"حسنًا، تقرأ اسم الوجهة على اللوحة هناك!" قال وهو يشير على اللوحة الإلكترونية الموجودة فوق كلّ حافلة.
نهض بسرعةٍ ومدّ يده إليّ: "هذه حافلتنا! أترى؟ اسم حيّنا مكتوبٌ هناك!"
انتظرنا قليلًا قبل أن تتوقف الحافلة تمامًا ويُفتَح الباب، صعد الدّرجات الثّلاث وأخرج بطاقته من المحفظة ليمرّرها فوق المكان المخصّص مرّتين وهو يشرح: "وتمرّر البطاقة هكذا" ابتسم باتّساع وهو يتّجه إلى أحد المقاعد: "وتجلس في مكانكَ!"
أعتقد أنّ وجهي كان أحمر كالطّماطم وشعرتُ أن جميع العالم يراقبني باستغرابٍ، بحقّ الله هل هيونغ جادٌّ في اعتقاده أنّي لا أعرف ركوب الحافلة وحدي؟
ربّما تكون هذه المرّة الأولى فعلًا التي نركب فيها الحافلة معًا ويخبرني كلّ هذه التّفاصيل، لكنّي فتى من القرن الواحد والعشرين يعيش في المدينة، وأمرٌ كهذا يعتبر بديهيًا!
عدا أنّي ركبتُ الحافلة من قبل! رغم أن تلك كانت فكرة تايهيونغ الذي جرّني أنا وجيمين للهرب من المدرسة يومها، أبتسم لتذكّرهما، لقد مضى زمنٌ حقًّا منذ رأيتهما، هما الآن في العام الثّاني من المرحلة الثّانوية لذلكَ لم أرهما منذ مدّةٍ، لكنّنا نتراسل أحيانًا.
جعل نفسه مرتاحًا في جلسته قبل أن يكمل مشيرًا إلى اللوحة المعلقة في مقدّمة الحافلة: "هناك يظهر أين نحن الآن وكم بقي لنصل، عندما تصل إلى محطّتك تنزل ببساطةٍ وتكمل الطّريق!"
أومأتُ برأسي متمتمًا: "نعم"
التفت إليّ بابتسامةٍ: "هل فهمتَ كوكي؟"
ضحكتُ بارتباكٍ وأنا أشعر بالخجل من تصرّفاته: "نعم فهمتُ"
"أحسنت" قال وهو يربّت على رأسي لأظهر له ابتسامتي الأرنبيّة.
في أوقاتٍ كهذه لا يمكن أن أفهم أنّنا نتشاجر، لكن فقط دع الحديث يأتي لأمورٍ مهمّةٍ كالدّراسة أو العمل أو مرض هيونغ، وسيصبح الأمر فوضى!
"هل تسمع شيئًا؟" قال فجأةً وهو يسحب هاتفه وسمّاعاته من جيبه
نظرت إليه بتطلّع: "بالتأكيد!"
زيّنت وجهه ابتسامةٌ عريضةٌ وهو يضع سمّاعةً في أذنه اليُسرى والأخرى في أذني اليمنى قبل أن يقول: "حسنًا، هذه قام بعزفها زميلي في العمل الجزئي في محل البقالة، هل أخبرتُك عنه من قبل؟"
"يونغي-شي؟"
أومأ برأسه وقال بابتسامةٍ عريضةٍ وكأنّه فخورٌ به ممّا جعلني أشعر بالغيرة قليلًا فقط: "بذاته! شاركني حسابه على أحد مواقع الموسيقى والتي ينشر فيها أعماله، أظنّها رائعة، والآن اسمع وأخبرني رأيكَ"
كانت معزوفة بيانو هادئة، وقليلًا حزينة، لكنّها كانت جميلةً جدًا، وشيئًا فشيئًا كانت تعلو وتنخفض حتّى وصلت إلى ذروتها وأشعرني ذلك برغبةٍ في البكاء، كانت مُؤثّرةً حقًّا وأظن أنّي فهمتُ لماذا هي تعجب هيونغ!
عادت المعزوفة إلى الجانب الهادئ وكنتُ شاكرًا لذلكَ فبهذه الطّريقة يمكنني ترتيب نبضاتي وأفكاري قبل أن تنتهي وتتركني مضروبًا بوعي عميق لا أعرف ما هو، وهكذا بعد دقيقتين أخريين عادت إلى الجانب الهادئ حتّى سكنت أخيرًا، ولو لم أكن في الحافلة لصفّقتُ بلا شكّ!
انتظرتُ أن يسألني هيونغ عن رأيي بها لكن بعد دقيقةٍ لم يقل شيئًا لألتفت إليه باستغرابٍ فهذا ليس من عادته، هو كان سيسأل قبل النقرة الأخيرة حتّى!
التفتُّ إليه فاتحًا فمي لأتحدّث لكن منظره جعلني أصمتُ وأبتسم فحسب، كان يجلس بسكونٍ ويداه في حجره فيما رأسه مستندٌ على النّافذة وصوتٌ أناسه المنتظمة يدلّ على نومه، وأشعرني ذلكَ براحةٍ كبيرةٍ، فأنا أعرف صعوباتٍ النّوم التي يعاني منها بلا توقّف بسبب أعماله الجزئية والأهمّ بسبب حالته الصحيّة.
ففي حالته لا يمكنه النّوم بدون وسائد عالية وإلّا لن يستطيع التّنفس براحة، وحتّى معها سيستيقظ كثيرًا أثناء نومه بسبب ضيق تنفسه وأحيانًا انقطاعه المفاجئ والمخيف.
أعادتني هذه الأفكار للشّعور بالضيّق، هل أنا عديم الفائدة لهذه الدّرجة بالنّسبة لهيونغ؟ ألا يستطيع أن يرحم نفسه قليلًا ويتركني أساعده؟
نظرتُ إليه من جديدٍ قبل أن أسحب سمّاعة الأذن برفقٍ لينام براحةٍ أكبر قبل أن أبتسم وأخرج هاتفي لألتقط صورةً لهيونغ الوسيم النّائم بقربي متجاهلًا للمرّة التي لا أحصي عددها الصّوت الذي يجعلني أنتبه لكلّ تفصيلةٍ وهو يخبرني أنّ كلّ شيءٍ سيختفي قريبًا.
---
كلمة لكوكي؟
كلمة لجين؟
أنت تقرأ
أُهْبَة | JJK x KSJ ✔
Fiksi Penggemarآسفٌ جونغكوك، عليك أن تتعلم العيش بدون هذا الهيونغ الأحمق من الآن فصاعدًا، عليكَ أن تتأهب لرحيلي. بدأت في: 29 06 2019 انتهت في: 20 08 2019