتباك، في العادة هيونغ من يطلب الطّعام وأنا أتناوله فحسب!
جمعتُ صوتي في رئتي وناديتُ أخيرًا: "أجومّا!"
هل كان صوتي عاليًا قليلًا؟ لماذا الجميع يحدّقون بي؟ ولماذا هيونغ يكتم ضحكةً أيضًا؟
شعرتُ بالخجل وأطرقتُ رأسي عندما انتبهتُ أنّ السيّدة متوجّهةٌ باتجاهنا، فعدا عمّا حصل أنا لستُ معتادًا على الحديث مع الغرباء لا سيّما السيّدات!
وقفت عند رأسي وسألتْ حاملةً دفترًا صغيرًا: "ما الذي تريدانه؟"
ابتلعتُ وأخذتُ نفًا بصعوبةٍ: "بـ بيبمباب.. وحساء"
"حساء ماذا؟" سألت ببعض الاستنكار
"آه، حساء الكيمتشي"
"حسنًا" قالت ذلك ببساطةٍ وانصرفت لأتمكّن أخيرًا من رفع رأسي والتنّفس قبل أن أدفن وجهي بين كفيّ محنيًا ظهري وأنا أنتحب داخليًّا، أشعر أنّي ارتكبتُ خطأً فطيعًا رغم أنّي لم أفعل أيّ شيءٍ!
شعرتُ بتربيتةٍ على كتفي، رفعتُ رأسي ليقابلني وجه هيونغ الذي يبتسم ابتسامةً عريضةً ليقول لي: "أحسنتَ كوكي"
رغم قِصر جملته لكنّها جعلتني أشعر بالدفء والأمان، ابتسمتُ ابتسامةً صغيرةً وأومأتُ لكنّي وجدتُ تاليًا كوبًا من الماء أمام وجهي
"اشرب هذا!" قال هيونغ لأتناول الكوب شاكرًا فالماء المثلّج سيكون جيّدًا لتهدئة ارتباكي، جرعت ما في الكوب ثمّ وضعتُه على الطّاولة وقد شعرتُ أنّي أفضل، وهكذا سادت لحظاتٌ من الصّمت.
"أليس لديك عملٌ مسائيٌّ اليوم؟" سالتُه محاولًا قطع الصّمت الذي أصبح كثيرًا بيننا مؤخرًا وهو يزعجني.
"لن أذهب" قال ببساطةٍ
رفعت حاجبيّ باستغرابٍ، لم يكن أبدًا من عادة هيونغ التغيّب عن أيّ شيءٍ يلتزم به
"هل هو بسبب ما حدث قبل في الحافلة؟" سألتُ ناظرًا إلى سطح الطّاولة وقد شعرتُ ببعض الذّنب
"لا لا! هوسوك قال أنّه سيغطّي عملي اليوم!" هل يعرف هيونغ كم هو سيءٌ في الكذب وكيف أنّ وجهه يفضحه؟ لماذا قد يطلب من هوسوك-شي التغطية عنه؟ بعبارة أخرى لماذا قد يتغيّب أصلًا؟
رمقتُه دون تصديقٍ وقبل أن أقول شيئًا آخر وضعت السيّدة الطّعام أمامنا: طبق البيبمباب ولهيونغ حساء الكيمتشي وطبقًا من الأرز، إضافةً للكيمتشي وتشكلية الأطباق الجانبيّة، ثم قالت لنا أن نتناوله بالصّحة والعافية، انحنى هيونغ بخفّةٍ شاكرًا ولم يفته أن يرمقني بنظرةٍ كي أقوم بالمثل، قلّبتُ عينيّ ومع ذلك انحنيتُ شاكرًا قبل أن نعتدل ونتناول عصي الأكل منقضّين على الطّعام مالئين بطوننا الجائعة ممّا شغلنا عن أيّ حديثٍ.
---
بالكتابة عن الأكل الكوري اشتهيته فوق ما أنا مشتهيته من قبل 😂💔
رأيكم بالفصل؟
توقعاتكم؟
حابين شي يتوضح أو ينضاف؟
فاهمين تعقيد شخصياتهم ومشاعرهم 😂💔؟
وبالمناسبة كتبت هذا الفصل لأجل أن أقول هذا الشيء:
حسنًا، أنا أكتبُ كثيرًا عندما أكون مضغوطةً حقًّا حقًّا في حياتي الحقيقية، والحمد لله أنهيتُ المهمة المستحيلة التي كانت بيدي اليوم 😭
لذلكَ على الأرجح سيعود التحديث إلى الحال الطبيعيّ المعقول 🙊
رغم أنّ لديكم كاتبةً فوضويّةً جدًّا هنا لذلكَ لا أضمن أيّ شيءٍ، بمجرّد أن أكتب فصلًا وأكون راضيةً عنه فلا شيء يمنع يدي من ضغط زرّ النشر 😂💔
على كلّ حالٍ سعيدةٌ بتحمّلكم لتقلباتي المزاجيّة واستمتاعكم بما تقرأون، لكم دومًا كلّ الحبّ 😊
فاطمة 💙
أنت تقرأ
أُهْبَة | JJK x KSJ ✔
Fanfictionآسفٌ جونغكوك، عليك أن تتعلم العيش بدون هذا الهيونغ الأحمق من الآن فصاعدًا، عليكَ أن تتأهب لرحيلي. بدأت في: 29 06 2019 انتهت في: 20 08 2019