16

3.3K 308 51
                                    

كان الجوّ متوتّرًا بيني وبين هيونغ طوال الوقت، لم أرغب أن أخبره، لا أستطيع أن أخبره!

هاي-بين يتنمّر عليّ بسبب اعتناء هيونغ بي، كيف يمكن صياغة هذه العبارة؟ وأيضًا أنا لا أريد زيادة أعباءه ومشاكله، لا أريد أن تسوء حالته الصّحية بسبب أمرٍ تافهٍ كهذا! أنا أتعامل مع المشكلة جيّدًا، أنا قويّ وبارعٌ في القتال وأستطيع مواجهة ذلك السّخيف عندما يتعرّض لي، لماذا قد يحتاج هيونغ إلى معرفة الأمر أو التدخّل فيه؟

نعم ربّما في البداية كنتُ أريد أن أخبره وأن يعرف، لكن بعد أسابيع من عدم إخباره أدركتُ أنّي أستطيع التأقلم مع بعض الأمور وحدي بدون هيونغ، وعرفتُ كذلك سبب تنمّر ها-بين ممّا جعلني لا أريد من هيونغ أن يعرف أصلًا

إييش، لماذا كان عليه أن يرى الكدمات على جسدي؟!

"جونغكوك.." قال ببرودٍ، بالتأكيد هو غاضبٌ منّي

"ستخبرني بما حدث لاحقًا، حسنًا؟"

ابتلعتُ وقبل أن تتاح لي الفرصة للإجابة قال: "وسآتي إلى المدرسة قريبًا"

التفتُ إليه بفزعٍ: "لا هيونغ! لا داعي لمجيئكَ!"

شدّ قبضته على المقود كعادته عندما يكون الحديث جادًّا: "يجب أن آتي! هل سأترككَ تتعرض للأذى وأصمت؟"

"ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟" خرجت تلك الكلمات منّي قبل أن أفكّر فيها ليعقد حاجبيه: "ماذا تعني؟ هل ستكون أنتَ من يتسبب بالمشكلات؟!"

رائع! الأمر يزداد تعقيدًا!

"لـ لا أقصد ذلكَ!" حاولتُ البحث عن أيّ وسيلةٍ لهرب، كنّا أمام المدرسة وما يزال هناك سيارةٌ أو اثنتان كي نصل إلى الباب، حملتُ حقيبتي وصندوق الطّعام راجيًا أن يحين دور نزولي بسرعةٍ: "سأخبركَ بالأمر أعدك لكن أرجوك ثق بي هذه المرّة، ألا تريد أن أعتمد على نفسي؟"

تنهّد ونظر إليّ: "أثق بكَ جونغكوك لكن هناك بعض الأمور التي لا أستطيع تركهها هكذا!"

نظرتُ إليه برجاءٍ ليستسلم أخيرًا ويهمس معاودًا النّظر أمامه: "حسنًا"

ابتسمتُ سعيدًا أنّ الأمر لم يتحوّل إلى مشكلةٍ كبيرةٍ معه: "شكرًا هيونغ!"

قفزتُ من السيّارة ولوّحتُ له من النّافذة: "سأعود بالحافلة اليوم"

تمتم مصدومًا: "أوه صحيح!"

ابتسمتُ ابتسامتي الواسعة لأدخل الطمأنينة على قلبه: "سأكون بخيرٍ لا تقلق"

نظرت إلى ملامحه المرتبكة ولم أقاوم فرصة السّخرية: "لقد تعلمتُ الدّرس جيًدًا!"

"يا جونغكوك!" صاح بي لأبتعد راكضًا إلى المدرسة قبل أن ألتفتَ التفاتةً أخيرةً وألوّح له وقد زاد ابتسامتي اتّساعًا الابتسامة التي علت ثغره وهو يقود بعيدًا عن المدرسة، لكنّ ما قلب مزاجي تمامًا كان اصطدامي بأحدهم، التفتُّ أمامي وهمهمتُ بالاعتذار قبل أن أدرك أنّه هاي-بين وأنّ نظراته لا تبشّر بالخير.

"صباح الخير أيُّها الطفل"

قلّبتُ عينيّ وهممتُ بتجاهله لكنّه زفر ومدّ ذراعه أمامي: "إلى أين! ألم نتفق على تأجيل موعدنا البارحة إلى اليوم؟"

نظرتُ إليه بنصفٍ عينٍ: "ماذا تريد؟!"

ظهر الانزعاج الشّديد عليه وأكاد أقسم أنّه بالكاد يمسك نفسه عن ضربي هنا والآن، ابتسم بسخريةٍ رغم الغضب الذي لم يفارقه ووضع ذراعه على كتفي ليسير ويقودني معه فيما مرافقاه يتبعاننا: "فقط بعض التّسلية"

شددتُ قبضتيّ راغبًا بلكمه لكنّني أجّلتُ الأمر حتّى تحين اللحظة الحاسمة ويستحقّ ما يحدث له، وهو ما لم يطل حدوثه.

قادني إلى السّاحة خلف مبنى المدرسة حيث لم يكن هناك أحدٌ في هذا الوقت المبكّر، استند إلى الجدار وعقد ذراعيه قبل أن يتحدّث إليّ: "إذًا، كيف هو شعور أن يكون لديكَ شقيق يعاملك كطفلٍ رضيع؟"

عرفتُ أنّه يريد استفزازي لذلكَ عكستُ الأمر وابتسمتُ مغيظً إيّاه بحديثي: "أوه، إنّه رائع! هو لا يكفّ عن الاعتناء بي، كيف سأشرح؟ لو كان لديك أخ مثله لفهمت ما أعني بسهولة، للأسف أنّه ليس لديك"

شدّ على أسنانه وكاد الشرّر يخرج من عينيه، لقد لمست وتره الحسّاس، أردف مبتسمًا محاولًا أن يعود إلى موقف السّيطرة رغم أنّي أكاد أرى الدّخان يخرج منه لشدّة غضبه: "حقًّا؟ ينتابني الفضول حقًّا لمعرفة كيف ستشعر إن رحل إذًا"

حدّقت فيه، هل يفهم ما الذي يهذي به؟ هيونغ سيرحل بالفعل، هيونغ سيرحل أيُّها الوغد الجبان وأنا لستُ قادرًا على التعايش مع تلك الفكرة! اندفعتُ إليه لألكمه بشدّةٍ، أنا لم أتعافى ولا أظنني سأفعل من حقيقة رحيل هيونغ، كيف له أن يقولها هكذا بكلّ بساطة؟ كيف له؟!

"توقّف جونغوك!" صاح بي أولئك الوغدان وقد اعتليتُ هاي-بين وأنا ألكمه دون توقّف لكنّي لم أبالِ بهما، سحبا ذراعيّ لكنّني تملّصتُ منها، صاح أحدهما للآخر: "استدع الأساتذة!"

وكان الشيء التالي الذي عرفتُه وقوفي في مكتب المدير.

---

💙

أُهْبَة | JJK x KSJ ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن